أطلقت المحكمة العسكرية نائب رئيس الحكومة الصربية، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان مومتشيلو بيريشيتش، المتهم بالتجسس والكشف عن أسرار عسكرية للولايات المتحدة، مع بقاء القضية مفتوحة ريثما يتم اتخاذ قرار نهائي في شأن إحالتها الى القضاء العسكري. كما أطلق الجنرال في الجيش اليوغوسلافي ميودراغ سيكوليتش وشخص صربي آخر، اعتقلا في القضية نفسها. وكان اعتقال بيريشيتش اثار مخاوف في بلغراد بسبب قربه من رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش ومسؤولين كبار في حكومته موالين لأميركا والغرب، كما سبب أزمة مع واشنطن. وتردد أن الإفراج عنه تم بضغوط أميركية وأوروبية على الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا القائد الأعلى للجيش الذي أعلن امس انه رفض التماساً من الحكومة الصربية لإطلاقه "لأن الاعتقال تم في صورة شرعية واستناداً الى القانون" مؤكداًِ أن القضية ستأخذ مجراها في المحاكم المختصة". وكان كوشتونيتسا التقى رئيس الحكومة الصربية ونائبه نيبويشا تشوفيتش وكبار الوزراء في حضور رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال اتشا توميتش، الذي أشرف على عملية الاعتقال، لكن جينجيتش وتشوفيتش تركا الاجتماع بعد وقت قصير من بدئه، وسط معلومات عن حدوث مواجهات كلامية حادة. وبحسب المعلومات المتوافرة، اتهم جينجيتش الجنرال توميش والمستشار الأمني للرئاسة اليوغوسلافية رادي بولاتوفيتش بترتيب عملية الاعتقال "بشكل غير طبيعي"، لكن بولاتوفيتش رد على ذلك بأن في الحكومة الصربية مسؤولين "مصابون بأمراض نفسية ومخاوف خاصة بهم". وساد الاعتقاد في بلغراد ان الرئيس كوشتونيتسا استغل اعتقال بيريشيتش للاستفادة منه في صراعه مع رئيس الحكومة الصربية جينجيتش، في محاولة لجعل القضية تمتد اليه وإلى مسؤولين آخرين في حكومته. واعتقل بيريشيتش اثناء وجوده في مطعم في ضواحي بلغراد مع الجنرال اليوغوسلافي ميودراغ سيكوليتش وشخص صربي آخر، وموظف كبير في السفارة الأميركية في بلغراد، في كمين نصب لهم مسبقاً، اذ تفاهم رجال من الاستخبارات العسكرية بملابس مدنية مع مدير المطعم لوضع مائدة بيريشيتش وزملائه في احدى الزوايا التي أحيطت بكاميرات فيديو للتصوير "ما يعني ان جهاز الأمن العسكري كان متابعاً للاتصالات بين بيريشيتش والموظف الاميركي". ونقل الاربعة الى احد مقرات الأمن العسكري، حيث أخلي سبيل الأميركي، لتمتعه بحصانة ديبلوماسية، بعد التحقيق معه 15 ساعة ومصادرة المعلومات والتخطيطات والبيانات العسكرية التي سلمها له بيريشيتش. وأبلغ السفير الاميركي في بلغراد ويليام مونتغمري وزارة الخارجية اليوغوسلافية احتجاجه على اعتقال موظف "من دون السماح له الاتصال بالسفارة، ما يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الاميركية بيوغوسلافيا". وفي واشنطن، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر، ان الولاياتالمتحدة احتجت رسمياً على "التوقيف التعسفي والفاضح" لأحد ديبلوماسييها في بلغراد. وشوهدت امس سيارة تحمل لوحة السفارة الاميركية في بلغراد، امام مبنى المحكمة العسكرية اثناء استجواب بيريشيتش، ما وصفته اوساط مطلعة بأنه "ضمن الضغط والاستفزاز لإطلاقه".