بدأت مشاورات سعودية - أردنية - مصرية لصوغ المبادرة السعودية في وثيقة ترفع الى قمة بيروت، فيما واصل المبعوث الاميركي انتوني زيني لقاءاته مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار. وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز طرح على زيني "مشروع سلام" فضفاضاً لا يستند الى المرجعيات المتفق عليها دولياً واقليمياً، في حين رهن وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه اللقاءات الامنية مع الجانب الاسرائيلي بانسحاب كامل للقوات الاسرائىلية من مناطق السلطة ومن حولها خلال اليومين المقبلين. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان الساعات ال 24 المقبلة تشكل اختباراً وامتحاناً لجدية الإسرائيليين وقدرة واشنطن على الضغط عليهم. راجع ص 4 و5 وكان الجيش الاسرائيلي شدد حصاره حول المدن الفلسطينية التي انسحب منها واعلن مداخل هذه المدن "مناطق عسكرية مغلقة"، رغم الهدوء النسبي الذي شهدته المناطق الفلسطينية منذ ليل الجمعة - السبت بعد انسحاب الجيش من غالبيتها. تزامن ذلك مع حملة باشرها شارون على المستوى الاوروبي لاحتواء التأييد للفلسطينيين، اذ سارع إلى اجراء اتصالات مع عدد من الزعماء الأوروبيين في محاولة لتعديل لهجة البيان الختامي لرؤساء الاتحاد المجتمعين في برشلونة، معتبراً ان من شأن قرارات معادية لإسرائيل في قمة الاتحاد أن تؤدي إلى تصعيد "العمليات الإرهابية" ضد إسرائيل. من جانبه شكّك الشيخ احمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، في احتمال نجاح مهمة زيني مجدداً معارضته اي مشروع يتضمن اعترافاً باسرائيل او تطبيعاً للعلاقات معها. وفي سياق المشاورات السعودية - الاردنية - المصرية، يصل اليوم الى القاهرة رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب على رأس وفد يضم وزير الخارجية مروان المعشر لاجراء محادثات حول القمة العربية والمبادرة السعودية. كما يصل الى القاهرة بعد غد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ناقلاً رسالة الى مبارك من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال مصدر ديبلوماسي في عمان لوكالة "فرانس برس" ان الهدف من المشاورات هو "صوغ الافكار السعودية في وثيقة بسيطة وواضحة تشكل رسالة سلام الى المجتمع الدولي والى المجتمع الاسرائيلي من دون التنازل عن اي من الحقوق العربية". واشار الى ان المبادرة "في شكلها النهائي ستتكون من صفحة واحدة وستكون مصاغة بتعابير عامة لا تتطرق الى ادق التفاصيل والهدف الاساسي منها هو توجيه رسالة سلام". وكشف ان النقاط الاساسية التي تتضمنها المبادرة ستكون كالتالي: "انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية المحتلة السورية واللبنانية والفلسطينية واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية الى جانب ايجاد حل عادل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين مقابل انهاء حال الحرب بين العرب واسرائيل وضمان امن شعوب ودول المنطقة واقامة علاقات سلام بين العرب واسرائيل". واكد ان قوة هذه المبادرة تكمن في بساطتها. وفيما تتواصل المشاورات العربية - العربية، حذر الرئيس حسني مبارك اسرائيل من اي محاولة "لطرد" الفلسطينيين الى الاردن او اي جهة اخرى، وخاطب الاسرائيليين عبر التلفزيون الاسرائيلي اول من امس قائلاً: "اي تنازلات تريدونها من عرفات؟ ان يعطيكم الحرم؟ ان يعطيكم القدس؟ هل ما تريدونه هو ابقاء الوضع على حاله من قتل ودمار ... احذروا من التفكير في طرد الفلسطينيين الى الاردن. انه الخطر الاكبر على اسرائيل نفسها. انبهكم جيداً من هذا. ستلاقون الامرين. انصحكم نصيحة للسلام والاستقرار بأن تتركوا هذا التفكير". واضاف: "انتم تعمقون الكراهية وتخلقون جيلاً جديداً من الشباب العربي في المنطقة يكرهكم"، مضيفاً ان "الشعب الفلسطيني لا يثق بشارون". من جانبه، قال العاهل الاردني ان على اسرائيل ان تسعى الى الاندماج في العالم العربي ان هي ارادت السلام، معتبراً ان المبادرة السعودية "تقدم الى الاسرائيليين فرصة للاندماج في المنطقة". وصرح في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية: "ليس الفلسطينيون من سيكونون قادرين على ضمان أمن اسرائيل بل مجمل العالم العربي". وفيما لم يستبعد خطر حرب اقليمية، حذر واشنطن من توجيه اي ضربة الى العراق. الى ذلك، من المتوقع ان يصل الى عمان اليوم وزيرالعدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين لاجراء محادثات لم يعلن عنها مسبقاً مع وزير الخارجية الاردني مروان المعشر يتوقع ان تركز على مبادرة السلام السعودية. وكانت العاصمة الاردنية شهدت امس تظاهرة دعا المشاركون فيها الى دعم الانتفاضة والغاء معاهدة السلام مع اسرائيل.