لم يفلح مسؤولو الهلال السعودي في احتواء غضب أنصار ناديهم الذين واجهوا خيبة الأمل في الأسبوع الماضي بعدما تابعوا بذهول إقصاء فريقهم حامل اللقب في الدور نصف النهائي لكأس الكؤوس العربية ال12 أمام الملعب التونسي صاحب المركز السابع في دوري بلاده، والسبب برأيهم الظهور الباهت ل"الزعيم" ومدرّبه الجديد الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا في مباريات المسابقة عموماً، ويتفق الهلاليون ان فريقهم قوي وقادر على تحقيق الانجازات من دون الاستعانة بالدوليين على اعتبار توافر عناصر مميزة أكثر جدّية وحماسة. ويؤكد أنصار النادي ان الادارة لعبت دوراً سلبياً وساهمت في تجريد الفريق من لقبه، واكتفائه بكأس اللعب النظيف، وهو على أبواب خوض نهائيات كأس الكؤوس الآسيوية والسعي لاحراز البطولة المحلية التي حمل لقبها للمرة الأخيرة عام 1998. ويفندون محطات حاسمة عزّزت تراجع مستوى الفريق بدءاً بتأجيل إقالة المدرب السابق البرتغالي أرتور جورج وعدم التعاقد مع مدرب بديل قبل فترة زمنية مناسبة من انطلاق المسابقة العربية، مروراً بالاحتفاظ بالأجانب أصحاب الفائدة المحدودة واهمال البحث عن بديلين مؤثرين وفاعلين داعمين لخط الهجوم بدلاً من الكولومبي ريكاردو بيريز "الكاتو" والبرازيلي ادميلسون، وانتهاء بمحاباة لاعبي الخبرة على حساب مصلحة الفريق والتساهل في معاقبة المتجاوزين، وتفضيل الاستعانة بنواف التمياط وسامي الجابر، واهمال التفتيش عن تعزيز خط الدفاع بلاعب خبير مثل عبدالله سليمان، ومهاجم قادر مثل عبدالله الجمعان. وفي ظل انتظار عشاق "الأزرق" خطوة تصحيحية حاسمة من الادارة، يكشف ماتورانا خلفيات الاخفاق في تونس بأنه ناجم بالدرجة الاولى عن "المباراة السيئة التي خضناها أمام الملعب ولم نكن مؤهلين لتسجيل الأهداف ما جعل التوانسة يستغلون تواضع خطوطنا فتفوّقوا علينا". وعن سبب تأخره في معالجة الثغرات والعيوب التي ظهرت على الفريق في الدور التمهيدي، لفت ماتورانا الى ان الهلال ظهر بصورة جيدة خلالها، ولولا أدائه المميّز لما بلغ الدور نصف النهائي متصدراً مجموعته ومن دون ان تهتز شباكه أمام الجيش السوري والسويحلي الليبي والشعب الإماراتي". وجدد المدرب الكولومبي التشديد على ان الملعب خاض لقاءً مصيرياً وبمعنويات عالية على أرضه وأمام جمهوره "ما صعّب مهمتنا في بلوغ مرماه إضافة الى أدائنا السيئ عموماً". وقال: "ان المدرب هو المسؤول عن أي خسارة واللاعبون أصحاب الفضل في أي فوز في عالم كرة القدم وعندما أتحمّل مسؤولية خروج الهلال من البطولة فان مبرراتي تبدو منطقية نظراً الى الفترة القصيرة التي قضيتها مع الفريق حتى الآن وعدم معرفتي الكاملة بقدرات اللاعبين". ورأى ماتورانا ان الهلال يضم مجموعة من اللاعبين ذوي مستوى متقارب وأسلوب مشابه "ما يجعل مهمة اختيار التشكيلة المناسبة للمباراة أمراً صعباً، فضلاً عن المجريات الميدانية التي تجعل المدرب يختار أحياناً لاعباً مميزاً في التشكيلة الأساسية ثم يفاجأ بتراجع أدائه ما يجبر المدرب على التغيير الفوري". وأبدى "عدم رضاه لما قدّمه التمياط والجابر والكاتو واللاعبون الآخرون ايضاً في المباراة أمام الملعب، وأنا أساساً لم يكن لي أي دور في تسمية أياً من المختارين لتمثيل الهلال في كأس الكؤوس العربية". وراهن ماتورانا على فوز الهلال بلقبي كأس الكؤوس الآسيوية والبطولة المحلية، "وأمامنا فترة مناسبة للاستعداد والفوز على الاتحاد". وأكد أنه ملتزم حالياً بتدريب الهلال وليس أي فريق آخر في اشارة الى ما أشيع عن تدريبه المنتخب "واصحاب الشأن لم يعرضوا عليّ أي شيء بهذا الخصوص". ولفت الى أنه لا يعرف الكثير عن "الأخضر" باستثناء أنه تأهّل للمرة الثالثة على التوالي للمونديال، وحقّق نتائج جيدة عام 1994.