إلى محمود البريكان كان عليك أن تدفع بنفسك بعيداً عن الصيف أو الشاشة لم يكن أمامك مفر: كطيور الأعشاش الأولى بين الفروع العالية كمنبت للدمع كانت العزلة تتجمد مثل الدهان نقطةً في فجوة متلألئة يحتفظ بها الظلام لم يكن أمامك مفر الأبد لمحك في صمت الاستلقاء على الأرض فأضاءت لك عيناه مد البصر حزينةٌ هي الظلال "في حجرة الغياب الطويل" تبحث وحدها في قمامة العتمة عن غبار النجوم سنرفع النار لإبقاء المطر على وتيرة: من أجل أن يتجول جسمك طوال الأفق المختلط بالفوضى فوق الحصى ليس هناك شيء أكثر من ذلك لم يبق شيء لرحيل السائر في نومه سوى الأغشية الناعمة التلويح بما يدور في الرأس دم ولحم طين ووحل كالليل الدامس ستخرج التفاصيل من السيل كم هي شفافة جثة الشاعر تسبح في نهر سكوتها الأبدي تتأرجح في راحةٍ وهدوء قصائدَ منفرجةً في وهج الشمس حيث الغيم يتبدد وكأن السماء شراشف منثنية لن يكون هناك إحساس ولا سوف ولا نشاط... العزلة هذا الوقار القاسي تشرح ألغاز الشرارة فالأبدي رغبة والجوع الروحي ظلام والحركة الراقدة في المكان الأمين مياه يتوضأ بها المخلوق والحجر.