افتتحت في دبي مدينة الطفل، وهي أول مدينة تعليمية ترفيهية على مستوى الشرق الأوسط موجهة للأطفال من سن 2 الى 15 سنة ليمارس فيها الطفل هوايات البحث والاستكشاف في قالب ترفيهي تعليمي مميز مستخدماً حواسه كافة. ومن الأهداف العامة لمدينة الطفل تحقيق التواصل والتكامل في المجتمع بفئاته المختلفة، وتنمية دور الأسرة النموذجية من خلال أقسام العرض والبرامج والأنشطة المصاحبة لها، ومواكبة كل ما هو جديد في مجال العرض المتحفي مع المحافظة على المتوافر منه من الناحية النظرية والعلمية، وتوطيد الصلة بالهيئات والمنظمات المتشابهة في الهدف، والجذب السياحي والثقافي على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي. وشعار مدينة الطفل هو "النمر العربي" المهدد بالانقراض ويحمل اسم "مرشد" لتوعية الجمهور الى كيفية المحافظة عليه. ويتشابه تصميم المدينة مع لعبة المكعبات الخاصة بالأطفال التي يقوم فيها الطفل بتركيب هذه المكعبات، وعلى أساسها صممت أقسام العرض وتتضمن مركز الاستكشاف الذي يضم مجسمات للإنسان حيث يتعرف الطفل الى جسمه من خلال المعروضات الآتية: تكوين الجسم، تحريك الهيكل العظمي والمفاصل، الحواس والغذاء المتوازن. كما يضم نماذج وتطبيقات للعلوم الطبيعية من خلال معروضات القوة والحركة والدائرة الكهربائية والحائط المغناطيسي والماء. أما قسم الأطفال الصغار، فيهتم بالأطفال من سن 2 الى 5 سنوات، ويقومون باللعب بالماء والرمل وألعاب أخرى تتناسب وقدراتهم الذهنية. وهناك قسم الثقافة ويضم الحياة كما نعيشها. ويركز على اقتصاد دبي قديماً وحديثاً، إضافة الى الألعاب التعليمية التي تساعد في فهم الموضوع في شكل أسهل كالمجسمات الكبيرة ومجسم عن رحلات ابن بطوطة. ويعتمد قسم الثقافة العالمية على اكتشاف الطفل للثقافات العالمية المختلفة وإبراز دوره من خلال طريقة معيشته ومأكله ومشربه وعلاقاته بالبيئة المحيطة كالمدرسة والاحتفالات والمهرجانات. ويهتم مركز الطبيعة في المدينة بالبيئة في الامارات وتأثيراتها في الإنسان والكائنات البرية والبحرية متمثلة في مجسم للجمل والنباتات الصحراوية المتعددة. أما منطقة النشاط فتحتوي على القسم الأكبر من النشاطات التي يقوم بها الطفل في جو يعتمد على العمل الجماعي للحفاظ على البيئة. في حين ان قسم الكومبيوتر والاتصالات يهتم بتعليم الطفل استخدام الأساليب الحديثة في الاتصال مع إلقاء الضوء على الأساليب المستخدمة، كما يهتم القسم بتعليم الطفل استخدام الحاسوب بأسلوب تفاعلي من خلال كومبيوتر ضخم يقوم بتسهيل المهمة. وصممت المدينة، التي تبلغ مساحتها 77000 متر مربع، لتلبي احتياجات ذوي الحاجات الخاصة من تصميم لأجهزة العرض المستخدمة المرئية والمسموعة. وللمدينة ممرات ومسارات مختلفة تساعدهم في تنقلهم بين الأقسام المختلفة. وقسمت المساحة الاجمالية للمدينة على قاعات العرض التي تحتل مساحة 9000 متر مربع وتضم 220 جهاز عرض وهي قادرة على استقبال 30000 زائر دفعة واحدة، ما يؤكد ان قضاء يوم واحد في المدينة قد لا يكفي لمطالعة محتوياتها كافة، وهو ما يدعو الأطفال للقيام بزيارات. ويتألف المبنى من ثلاث طبقات تحتوي على معارض متعددة تشمل العلوم التطبيقية كالاتصال والحاسوب، والطيران والفضاء، وثقافية تشمل واقع دبي الاقتصادي والحضاري، والثقافة العالمية، ومركز الطبيعية. وتلقي المدينة الضوء على حياة الرواد والمفكرين العرب القدامى والمعاصرين ضمن أروقتها المختلفة لتوضح للجيل الحالي والأجيال القادمة اسهامات الأجيال المتعاقبة في شتى المجالات. وقد جهزت المدينة بقبة سماوية متطورة. وستسعى المدينة الى تقديم برامج وورش تعليمية ممتعة للأطفال من طريق سلسلة من الزيارات المبرمجة، كما تم اعداد خطة متكاملة لمرافق المدينة كمركز المعلومات وهو بمثابة مكتبة متطورة للأطفال تحتوي على خدمات الانترنت، وكتب وأشرطة سمعية وبصرية وأقراص ممغنطة وألعاب تعليمية للأطفال من سن 2 الى 15 سنة. وتساهم المدينة في تنمية القدرة لدى الأطفال على الاختيار ومشاركة الكبار خبراتهم وأفكارهم وتجميع الأسرة في حوار جاد ومشوق والاطلاع على أحدث الابتكارات العلمية والفكرية، والعمل على اكتشاف النشاط الاقتصادي ومصادر الرزق والتاريخ في دبي، واكتشاف مواهب الأطفال الفنية والعلمية، اضافة الى اكتشاف علاقة الإنسان بالطبيعة وتأثيرها في مظاهر الحياة في البناء واللعب والطعام والحضارة، وتنظيم برامج علمية وثقافية موجهة للأطفال في الأعياد والمهرجانات، مع مراعاة ان تكون عناصر العرض متوازنة بين التشويق والحصول على المعرفة وايصال المعلومات اليهم بطريقة التفاعل مع المعروضات من حيث توفير الواقع الملموس. وإضافة الى تذاكر الدخول الزهيدة الثمن، أوجدت البلدية نظام عضوية فردياً وجماعياً وعائلياً، إضافة الى نظام العضوية للمجموعة السياحية والخاصة مع امكان دخول ذوي الحاجات الخاصة مجاناً الى مدينة الطفل. وحصلت مدينة الطفل على عضوية المجلس العالمي للمتاحف التابع لليونسكو، ووقعت البلدية أخيراً مذكرة تعاون "مؤاخاة" مع متحف ملبورن. كما قامت بعقد 33 دورة تدريبية للموظفات من مرشدات ومنسقات خدمة الجمهور، كما تم اعداد استبيان لاستقصاء آراء الجمهور في الخدمات المفترض توافرها في مدينة الطفل.