فرانكفورت - رويترز - ودع الاوروبيون من فنلندا شمالاً الى جزر بحر ايجه جنوباً عملاتهم الوطنية الى الابد أمس لكن من دون ان يذرفوا الدموع. وتخلى الاوروبيون نهائياً عن العملات المألوفة مثل الليرة الايطالية والبيزيتا الاسبانية والفرنك الفرنسي والمارك الالماني والماركا الفنلندية والدراخمة اليونانية التي كانوا يتعاملون بها حتى مطلع السنة الجارية في حياتهم اليومية والتي توقفت المتاجر عن قبولها بعد منتصف الليلة الماضية. وسيصبح اليورو العملة الوحيدة المتداولة في 12 دولة بعد عملية التحول السلسة التي استغرقت شهرين. واستكملت عملية التحول في فرنسا وهولندا وايرلندا بالفعل قبل أسابيع، لكن في الدول التسع الاخرى انتهى التداول بالعملات الوطنية أمس. وفي بعض من هذه الدول اقترن الوداع بالحنين، كما يقول كلاوس ليبشر محافظ البنك المركزي في النمسا، التي كانت عملتها الشلن رمزاً للازدهار بعد الحرب العالمية الثانية. وقال في متحف تاريخ الفن في فيينا، حيث يبدأ عرض لتاريخ الشلن: "العملة ليست مجرد وسيلة دفع لشراء السلع. انها جزء من هوية الدولة خصوصاً في الدول الصغيرة". لكنه اضاف ان مستقبل النمسا يعتمد على تكامل اعمق ووحدة اقوى في اوروبا. وفي ايطاليا، التي لم تكن عملتها ابداً رمزاً للوطنية، بدا الوداع أقل شجناً. وكتبت الصحيفة المالية الرائدة في البلاد "ايل سول 24 اورا" في افتتاحيتها في الصفحة الاولى: "كما هو الحال عند الوداع ستبقى الذكريات. لكن فيما يتعلق بالليرة ستكون هذه الذكريات متناقضة". وأضافت الصحيفة: "الحقيقة ان الليرة فقدت الكثير من قيمتها في أحيان كثيرة وكانت في الواقع عملة ضعيفة". وعرضت صحيفة "لو سوار" البلجيكية تفاصيل اليوم الاخير للتعامل بالفرنك البلجيكي وحملت صفحتها الاولى رسما كاريكاتوريا يصور نعشاً للعملة ملفوفاً في علم البلاد. وكتبت الصحيفة: "ستعلن وفاة الفرنك البلجيكي رسمياً عند منتصف ليل الخميس الموافق 28 شباط فبراير ... لكن لن تكون هناك ورود أو دموع ... فقد اعلن وفاة الفرنك بالفعل في محافظ البلجيكيين". ويقول زعماء منطقة اليورو ان حماس 300 مليون مواطن للعملة الجديدة اظهر ان الاوروبيين يريدون مزيداً من التكامل. وهنأ البنك المركزي الاوروبي نفسه على السلاسة التي سارت بها عملية التحول الى اليورو دون عقبة تذكر. لكن شكاوى الايطاليين تعالت، اذ مازالوا يجاهدون للتحول الى اليورو بعد اسابيع عدة من اعلان المانيا بنجاح فائق انها اصبحت منطقة خالية من المارك. ولم يمر التحول دون شكاوى من الناس العاديين ومازالت تتردد الشكاوى من ان التجار يستخدمون اليورو لاخفاء رفع الاسعار. واظهرت بيانات رسمية أمس ان اسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 0.5 في المئة في كانون الثاني يناير الماضي، لكن اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي قالت ان سوء الاحوال الجوية الذي دفع اسعار الغذاء والضرائب على التبغ الى الارتفاع هو السبب في ذلك. وقال جيراسيموس توماس المتحدث باسم ادارة الشؤون الاقتصادية والنقدية: "تم احتواء اثر التحول الى اليورو بدرجة كبيرة للغاية". وأضاف ان التحويل رفع الاسعار بنسبة 0.16 في المئة على الاكثر. واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز دويتشلاند" ان 77 في المئة من المشاركين شعروا بارتفاع الاسعار اثناء فترة التحول. ولم يدعم التحول الى اوراق النقد والقطع المعدنية من اليورو العملة الاوروبية في اسواق المال التي تستخدمها منذ عام 1999. ويتعرض اليورو للضغوط ربما منذ يوم مولده وسجل في الاسواق الاوروبية أمس 0.8637 دولار مقابل ما يزيد على 1.2 دولار عند طرح العملة قبل ما يزيد على عامين.