كان لاعبو المنتخب السعودي قريبين من تحقيق مجدٍ شخصي لهم وللكرة العربية عموماً، وكان في إمكانهم الخروج بنتيجة التعادل على أقل تقدير، مع "سحرة" العالم في كرة القدم المنتخب البرازيلي. لكن الحظ ثم اهدار عبدالله الواكد لركلة الجزاء حال دون تحقيق الإنجاز الأبرز في تاريخ الكرة في مباريات الفرق العربية أمام البرازيل. وفاز البرازيليون بهدف وحيد سجله لاعب وسط ديبورتيفو لا كورنيا الاسباني ديجالمينا من ركلة مباشرة، نفذها بطريقة "برازيلية" بحتة عندما "قوّس" كرة فوق الحائط السعودي وعجز الدعيع عن ردها على رغم محاولته الجادة. وكسب السعوديون أكثر من عصفور بضربة واحدة، كسبوا وجوهاً جديدة تلعب للمرة الأولى أمثال المدافعين حمد المنتشري ورضا تكر اللذين نالا الكثير من الاشادة والثناء من المتابعين وقبل ذلك من المدرب الجوهر "ميزة الكرة السعودية انها تملك البديل، وخير دليل المنتشري وتكر، لقد قدما عرضاً ممتازاً لم يوحيَ بأنهما يلعبان للمرة الأولى"، ووافقه قائد المنتخب السعودي سامي الجابر الذي أكد أن اللاعبين أديَا وكأنهما يلعبان منذ سنوات طويلة، ولم تؤثر فيهما رهبة المباراة، خصوصاً أن المباراة كانت أمام فريق له تاريخه وسمعته". كما اطمأن السعوديون على لاعبيهم المصابين أمثال التمياط والواكد، والأول لعب نصف ساعة من الشوط الثاني، ونجح في تقديم مباراة ممتازة، ومارس هوايته المفضله في المرواغة والدخول بين صفوف المدافعين بحرفية عالية، والثاني أسهم في صنع خط الدفاع الأول الى جانب لاعب الوسط المتأخر خميس العويران. ورأى الجوهر أن إبلالهما من الاصابة جاء في وقت مناسب "قدم اللاعبان عرضاً ممتازاً، وكان الواكد لعب بعضاً من الدقائق في دورة الخليج، وهو جاهز بنسبة كبيرة للمشاركة في المباريات المقبلة، وبالنسبة الى التمياط فيعد من أركان المنتخب وسنضع له برنامجاً خاصاً ليعود كما عرفته الجماهير العربية". والمكسب الثالث هو ثقة اللاعبين السعوديين، فالخوف الذي يصاحب اللاعبين عادة عندما يلاقون منتخباً كبيراً بحجم البرازيل تلاشى مع مرور الوقت، وهدد لاعبو "الأخضر" مرمى الحارس ديدا غير مرة وكانوا قريبين من التسجيل. وشاهدنا نجم دورة الخليج لاعب الوسط صالح المحمدي يشق الصفوف البرازيلية، ومثله فعل ماطر والدوخي اللذان استعرضا كل ما في جعبتيهما من مهارات. لكن الحديث يحلو عن الحارس الكبير محمد الدعيع الذي وصفه مدرب البرازيل لويس فيليب سكولاري بالحارس العظيم "لديكم حارس من طراز رفيع، هنيئاً لكم بهذا الحارس". وبالفعل لم يأت هذا الكلام من فراغ فالدعيع أسهم في شكل كبير بتقديم مباراة ممتازة، وتصدى للكثير من الهجمات البرازيلية، سواءً بيديه وهذا هو المتعارف عليه عند حراس المرمى أو بقدميه، وهي ميزة تجعل الدعيع يتفوق على نظرائه من الحراس. وفي هذا الصدد علق صحافي برازيلي على أداء الدعيع بقوله لم أشاهد حارساً يلعب بقدميه كما يفعل الحارس السعودي"، وبدوره رأى الجابر "أن الدعيع يعد الرقم الأصعب في الفريق السعودي، ولا أقول إلا أن الله يطوّل عمره، وأن يبقى معنا إلى فترة طويلة، فنحن نحتاجه في الاستحقاقات المقبلة". وإن كانت المباراة انتهت فعلاً فإن الحديث سيستمر عنها طويلاً بسبب الاداء الذي قدمه لاعبو "الأخضر" أو المكاسب التي حققها ناصر الجوهر ولاعبوه. وتنتظر السعودية مباراة أخرى ضمن استعداداتها لمونديال كوريا الجنوبية واليابان، عندما تلتقي الاربعاء المقبل المنتخب الدانماركي.