أعلن مسؤول ملف القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية سري نسيبة ان "الفلسطينيين معنيون بالمفاوضات، لأنهم يمكن أن يحققوا من خلالها إنهاء الاحتلال"، وقالت عضو مجلس الشيوخ الإيطالي الحائزة على جائزة نوبل للطب ريتا ليفي مونتالتشيني ان "الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي شعبان عظيمان ينبغي أن توفّر لهما إمكانات العيش بسلام"، وأضافت مونتالتشيني "بإمكان النساء كأمهات لعب دور كبير في بناء الأجيال الجديدة لهذين الشعبين، لكن علينا أن نزيل الأوضاع المأسوية التي يعيش في ظلها الشعبان، وأن نهيأ لسكان المناطق الأكثر فقراً في فلسطين، كغزة مثلاً، الظروف الحياتية والصحية والمدرسية المناسبة". جاء ذلك في ندوة علمية بعنوان "التعرّف على الآخر" أقامه "مركز ديونيزيا للفنون والثقافات" الإيطالي شاركت فيها إلى جانب مونتالتشيني شخصيات سياسية وعلمية وثقافية فلسطينية وإسرئيلية وإيطالية، بينهم مسؤول ملف القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية سري نسيبة والكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان ومساعد عميد جامعة بيت لحم مانويل حسّاسيان. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن أهمية هذا النوع من اللقاءات وجدواه فيما تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيداً خطيراً أتى على آخر ما تبقى من الاتفاقات السياسية بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية قال نسيبة: "الوضع صعب للغاية والجميع يعترفون بذلك. وربما هو الآن أصعب من أي وقت مضى إذ فقد الناس الأمل ويشعرون بالإحباط لغياب أي سبيل يقود إلى المستقبل. وعلى الجبهتين ثمة قدر كبير من الغضب والآلام والإحباط. ومع ذلك أستطيع القول إنه من الممكن، أو بالأحرى لا مناص من العودة ثانية للجلوس معاً للتوصل إلى اتفاق سلام"، واعتبر نسيبة السلام بالنسبة الى الطرفين "ضرورة موضوعية ستدفعهما للتوصل إلى الاتفاق بشكل أو بآخر". وأشار إلى أنهما كانا "على وشك الوصول إلى الاتفاق النهائي قبل بعض الوقت"، وأضاف "أعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن. وينبغي التذّكر بأن تقدماً كبيراً أنجز في السنين السابقة، أولاً في كامب ديفيد ومن ثم في طابا. وفي طابا بالذات أعتقد أن معظم الأمور تم الاتفاق عليها، وتشكل معطيات لاتفاق جاهز، وما يحتاج إليه الطرفان الآن في الواقع هو التوقيع عليه". "عرفات منتخب" وأكد نسيبة أن الحديث عن تغيير القيادة الفلسطينية والمساس بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "لا يمت إلى الواقع بصلة. فعرفات منتخب من الشعب الفلسطيني مثله مثل شارون المنتخب من الإسرائيليين"، إلاّ أنه أضاف "ما ينبغي أن نطالب به شارون وعرفات هو أن يباشرا مفاوضات حقيقية جديدة مع أملنا في أن يتمكنّا من التوصل إلى التوقيع على اتفاق سلام". وكان الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان أكد أنه يأمل في أن تتحول القدس إلى عاصمة فكرية وروحية وسياسية لكل الأديان، وقال نسيبة في هذا الصدد: "آمل، كما غروسمان، أن تتحول مدينة القدس إلى عاصمة إبداعية وثقافية إضافة إلى ما هي عليه الآن عاصمة روحية ودينية وسياسية. ... أن تكون عاصمة للآمال والطموحات الإنسانية صوب الوحدة والتقدّم لا عاصمة للمال، عاصمة للهموم الروحية والثقافية". وأضاف نسيبة أن الصراع الحقيقي في الشرق الأوسط "ليس صراعاً بين اليهود والمسلمين أو المسيحيين والمسلمين أو بين المسيحيين واليهود، وهو ليس صراعاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل صراع بين أولئك الذين يرون المستقبل من منطلق التعايش والتقدم بين الطرفين وأولئك الذين يرونه على النقيض من ذلك"، وأضاف "إن ما تحقق في كامب ديفيد وطابا يمكن اعتباره، فلسطينياً وإسرائيلياً، منطلقاً للتفاؤل في أن الحل ممكن. ولكن الآن توجد حكومة إسرائيلية تختلف عن الحكومة السابقة. فالطرف الإسرائيلي الحاكم الآن ليس مهيئاً أو مستعداً لهذا الحل مع الطرف الفلسطيني". وقال: "يجب علينا أن ندفع باتجاه هذا الحل، ويجب أن تكون هذه استراتيجيتنا كفلسطينيين"، معرباً عن أمله في "التوصل إلى هذا الحل عاجلاً أم آجلاً". الحل والمفاوضات وعن ما إذا كان هذا الحل ممكناً مع آرييل شارون، أعرب نسيبة عن اعتقاده بأن "الحل حتى مع شارون ممكن التحقيق" وقال: "إذا بدأنا باتخاذ خطوات تفاوضية مع شارون فسنتمكن من الوصول إلى تركيبة إسرائيلية حكومية يمكن أن تكون طرفاً في الحل الذي توصلنا إليه في طابا". وسئل ما إذا كان رأيه هذا يعني تقويماً إيجابياً للقاءات الأخيرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين قال نسيبة: "نحن الفلسطينيين الطرف الأساسي المعني بالمفاوضات، لأننا يمكن أن نحقق من خلالها إنهاء الاحتلال".