سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس "مجموعة الإمارات" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم ل"الحياة": عدد موظفينا سيرتفع إلى 45 ألف موظف ومحطاتنا إلى مئة وزيادة نشاطنا ألغت الاجراءات الاحتياطية بعد 11 أيلول
قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس "مجموعة الإمارات"، ان الاجراءات الاحترازية التي لجأت اليها المجموعة، في أعقاب التراجع في سوق الطيران الدولية عقب 11 أيلول سبتمبر وبينها تجميد التوظيف قد تم التخلي عنها، مشيراً الى أن المجموعة استطاعت توفير 50 مليون دولار من خلال ترشيد شبكة رحلاتها منذ الخريف الماضي. وأشار في مقابلة مع "الحياة" الى أن عدد موظفي "مجموعة الإمارات" سيرتفع عام 2010 الى 45 ألفاً، في حين سيتجاوز عدد محطات الشبكة 100 محطة تغطي القارات الخمس. وأعرب عن أمله في مضاعفة عدد الرحلات التي تسيرها الناقلة الخليجية الى شبه القارة الهندية. وقال ان "طيران الإمارات" مهتمة بشراء طائرة "بوينغ" الجديدة التي تطير بسرعة الصوت وانها تنتظر معرفة تفاصيل عن جدوى تشغيلها قبل اتخاذ قرار نهائي بصدد شرائها. وفي ما يأتي نص المقابلة: أثارت الصفقة التي وقعتها "طيران الامارات" مع "ايرباص" و"بوينغ" تساؤلات حول الحكمة من التوسع، وبهذا الشكل الكبير، في وقت يميل أغلب شركات الطيران الى الانكماش والتسريح، نتيجة الركود في صناعة النقل الجوي. ألا تحمل هذه الخطوة قدراً كبيراً من المغامرة؟ - صفقة بهذا الحجم لا تتم بين ليلة وضحاها. وقرارنا شراء 58 طائرة جاء بعد دراسات استمرت أشهراً، وبدأت قبل وقت طويل من تاريخ 11 أيلول سبتمبر واستمرت نحو شهرين بعده. فالنمو السنوي الذي تشهده صناعة النقل الجوي في العالم، مدعماً بالنمو الذي تشهده دولة الامارات في شكل عام، ودبي في شكل خاص، اضافة الى مخططات حكومة دبي المستقبلية، والهادفة الى استقطاب أكثر من 15 مليون سائح مع حلول العام 2010، وتوجهاتها بتجهيز بنية تحتية تستوعب وتخدم هذا الكم الهائل من السياح، جميعها عوامل دفعتنا الى البدء بعملية توسع تستطيع تلبية متطلبات هذه السوق، والأسواق العالمية التي تتعامل معها. الانكماش الاقتصادي قد يستمر هذا العام. هل تجدون في ذلك سبباً للتراجع عن بعض مخططات توسعاتكم؟ - قطاع السفر أصبح من أساسيات العالم الاستهلاكي، ولم يعد من الكماليات كما في السابق. وعلى رغم الركود الاقتصادي فإنه أصبح في متناول شريحة أكبر من البشر اليوم، مقارنة بعشر سنوات مضت، أو بالعشرين والثلاثين سنة الماضية. وربما يكون السلعة الوحيدة التي انخفضت كلفتها مع مرور السنين، في وقت ارتفع المستوى المعيشي بين أكثر شعوب الأرض وأصبح السفر لدى الطبقات المتوسطة أيسر من أي وقت مضى. وكما جعلت التكنولوجيا والانترنت العالم قرية صغيرة، جعل الطيران معظم مدن العالم مدينة واحدة يمكن التنقل بينها بساعات قليلة. ومنذ تأسيس "طيران الامارات" واجهتنا أزمات كثيرة، وكجميع الشركات العالمية، التي تعتمد على عدد من المناطق في اقتصاداتها، فاننا نواجه، وفي شكل مستمر أزمات مختلفة. فمن حرب العراق - الكويت، الى الركود الاقتصادي بداية التسعينات، مروراً بالأزمة الاقتصادية في الشرق الأقصى، والأزمات السياسية والاقتصادية التي تعرضت لها بلدان لنا مصالح متبادلة معها، وتقلبات أسعار النفط، وصولاً الى حرب افغانستان الأخيرة، ولا ننسى المنافسات وحروب الأسعار، وسياسات الحماية المتبعة في معظم المطارات التي نخدم. ومع ذلك، استطعنا النجاح والنمو وتحقيق الأرباح. لذا لا أرى سبباً يحول بيننا وبين الاستمرار في النمو والنجاح. كم عدد موظفي الامارات ومحطاتها اليوم. وكم سيصبح العدد عام 2010؟ - عدد العاملين في "مجموعة الإمارات"، التي تضم "طيران الإمارات" و"دناتا" مع عدد من الشركات العاملة في قطاع السفر التابعة لها، يناهز 15 ألف شخص على أن يصل عددهم الى 45 ألفاً مع حلول العام 2010، أما المحطات فيبلغ عددها 56 محطة ونتوقع ان ترتفع الى أكثر من 100 محطة سنة 2010. تبدي "الإمارات" معارضتها لفكرة اقامة التحالفات وتفضيلها النمو في صورة منفردة. ألا يدل ذلك على ثقة زائدة بالنفس؟ - معارضتنا لفكرة التحالفات تنبع من معارضتنا لفكرة الاحتكار. وأثبتت النظم الاحتكارية فشلها وأودت باقتصادات وصناعات بلدان بأكملها الى الهاوية. وقد أثبتت الأرقام والدراسات، أن الكلفة المقعدية للشركات كبيرة الحجم هي أكثر من كلفة الشركات الصغيرة والمتوسطة. وبالتالي، فإن التحالفات التي أطلقت لم تثبت حتى الآن فائدتها، لا للمسافر الذي لم يلمس أي تحسن في الخدمات والأسعار، ولا حققت هذه الشركات الأرباح المفترض أن تحققها، ما يثبت صواب نظرتنا ومعارضتنا التحالفات. كذلك فإن جغرافية عملياتنا تحتم علينا التعامل مع مختلف الناقلات الجوية، والتي تنتمي في بعض الأماكن الى تحالف معين، وبعض الأماكن الأخرى الى تحالف منافس، وبالتالي ليس من مصلحتنا الانضمام الى أي منها. أهمية الحجم إدارة مجموعة صغيرة قد تكون أسهل من إدارة مجموعة عملاقة كما ستكون حالكم في السنوات المقبلة. ألا تخشون من مواجهة صعوبات في السيطرة على المجموعة في حال تضاعف حجمها مرات عدة؟ - اعتقد أننا تخطينا هذه المرحلة عندما بلغ عدد موظفينا الأربعة آلاف، إذ استحدثنا أقساماً جديدة وجرت إعادة توزيع المسؤوليات وفق أسلوب هرمي مع اعطاء صلاحيات واسعة لمختلف الإدارات وربطها ببعضها البعض بأسلوب يسمح لها بالتوسع بكفاءة عالية، مع المحافظة على مستويات الخدمة والانتباه الى التفاصيل التي تميزت بها "طيران الإمارات" والشركات التابعة للمجموعة. وبالطبع، فإن هذه السياسة سمحت لنا بتهيئة أرضية صلبة لجميع مخططات النمو، والتي سرنا بها بوتيرة سريعة تدعمها بنية تحتية من التسهيلات التقنية والتطوير والتدريب المستمرين للكوادر البشرية والفنية وتوظيف أفضل الخبرات المحلية والعربية والعالمية. وهذه سياسة لا ترتبط بمكان أو زمان، بل هي واقع يومي نعيشه وننفذه كي نكون دائماً في طليعة هذه الصناعة. فكما نحرص على أن يكون اسطولنا من الأحدث في العالم، نحرص أيضاً أن يكون فريق العاملين لدينا أكثرهم كفاءة. باتت "الإمارات" اليوم واحدة من أكبر ثلاث شركات طيران عربية. ما هي المرتبة التي تتوقعون الوصول اليها عام 2010؟ - نطمح الى أن تكون "طيران الإمارات" شركة متوسطة الحجم مع حلول العام 2010. واعتقد اليوم، اننا أكبر شركة طيران عربية من حيث عدد الكيلومترات المتاحة على الرحلات الدولية، ونطمح الى أن نخدم أكبر عدد ممكن من المحطات في العالم، وأن نتيح لمواطني الشرق الأوسط الوصول الى جميع بقاع الأرض عن طريق دبي، وبأسرع وقت ممكن. ما هي خطط التوسع مستقبلاً؟ - نفتتح السنة الجارية خمسة خطوط جديدة الى الدار البيضاء والخرطوم وموريشوس وبيرث في استراليا وأوساكا في اليابان. كذلك سنتسلم ثماني طائرات جديدة يتم تسييرها على الخطوط المذكورة اضافة الى رفع عدد رحلاتنا الى كثير من محطاتنا الحالية. وبالطبع، فمع بدء تسلم طائرات "ايرباص 500 - 340" العام المقبل، سنبدأ بتسيير رحلات الى أميركا الشمالية، لتشمل بذلك رحلاتنا القارات الخمس. وبالطبع، فإن توسيع رقعة محطاتنا سيسمح لنا بزيادة قدراتنا الاستيعابية على المحطات الحالية لتغذية هذه المحطات عن طريق دبي، التي أصبح مطارها محطة ترانزيت مهمة بين الشرق والغرب وتخدمه أكثر من 90 شركة طيران عالمية تستفيد من هذا التوسع، وتتوزع الركاب في ما بينها لتؤمن رحلات يومية الى معظم بلدان العالم. واجه أغلب الشركات تراجعاً في عدد مسافريه منذ 11 أيلول سبتمبر ما أدى الى الغاء رحلات مجدولة وإحداث فراغ في شبكة النقل الجوي في العالم. الى أي مدى تأثرت "الإمارات"؟ وكم ألغت من رحلاتها خلال الشهور الماضية؟ - أحداث 11 أيلول أحدثت صدمة لدى المسافرين في العالم. وكان من نتيجتها الطبيعية الغاء آلاف، لا بل ملايين الحجوزات، ما أثار الذعر لدى شركات الطيران. ونحن كغيرنا تأثرنا بهذا الوضع وكان لا بد من اتخاذ اجراءات للحد من الخسائر وضمان استمرار خدماتنا والتزاماتنا. لذا قمنا بمراجعة جميع الرحلات والحجوزات المسبقة ودراستها، فألغينا رحلات الى بعض المحطات، وربطنا البعض ببعضها الآخر وحرصنا على ألا تتأثر وتيرة رحلاتنا اليومية أو الاسبوعية الى أية محطة، وبالتالي لم تؤثر هذه الالغاءات على جداول سفر ركابنا. وبلغت نسبة الالغاءات مقارنة بالكيلومتر المقعدي المتاح 4.5 في المئة، ولفترة زمنية قصيرة لم تتعد شهر تشرين الثاني نوفمبر. توفير لافت كم هو الوفر الذي حققته "الإمارات" نتيجة هذه الالغاءات؟ وهل اتخذتم اجراءات أخرى؟ - قمنا بتجميد عمليات التوظيف للوظائف غير الأساسية، وبالطبع فإن الغاء بعض الرحلات وفر علينا تكاليف الوقود والإقلاع والهبوط بلغت بحدود 50 مليون دولار. وكان من المفترض بقرار تجميد التوظيف أن يمتد حتى نهاية العام المالي الحالي أي آخر آذار مارس، إلا أن زيادة الحركة وعودة العافية السريعة على خطوطنا، جعلانا نعدل عن هذا القرار، ونستمر في ملء الوظائف الشاغرة التي كانت مقررة في موازنة العام المالي الحالي. هل تستطيع "طيران الإمارات" إذاً القول ان عملها عاد الى مستويات ما قبل 11 أيلول؟ - حقق شهرا أيلول وتشرين الأول اكتوبر حركة مماثلة للفترة نفسها من العام 2000، وشهر تشرين الثاني نوفمبر واحداً في المئة زيادة عن تشرين الثاني في العام الذي سبقه، وشهر كانون الأول ديسمبر سجل 29 في المئة زيادة عن كانون الأول 2000. والآن، وبحمد الله، تشهد خطوطنا حركة لم نكن نتوقعها عند بداية العام المالي الحالي. تتيح خطط التوسع ل"طيران الإمارات" القول انها أكبر ناقل عربي يصل القارة الاسترالية بأوروبا والشرقين الأقصى والأدنى. ما هو سر التركيز على استراليا؟ - من المعروف عن "طيران الإمارات" انها تسير رحلات الى محطات ترى فيها جدوى اقتصادية بحتة، على المديين القصير والطويل. كما أننا نتبع سياسة الترويج وخلق حركة سفر بين محطتين واعدتين. وقد برز نجاح هذه التجربة مع المملكة المتحدة التي بدأت خدماتنا اليها برحلة يومية واحدة، اعتبرها البعض في ذلك الوقت خطوة مغامرة أثبتنا بعدها انها خطوة عاقلة، ليصبح عدد رحلاتنا اليومية الى المملكة المتحدة ست رحلات على أن ترتفع الى سبع مع حلول أيلول المقبل. أما استراليا، فقد وجدنا أنها محطة واعدة تحتوي على جميع مقومات النجاح والاستقطاب، ان من الناحية السياحية، أو التجارية، أو فرص الأعمال المتاحة. وبدأنا بأربع رحلات اسبوعياً الى ملبورن، لنرفعها الى سبع رحلات ومن ثم نفتتح خطاً الى سيدني. واعتباراً من 2 آب اغسطس سنبدأ بأربع رحلات اسبوعياً الى بيرث، من دون توقف، لنكون بذلك أسرع ناقلة جوية من المنطقة العربية وأوروبا الى هذه المدينة الاسترالية. وبالطبع، فإن توسع شبكة خطوطنا وزيادة عدد رحلاتنا الى أوروبا وبلدان شبه القارة الهندية، يؤمنان فرصاً أكبر لتغذية هذه الخطوط بعضها البعض عن طريق المرور عبر دبي ومنها الى محطاتنا الأخرى. حركة النقل من شبه القارة الهندية في تطور مستمر. هل تفكرون في التوسع داخل هذه السوق؟ - شبه القارة الهندية تشكل السوق الطبيعية لدبي. فتاريخياً، كانت تجارتنا وتنقلاتنا تتم مع هذه البلدان وعبرها، ومن هذه البلدان عبر دبي الى مختلف البلدان الخليجية وأوروبا عن طريق البحر. ونطمح، مع الازدهار الاقتصادي الذي بدأت تشهده هذه البلدان، ولا سيما الهند، الى أن نضاعف عدد رحلاتنا اليها بسبب الطلب الهائل على رحلاتنا، وعدم وفرة المقاعد المطلوبة في أسواقها. أميركا الشمالية ذكرتم أنكم تنوون افتتاح محطات في أميركا الشمالية خلال الأعوام المقبلة؟ ألا تشكل هذه الخطوة توسعاً قد يجهد امكاناتكم؟ - لم نقم بهذه الخطوة من قبل بسبب عدم توافر طائرات تستطيع الانتقال من دبي الى أميركا الشمالية بلا توقف. ونحن نؤمن بأن نجاح أية خدمة يكمن في تميزها. والآن، وبعد شرائنا طائرات "ايرباص 500 - 340" طويلة المدى، كلنا ثقة بجدوى هذا الخط الذي سيؤمن خدمة للمقيمين في دولة الامارات والدول الخليجية المجاورة وحتى بلدان شبه القارة الهندية وشرق آسيا. هذا يعني ان اجراءات الأمن التي تطبقونها ستكون متماشية مع الاجراءات المتشددة التي بات الأميركيون يفرضونها منذ 11 أيلول؟ - "طيران الامارات" تتبع أقصى اجراءات الأمن والسلامة المتاحة، وتتعدى المقاييس التي تضعها سلطات الطيران المدني عادة في مختلف بلدان العالم. فمثلاً، نصرف نحو خمسة ملايين دولار اضافية على كل طائرة لتزويدها بمعدات سلامة مثل رادار يبين على شاشة في قمرة القيادة أية طائرة قريبة ومدى قربها، ويطلق انذاراً للربان كلما اقتربت المسافة وفي جميع الاتجاهات، وبالتالي يجعل من فرص الاصطدام الجوي معدومة، اضافة الى اجراءات أخرى لا نرغب في التحدث عنها. إلا أنني أؤكد لك أن السفر مع "طيران الإمارات" أكثر أماناً. تحول "مهرجان دبي للتسوق" الى حدث اقليمي ودولي من الطراز الأول. بصفتكم رئيساً للجنة العليا للمهرجان، والمسؤول الأول عنه، كيف ترون أن "طيران الإمارات" ساعدت على إنجاح هذا المهرجان ودعمه؟ - ل"طيران الإمارات" دور رئيسي في إنجاح المهرجان وفي نجاحه. فقد كانت أحد الرعاة الرئيسيين منذ اطلاقه، وقدمت له الدعم الإعلامي والإعلاني والتسويقي، لا سيما في الأسواق الاقليمية والعالمية. واستطيع القول انه لولا هذا الدعم، لما كان لهذا المهرجان هذه السمعة العالمية. وبالطبع، فإن الحوافز التي تقدمها "طيران الإمارات" من برامج سفر متكاملة، والسماح بالوزن الزائد، واستلام تأشيرات الدخول وملاحقتها نيابة عن زوار المهرجان، عوامل تشجع الزوار كثيراً للقدوم الى دبي خلال هذه الفترة. وبالطبع، لا ننسى وضع شعار المهرجان على طائرات الأسطول، الذي يعد وسيلة إعلامية متنقلة في أجواء ومطارات 56 مدينة. هل تعتقدون انكم قادرون هذه السنة على الاستجابة للضغط الذي تسببه عادة كثرة الاقبال على الرحلات المتجهة الى دبي خلال فترة المهرجان، وكيف ترون المنافسة التي تقوم بها بقية الناقلات العربية من تخفيض أسعار تذاكرها الى دبي؟ - لقد عمت فائدة المهرجان جميع القطاعات الاقتصادية بما فيها شركات الطيران. ونجاحه لا يعود فقط الى إدارة المهرجان أو "طيران الإمارات" وحدهما، بل الى المجتمع الاقتصادي في دبي، وجميع الدوائر الحكومية التي تضافرت جهودها لإنجاحه، وبالتالي، فهو لدبي، ولدولة الإمارات. ولأعود الى سؤالك، فإن رعايتنا للمهرجان لا تهدف الى زيادة عدد الركاب على "طيران الإمارات" فقط، بل الى زيادة حركة السفر الى دولة الامارات بما فيها المطارات الأخرى، وبالتالي لا اعتقد أننا سنواجه نقصاً في عدد المقاعد المتاحة، خصوصاً واننا نتبع سياسة الأجواء المفتوحة التي تسمح لأي شركة طيران بزيادة عدد رحلاتها عندما تدعو الحاجة. بالنسبة الى المنافسة وتخفيض الأسعار، فهذه مشكلة مستمرة نواجهها كل يوم، وفي أكثر من محطة، إلا أن مستوى خدماتنا وسمعتنا الممتازة، جعلا منا الخيار الأول للمسافرين. وهنا أود أن أشير الى أن التنافس على اجتذاب المسافرين الى دبي من قبل الناقلات الأخرى يعني إقراراً بأنها أصبحت وجهة ناضجة وفيها من عوامل الجذب ما يبعث الفخر الى نفوسنا. طائرات سريعة ما بات يميزكم اليوم في العالم العربي، هو اعتمادكم كمركز لرحلاتكم مطاراً يعتبر الأبرز والأحدث في المنطقة. بصفتكم رئيساً أيضاً لدائرة الطيران المدني في دبي، الى أي حد يساعد هذا الوضع على تطوير عملياتكم؟ - مطار دبي وجد لخدمة دولة الامارات، وتلبية متطلبات المقيمين ومجتمعي الأعمال والسياحة فيها، وبالتالي، فهو مؤسسة خدمية كغيرها من المؤسسات التي تعتمد في توسعاتها على حاجات السوق الآنية والمستقبلية. لذا، نقوم بطريقة دورية بمناقشة خدماتنا مع مختلف شركات الطيران العاملة في مطار دبي الدولي لتلبية متطلباتها التوسعية والخدمية، في وقت نناقش فيه مع مختلف الدوائر الحكومية خططها المستقبلية المستمدة من توجهات صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وولي عهده الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. والآن، فإن القدرة الاستيعابية لمطار دبي الدولي تفوق عشرين مليون راكب سنوياً، ونتوقع ان نستقبل هذا الرقم بالفعل مع حلول العام 2006 حين الانتهاء من توسعات المرحلة الثانية من المطار والتي ستبلغ كلفتها 2.5 بليون دولار وتشمل إنشاء ثلاثة مبان جديدة بينها المبنى الرئيسي، على أن يخصص واحد منها ل"طيران الإمارات"، والآخر للشحن، كما سيتم بناء مواقف لاستقبال الطائرات العملاقة "اي 380" التي طلبت "طيران الإمارات" شراء 22 منها. ماذا عن طائرات السوبر سونيك التي تضاهي سرعتها سرعة الصوت، والتي تنوي "بوينغ" بناءها والتي أبديتم رغبة في ادخالها الى اسطولكم؟ - من المعروف عن "طيران الإمارات" انها أول من يسعى للحصول على أحدث التقنيات في عالم الطيران ووضعها بتصرف زبائنها. والطائرة الجديدة، إذا ما انتجت، ستشكل نقلة جديدة في عالم الطيران وتجعل المسافات أقصر من أي وقت مضى، وهي تتميز عن سابقتها الكونكورد بأنها ذات قدرات استيعابية أكبر وتسير بسرعة أقل بقليل من سرعة الصوت. إلا أن المشروع ما زال في بدايته، وعلينا انتظار تفاصيل صناعة الطائرات واقتصاد تشغيلها قبل اعطاء رأينا النهائي.