سجل مطار دبي الدولي، الكثير من الانجازات خلال العام 2001، عززت موقعه على خريطة السفر الدولية. وأظهرت مؤشرات النمو التي حققها المطار على صعيدي المسافرين والشحن زيادة قياسية على رغم الآثار الكارثية التي خلفتها أحداث 11 ايلول سبتمبر على صناعة الطيران الدولية، اذ ارتفع عدد المسافرين عبر هذا المرفق الجوي الى 13.5 مليون مسافر مقارنة مع 12.3 مليون عام 2000، بزيادة قدرها عشرة في المئة، فيما ارتفع حجم الشحن الى 632 ألف طن مقارنة مع 582 ألف طن خلال سنتي المقارنة بزيادة مقدارها تسعة في المئة. كما سجلت السوق الحرة هي الأخرى مبيعات قياسية بلغت 888 مليون درهم مقارنة مع 800 مليون درهم عام 2000 بزيادة قدرها 11 في المئة. وحقق المطار ايضاً انجازات اضافية بحصوله على جائزة "أفضل مطار في العالم لقضاء أفضل الأوقات والتسوق"، بالإضافة الى فوزه بجائزة "أفضل مطار في العالم في مجال التسويق" متجاوزاً مطارات عريقة كثيرة شاركت في فاعليات "مؤتمر روتس الدولي 2001" الذي أعلنت فيه نتائج التصفيات النهائية والذي استضافته العاصمة الهولندية امستردام بمشاركة اكثر من 300 مطار ونحو 120 شركة طيران. وتتسم هذه الجائزة بأهمية بالغة كونها تعكس مدى الجهود والاستراتيجيات التسويقية التي وضعتها "ادارة التسويق والعلاقات الاعلامية" في الدائرة للترويج لمطار دبي كمرفق جوي مركزي بين الشرق والغرب واستقطاب مزيد من شركات الطيران والمسافرين لا سيما مع انجاز التوسعة الأولى وافتتاح "مبنى الشيخ راشد" الذي أعطى دفعة قوية لحركة السفر عبر دبي وأهل مطارها لمنافسة اعرق المطارات الدولية. كما فاز المطار بجائزة "أفضل اعلان تسويقي لمطار" على مستوى الشرق الأوسط، بمناسبة افتتاح "مبنى الشيخ راشد" تحت عنوان "800 متر من الراحة". وفاز المطار بهذا التقدير ضمن استفتاء دولي اجرته مجلة "اير ترانسبورت وورلد"، وهي مجلة متخصصة معنية بشؤون الطيران على المستوى الدولي. وأطلقت الدائرة هذا الاعلان بالتعاون مع "السوق الحرة" و"طيران الامارات" وطاولت أكثر من 500 مليون شخص بكلفة وصلت الى 55 مليون درهم. واظهر التقرير فوز "السوق الحرة" بجائزة "أفضل سوق في العالم"، ضمن الاستفتاء العالمي المستقل للاسواق الحرة المعد من قبل "مركز المعلومات والبحوث الأوروبي" وشمل 47 ألف مسافر موزعين على 24 مطاراً عالمياً في افريقيا وأوروبا واميركا. وحصلت السوق على هذا التقدير الدولي عن فئات تصنيفية عدة منها "متعة التسوق" و"سرعة الخدمة" و"جودة الاسعار" وغيرها من الفئات. وعلى صعيد تطوير مرافق مطار دبي أعلنت الدائرة عن انطلاق مرحلة ثانية مطلع السنة الجارية لتوسعة مطار دبي بتكلفة تتجاوز تسعة بلايين درهم بهدف مواكبة النمو المتوقع بحركة السفر عبر الشرق الأوسط والتي تقدرها جهات دولية بما بين أربعة وستة في المئة سنوياً. واكد التقرير ان الدائرة اجرت تعديلات على مشروع تطوير المطار بما يجعله الخيار المفضل أمام صناعة السفر الدولية وترفع طاقته الاستيعابية الى 60 مليون مسافر وثلاثة ملايين طن شحن سنوياً. ونوهت الدائرة الى ان هذه التعديلات جاءت بعد دراسة مستفيضة راعت في مضمونها توفير أرقى الخدمات للمسافرين عبر مطار دبي الدولي ومواكبة تطلعات "طيران الامارات" وانجازاتها والنمو القياسي الذي تحققه في عدد الركاب سنوياً، واتاحة مزيد من البوابات والمواقف للطائرات العملاقة من طراز "ايرباص 380" التي تعاقدت على شرائها أخيراً. ولحظت التعديلات الجديدة على مشروع تطوير مطار دبي، اقامة مبنى اضافي الكونكورس 3 استباقاً للتطورات الحاصلة بصناعة الطائرات التجارية ودعم جهوزية مطار دبي لاستقبال الجيل الجديد من الطائرات العملاقة برفعها من خمس بوابات حسب الخطة السابقة الى 17 بوابة، وتأمين البوابات الكافية لاسطول "طيران الامارات" من هذا النوع الطائرات "ايه 380". وسيربط "الكونكورس 3" مع "الكونكورس 2" بنفق تحت الأرض وهو نسخة مبسطة عنه. ويتم نقل الركاب بين هذين المبنيين بواسطة وسائل نقل سريعة ومتطورة. وهو مجهز ب27 بوابة منها سبع بوابات تستطيع استقبال طائرات "ايرباص ايه 380". وأدت اضافة "الكونكورس 3" على مشروع تطوير مطار دبي الى رفع كلفة المشروع من 1.4 بليون دولار الى 2.5 بليون دولار اميركي. يذكر ان مطار دبي الدولي شهد مع افتتاح مبنى الشيخ راشد، مرحلة جديدة من الريادة في ظل الامكانات التقنية العالية التي تؤمنها لمستخدمي المطار من مسافرين وشركات طيران. وعلى صعيد الشحن فإن مخطط تطوير المطار يشمل ايضاً تطوير خدمات الشحن وزيادة طاقته الاستيعابية الى نحو ثلاثة ملايين طن سنوياً. ومن ضمن الانشاءات التي سيتم تنفيذها، اقامة مبنى ضخم جداً للشحن الى جانب المباني الحالية و"المبنى ب" المخصص للبريد السريع، ومرافق للادارة والمناولة وموقف متعدد الأدوار للسيارات وغيرها من المرافق. ومن المقرر بدء العمل في تنفيذ المشروع مطلع العام المقبل ووضعه في الخدمة العام 2006. اما بخصوص مبنى الشحن فسيتم بناؤه على مراحل عدة تنتهي آخرها عام 2018. ومع اطلاق هذا المشروع التطويري الجديد ترتفع جملة استثمارات حكومة دبي التي رصدتها لتأهيل بناها التحتية المتعلقة بخدمة حركة النقل الجوي الى اكثر من 11.1 بليون درهم تجاوزت كلفة المرحلة الأولى من توسعة مطار دبي 2 بليون درهم في فترة وجيزة، تلبية للنمو المتسارع في حركة السفر عبر العالم وتهيئة المطار ليصبح الخيار المفضل امام شركات الطيران والركاب. ويتضمن مشروع التوسعة الثانية للمطار، أربع مراحل رئيسية هي توسعة مرافق الركاب ومرافق الشحن وتوسعة المرافق الداخلية المتصلة بساحات وقوف الطائرات وتوسعة مرافق البنية التحتية والمرافق المساندة لها . ومن أبرز المرافق العملاقة التي يشملها مشروع التوسعة مبنى "الكونكورس" وهو مبنى متعدد الادوار، يصل طوله الى 924 متراً وعرضه يراوح بين 80 متراً في منتصفه و56 متراً عند نهايته. اما ارتفاعه فيصل الى 35 متراً تقريباً في منتصفه و27 متراً عند أطرافه. وهو امتداد أفقي لمبنى الشيخ راشد يفصل بينهما برج المراقبة. كما يوفر مبنى "الكونكورس 2" 27 بوابة منها خمس بوابات تستطيع استقبال طائرات السوبر جامبو من طراز "ايه 380" التي تعاقدت "طيران الامارات" على شرائها، بالإضافة الى 59 جسراً لتحميل المسافرين الى الطائرات، وفندقين ضخمين سعة 300 غرفة من فئتي خمس نجوم وثلاث نجوم، وناد صحي ومطاعم متعددة، وقاعات مخصصة للمسافرين درجتي الأولى ورجال الاعمال، بالإضافة الى الكثير من المرافق الخدمية الأخرى. ويتضمن أيضاً اقامة "المبنى 3". وهو مبنى مؤلف من طوابق عدة، سيشيد تحت الأرض تحت ساحة وقوف الطائرات بطول 300 متر وعرض 350 متراً ويحتوي على سوق حرة ضخمة وسلسلة مطاعم مقامة على مساحة عشرة آلاف متر مربع و180 مكتباً كاونتر لإنجاز اجراءات السفر و2600 موقف سيارات وطرق وجسور ومرافق بنية تحتية مختلفة اضافة الى انشاء خمسة مواقف جديدة وممرات وساحات اضافية للطائرات وشبكة جديدة لتزويد الطائرات بالوقود وتمديد المدرج، واقامة مبنى جديد لادارة الهندسة وتوسعة مركز صيانة الطائرات وانشاء مبنى خاص لرحلات رجال الاعمال، ومخازن للسوق الحرة ومبنى ضخم لتوزيع الزهور وغيرها من المرافق الضرورية. وحرصت "دائرة الطيران المدني في دبي" على استقطاب أرقى التقنيات لاستخدامها في خدمة حركة السفر عبر "مطار دبي الدولي" ضمن مشروع التوسعة، منها اجهزة الاتصالات والمعلومات المتعلقة بالرحلات الجوية وانجاز معاملات المسافرين ونظام مناولة الامتعة وادارة الرحلات والكشف الأمني بالأشعة وغيرها من الخدمات. ويجيء التسريع والتطوير الذي شهدته المرحلة الثانية من تطوير المطار استجابة لتوجيهات الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع، بهدف مواكبة تطلعات حكومة دبي بأن تصبح دبي المركز المفضل للمال والاعمال خلال السنوات المقبلة. وحقق "مطار دبي الدولي" نمواً قياسياً متواصلاً على صعيد عدد المسافرين والشحن خلال السنوات الماضية، اذ تعامل مع 10.7 ملايين مسافر العام 1999، وارتفع الى 12.3 مليون العام 2000 و13.5 مليون عام 2001، و30 مليون متوقعة العام 2010. وعلى صعيد الأمن والسلامة شهد العام الماضي ايضاً خطوة اضافية باتجاه تعزيز هذا الجانب، اذ استثمرت الدائرة 6.3 مليون درهم لدعم ادارة المطافئ في المطار والتابعة لادارة العمليات، واشترت لهذا الغرض طائرة عملاقة لأغراض التدريب هي الأ ضخم من نوعها في العالم، وسيارتي اطفاء حديثتين ما رفع عدد سيارات الاطفاء العاملة في المطار الى تسع سيارات. وتأتي هذه الخطوة بهدف ضمان أعلى مستويات الأمن والسلامة لعملاء المطار في ظل معدلات النمو القياسية التي يسجلها المطار على الأصعدة كافة. ولحظ مشروع توسعة المطار زيادة عدد مراكز الاطفاء الى ثلاثة مراكز بدلاً من واحد في السابق. وهي موزعة في صورة تتيح الوصول الى أبعد نقطة في المطار خلال دقيقتين على أبعد تقدير. كما أطلقت الدائرة السنة الجارية، مشروعاً الكترونياً مشتركاً مع شركة ماليزية متخصصة بخدمات التجارة الالكترونية المتعلقة بالمطارات. وبموجب المشروع المشترك تم انشاء شركة متخصصة هي "ماكس ميدل ايست ايربروت اكسشينج" تمتلك الدائرة 51 في المئة من اسهمها، في حين تمتلك شركة "ايربورت اكسشينج" الماليزية نسبة ال49 في المئة من الاسهم. والهدف من هذا المشروع الذي يتضمن اطلاق موقع الكتروني على شبكة الانترنت هو تلقي عروض ومخاطبة آلاف الشركات المتخصصة في العالم، للحصول على أفضل العطاءات والخبرات لدى تنفيذ مشاريع تطوير مطار دبي ولانجازها بأسرع وقت. كما يتضمن المشروع حصول الدائرة على مكاسب مادية كعائدات عن المشروع والاتجاه بصناعة الطيران في الشرق الأوسط الى آفاق جديدة. ومن المستهدف تطوير هذا الموقع الدولي www.ax-max.com ليصبح سوقاً الكترونية تضم معظم مطارات الشرق الأوسط. أما بخصوص حملة الترويج التلفزيونية فأطلقت الدائرة والسوق الحرة في مطار دبي، أكبر حملة تسويق دولية للترويج لدولة الامارات في الخارج تحت عنوان "جولة تراثية" تستمر سنتين عبر محطة "سي. ان. ان" وينتظر أن تطاول أكثر من 241 مليون شخص حول العالم. وقام الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بالاعلان عن هذه الحملة التسويقية خلال فاعليات "معرض دبي للطيران 2001" حين أكد: "انه على رغم ان دبي برزت كمركز مالي ومقصد سياحي متميز الا ان هناك ضرورة للذهاب الى ما وراء قصة النجاح التجاري هذه والتركيز على مظاهر التراث التي ما زالت موجودة وفاعلة، على رغم الطابع العصري الذي يطبع مدينة دبي بطابعه". وتتألف الحملة التسويقية من فقرات عدة وجولات وثائقية تراثية قام بتصويرها فريق من الفنيين الأجانب المتخصصين. وتركز هذه الفقرات على الغنى التراثي العربي الأصيل المتجذر في الامارات وعلى جوانب مختلفة من حياة ابناء الامارات وتقاليدهم وطرق حياتهم مثل كيفية بناء السفن والغوص وتربية الصقور ونقش الحناء وغيرها. وعلى صعيد شركات الطيران أوضح التقرير، ان الدائرة وقعت نيابة عن حكومة دبي اتفاقاً جوياً مع موريشيوس لأول مرة في مجال حقوق النقل الجوي بين الطرفين. وتضمن المذكرة تسيير ثلاث رحلات جوية بين كل من دبي وموريشيوس لكلا الطرفين في خطوة ستمهد لتعزيز العلاقات التجارية والسياحية المشتركة. كما وقعت الدائرة مذكرة تفاهم جوي مع شركة "طيران خليفة" الجزائرية، تقوم بموجبها الناقلة بتسيير رحلات جوية تربط بين الجزائرودبي لأول مرة. وتعد هذه الخطوة فرصة جيدة للربط بين شمال افريقيا وأوروبا وشرق آسيا. وشهد العام الماضي انطلاق فاعليات "معرض دبي 2001 للطيران" في دورته السابعة التي حققت نجاحاً منقطع النظير فاق كل التوقعات. واعلنت الدائرة، على هامش المعرض، عن خطة لتوسعة مركز معارض مطار دبي عبر اضافة صالة ثالثة لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد المشاركين في دورة المعرض المقبلة عام 2003. ? 1 1
