أكد الأمين العام للصندوق الخيري الوطني لمكافحة الفقر عبدالملك السناني أن منطقة جازان أكثر المناطق السعودية فقراً بحسب الإحصاءات الرسمية، معتبر أنها المنطقة الذهبية بالنسبة إلى أعمال الصندوق، من خلال 423 مشروعاً بقيمة 5 ملايين ريال. وكشف خلال حديثه في «ملتقى إعلاميي الرياض» مساء أول من أمس، عن تقديم منح تعليمية ل3500 طالب وطالبة، سيتخرج منها80 طالباً عقب أسبوعين من الآن، والسعي إلى تقديم 8 آلاف منحة، مشيراً إلى أن إجمالي مشاريع الصندوق بلغ 3272 مشروعاً بكلفة 36 مليوناً في مناطق الرياض ومكة المكرمة وعسير وجازان، والعمل حالياً على مشاريع في 9 مناطق جديدة، إضافة إلى توقيع اتفاق مع مؤسسة الملك عبدالله للإسكان التنموي لبناء 375 ألف منزل كمرحلة أولى. وأضاف: «زيارة خادم الحرمين للفقراء في حي العود قبل 7 سنوات هي بداية الصندوق، ثم تحولت الفكرة ليكون بنكاً للفقراء، وكان لوزير الشؤون الاجتماعية السابق الدكتور علي النملة دور كبير، من خلال طرق غير تقليدية، بمعنى الخروج عن تقديم الإعانات، وتم إنجاز استراتيجية الإنماء الوطني الاجتماعي بعد عامين من إنشاء الصندوق»، لافتاً إلى بعض المعوقات التي واجهتهم، «لكن خرجنا بالتنظيم الهيكلي والإداري، وفق أهداف وضعت له». وذكر أن الصندوق ليس من مسؤولياته توفير المنازل للأسر المحتاجة، أو تقديم منح مباشرة، إذ إنه يعمل على رفع مستوى ثقافة العمل لدى الأشخاص المستهدفين منه، ليتحولوا إلى منتجين، مشيراً إلى أن الصندوق قام بعدد كبير من الأنشطة، منها تقديم منح دراسية بحسب حاجة السوق، مثل طب الطوارئ والتمريض، وإعطاء قروض، والتعاون مع الجمعيات الخيرية في المناطق. وأوضح أن الهدف الأساسي من الصندوق تقديم المساعدة المغلفة في قالب قرض، أي أنها قروض من دون ضمانات ولا فوائد، بيد أن نسبة المخاطرة فيها 100 في المئة، إذ إن من بين المستفيدين من تلك القروض من فشلوا في مشاريعهم، ما جعلهم يستفيدون من ذلك في مستقبلهم، مؤكداً وجود قروض تعثر أصحابها في سدادها. وأضاف أن الصندوق لا يزال في خطته التشغيلية، ولديه مكاتب للتوظيف، توفّر لأبناء تلك الأسر المستهدفة «ملفاً»، يسجل فيه سيرته الذاتية، لأن منهم من لا يعرف كتابتها، وإذا اضطر الأمر يذهب العاملون فيه مع المتقدم لهم إلى الجهة التي تقدم لطلب العمل فيها، مشيراً إلى أن الفئة المستحقة ليست لها القدرة على الوصول إلى الشفاعة المحمودة، بل الصندوق هو من يطرق بابها، لمساعدتهم. ووعد أكثر من مرة في اللقاء بتقديم نماذج ناجحة لأهداف الصندوق، من خلال تحويل أشخاص إلى منتجين، من دون أن يعرف الآخرون، إلا بعد سماع قصص تحولهم. واعتبر المملكة من أفضل الدول في مكافحة الفقر في العالم، ووصلت مساعداتها إلى دول كثيرة، مؤكداً أن الفقر في بلاده مشكلة اجتماعية.