شهدت كرة اليد السعودية قفزة قوية منذ مطلع عام 1992، وعلى مدار السنوات العشر الماضية تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، الأولى في اليابان والثانية في مصر والثالثة في فرنسا والرابعة البطولة المقبلة المقررة في البرتغال 2003، وذلك إثر فوزه على كوريا الجنوبية 38-33 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ضمن بطولة آسيا العاشرة التي أجريت في مدينة أصفهان الايرانية. ومنها قطع "الأخضر" تذكرة المونديال المقبل ليواصل إنجازاته التي بدأت عام 1992 مع تولي محمد المطرود رئاسة الاتحاد. الباني الأول ويعتبر وزير الرياضة والشباب لجزائري السابق عزيز درواز الباني الحقيقي لكرة اليد السعودية الحديثة من الناحية الفنية كونه تسلم مهمة المدير الفني في الاتحاد وأوصل المنتخب الى نهائي الدورة الرياضية العربية في سورية وحلّ ثانياً خلف المنتخب المصري القوي بعدما خسر أمامه بفارق 3 نقاط فقط. ونجح درواز في بناء قاعدة صلبة للعبة من حيث النهج الجديد الذي اعتمده خصوصاً في الجانب الدفاعي. ونتيجة للاهتمام الكبير الذي أولاه الأمير الراحل فيصل بن فهد ودعمه اللامحدود لها بلغ المنتخب نهائيات كأس العالم في اليابان. ومنتخب الشباب نهائيات المونديال في تركيا 1996، ما حمل الاتحاد الدولي لكرة اليد آنذاك لتقليد الأمير الراحل وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمساهمته في تطوير اللعبة في غرب آسيا. وكرّس هذا الانجاز حضور المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم في شكل قوي، حيث لم تغب شمسه عن نهائيات كأس العالم، وكان ذلك تحت إشراف المدرب البوسني أكرم فتش ثم السويدي آلن أولسون. وجاء التأهيل على يد المحلي هاشم الشرفاء الذي تسلم مهماته قبل يومين من انطلاق البطولة في أصفهان، عندما رفض المدرب السويدي الاستمرار لأسباب مادية. واضطر الشرفاء وهو الحارس الثاني في صفوف المنتخب أن يقود الأخضر في أصفهان مدربًا ولاعبًا وشارك ميدانياً دقائق عدة وتحديداً في لقاءي الكويت نصف النهائي وكوريا الجنوبية والشرفاء 32 عاماً الذي لعب لنادي الصفا في صفوف مدرس التربية الرياضية، تدرج في صفوف منتخب الناشئين ثم الشباب فالمنتخب الأول. وأطلقت عليه الصحافة المحلية لقب "ناصر الجوهر كرة اليد" لتشابه دوره مع مدرب منتخب كرة القدم الذي أهل "الأخضر" لمونديال اليابان وكوريا 2002. وهذه القصة لم تكن هي الوحيدة في منتخب اليد، فهناك أخرى أكثر تتمثل في النجم الواعد ياسر الشاخور الذي يعتبر حالياً من أبرز العناصر المحلية وساهم في شكل مباشر في تأهل المنتخب الى مونديال البرتغال، وسبق أن شارك في كأس العالم في فرنسا 2001. فالفتى سر أبيه عبدالكريم الذي كان قائداً للمنتخب ونادي الخليج في مطلع الثمانينات، وكان آنذاك أبرز لاعب سعودي وتوفي خلال إحدى تدريبات ناديه. لكن اسمه خلّد في الملاعب بابنه البكر ياسر الذي حمل لواء أبيه وشق طريقه للنجومية وانضم لمنتخب الناشئين ثم الشباب وبعده المنتخب الأول وهو لم يتجاوز سن الثالثة والعشرين. كأس العرب ولم تقتصر انجازات المنتخب على التأهل للمونديال، بل هو أول منتخب يحقق البطولة المستحدثة من الاتحاد العربي أي بطولة كأس العرب التي أحرز لقبها في مصر عام 1998، حيث غطى أصحاب الأرض في الدور نصف النهائي وفاز على نظيره الاماراتي في النهائي. وتحققت هذه الانجازات تباعاً إبان رئاسة محمد المطرود للاتحاد، والذي أسهم في شكل فاعل وعملي للقفز باللعبة الى مصاف العالمية بدعم لا محدود ومتابعة دقيقة من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. اللعبة الشعبية الثانية وتعتبر كرة اليد اللعبة الشعبية الثانية في السعودية من حيث الحضور الجماهيري أو التغطية الصحافية، وكثيرًا ما تحفل بالإثارة الإعلامية عبر الصحف لأحداثها المثيرة وقوة التنافس بين خمسة فرق هي الأهلي والخليج والوحدة والنور والقادسية وهي الأشهر حالياً في المملكة. ومعظم عناصر المنتخب الحالي من الشباب أمثال ياسر الشاخور وعلي السيهاتي وبندر الحربي وحسين أخوان ونبيل العبيدي وتركي البيض، أما عناصر الخبرة فهم عبدالرحمن عايد وهاني هلال ومناف آل سعيد ورياض الحجي.