استمرت امس الاشتباكات في عدد من المناطق الافغانية في وقت يشارك الرئيس حميد كارزاي في مؤتمر بون الثاني الذي يناقش اعادة اعمار البلاد واحلال الامن والسلام فيها. وأصيب جندي اميركي بجروح في هجوم بالقذائف الصاروخية على مطار خوست الذي يستخدمه التحالف الدولي، فيما قتل ثلاثة اشخاص في تبادل لاطلاق نار بين الشرطة ومقاتلين موالين لقائد عسكري في مدينة قندهار جنوب. قاعدة بغرام الجوية، كابول، تشامان، بون المانيا - أ ف ب، رويترز - استمرت المعارك بين قوات تابعة لزعيمي حرب افغانيين في منطقة شينداند غرب افغانستان، التي اسفرت منذ اندلاعها السبت الماضي عن سقوط 12 قتيلاً على الاقل وفرار العشرات من سكان المنطقة. وتشهد شينداند منذ مساء السبت مواجهات بين قوات حاكم هرات غرب اسماعيل خان وزعيم الحرب البشتوني امان الله خان في جوار مدينة شينداند على مسافة مئة كلم جنوب هرات على الطريق الرئيسي المؤدي الى جنوب شرقي البلاد. وقال نانغيالي نجل امان الله في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية ان "المعارك متواصلة، وهذا الصباح هاجمت قوات اسماعيل خان قواتنا من جديد. وقتل احد جنودهم". وأضاف ان "الناس بدأوا يهجرون منازلهم بسبب قذائف صاروخية تستهدف قراهم". وكانت حصيلة سابقة اعلنها امان الله خان اشارت الى مقتل 11 من عناصره في المعارك التي بدأتها على حد قوله قوات اسماعيل خان. في غضون ذلك، اعلن الناطق باسم الجيش الاميركي الكولونيل روجر كينغ ان جندياً اميركياً اصيب بجروح طفيفة اول من امس خلال محاولة لشن هجوم بالقذائف على مطار خوست جنوب شرق الذي يستخدمه التحالف الدولي لمكافحة الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة. وأوضح الناطق ان خمسة اشخاص اعتقلوا بعد الحادث. وأوضح كينغ في لقاء مع الصحافيين في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول ان ست قذائف اطلقت على المطار من شاحنة صغيرة ركنت على بعد نحو كيلومتر واحد، ولكنها لم تنفجر. وأضاف ان دورية ارسلت الى المكان فأصيب جندي "بجروح خفيفة في ذراعه" جراء شظية سببتها انفجارات هزت الشاحنة. وأكد ان القذائف الاولى تسببت ببداية حريق في منصة الاطلاق التي صنعت من الخشب والقش في القسم الخلفي من الشاحنة ما ادى الى انفجار سبع قذائف اخرى لم تستخدم. وكان رئيس الامن في ولاية خوست القومندان داود اعلن ان شاحنة صغيرة انفجرت فجراً في منطقة غير آهلة تبعد كيلومترات عدة عن المطار، من دون ان يسفر ذلك عن سقوط ضحايا. وقال ان منفذي الهجوم ربما كانوا "يسعون الى الاقتراب" من المنشآت التي تؤوي قوات التحالف المرابطة هناك، ونسب الاعتداء الى "عناصر ارهابية من القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن لكنه لم يؤكد ما اذا كان ركاب السيارة كانوا داخلها عند وقوع الانفجار. وفي قندهار، اعلن مسؤولون امس ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب خمسة في تبادل لاطلاق نار بين الشرطة ومقاتلين موالين لقائد عسكري في مدينة قندهار الواقعة جنوبافغانستان. ووقع الاشتباك في الجنوب بعد ساعات من اسقاط طائرة اميركية من طراز "بي-52" قنابل قرب المكان الذي وقعت فيه اشتباكات بين اسماعيل خان وامان الله خان. ولم تعرف الاهداف المقصوفة. وأوضح القائد العسكري صالح محمد ان الاشتباك وقع في قلب قندهار الليلة الماضية عندما كانت الشرطة تفتش الناس بحثاً عن اسلحة. وأضاف انه عندما اوقفت الشرطة مقاتلين موالين للجنرال غلالي المتحالف مع الرئيس كارزاي وطلبت منهم نزع سلاحهم رفضوا، ما اثار معركة بالرصاص قتل فيها ثلاثة جنود وأصيب خمسة اشخاص. مؤتمر بون من جهة أخرى، افتتح المستشار الالماني غيرهارد شرودر صباح امس في بون اعمال المؤتمر الدولي من اجل السلام والاستقرار في افغانستان في حضور كارزاي وممثلين كبار من 32 دولة ومؤسسة دولية. وقال شرودر ان المؤتمر يفتتح "مع الامل في توافر حياة افضل في ظل السلام والحرية في افغانستان". ويسعى المشاركون في المؤتمر الذي يعقد بعد سنة على سقوط نظام "طالبان" الى وضع حصيلة بعملية اعمار البلاد، في بيترسبرغ على مرتفعات بون غرب المانيا حيث ابرمت الفصائل الافغانية في الخامس من كانون الاول ديسمبر 2001 اتفاقاً تاريخياً. وقال كارزاي "منذ عام وقع هنا اتفاق وضع خريطة طريق لتكوين حكومة ذات شرعية في الداخل والخارج... نحن فخورون بالتزامنا المعالم الاساسية في اتفاق بون الاول وحتى الآن". ويشارك الرئيس الافغاني وعدد من الوزراء في حكومته في المؤتمر اضافة الى الكثير من الديبلوماسيين الدوليين مثل ممثل الاممالمتحدة الى افغانستان الاخضر الابراهيمي وممثل الاتحاد الاوروبي فرانسيسك فاندريل والممثل الاعلى لسياسية الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا. ورحب الرئيس الافغاني ب"الفرصة" التي يمثلها المؤتمر الدولي بالنسبة الى بلاده، معلناً ان الحكومة الافغانية قررت تشكيل جيش وطني "محدود وفاعل برواتب جيدة يكون في خدمة الوطن". وأضاف في خطاب القاه امام المؤتمر "وقعت للتو مرسوماً لتشكيل جيش وطني افغاني جاء نتيجة حوار متواصل بين الاعضاء الرئيسين في لجنة الدفاع". واعلن الوزير الافغاني المكلف الاعمار امين فرهانغ ان عديد الجيش سيكون بحدود 70 الف عنصر. وقال "لا تحتاج افغانستان الى اكثر من ذلك" موضحاً ان فرنساوالولاياتالمتحدة ستتوليان مهمة تدريب عناصره.