} بيروت - عبدالله ذبيان اجتمعوا هناك في وادي مغارة جعيتا اللبنانية... رؤساء وزعماء ومشاهير... من قارات العالم الخمس! كأنّهم في قمة عالمية، حضارية، لا أحد يستعمل فيها "حق النقض - الفيتو"، ولا خصومات في مجلسهم أو صراعات. في ركن نقع على الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يخاطب الأميركيين... وفي مكان آخر اختلى الرئيس الفرنسي شيراك ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، بعيداً من عيني النسر الأميركي. وهناك ايضاً الرئيس الكوبي فيديل كاسترو يتهيأ لإلقاء خطاب ثوري، ستكون مدته خمس ساعات على الأرجح... أما العاهل الأردني عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك، فلعلّهما يبحثان في مبادرة سلام جديدة. نجد أيضاً الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والبابا يوحنا بولس الثاني مع البطريرك صفير، وأمير الكويت يستقبل الضيوف في جناحه الأميري، والرئيسين بري والحريري وسط كل هذه الأجواء يتناقشان في قضايا محلية. وبين أهل الفنّ نلاحظ وديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. ويتوالى وصول الرؤساء والزعماء من أصقاع العالم الى جعيتا. والجميع الآن في انتظار وصول كبار العلماء والمفكرين والمخترعين العالميين الى "فيلا معلوف" تباعاً، حيث يستقبلهم الأخوة جورج، بيار، وميشال معلوف في متحفهم الفريد من نوعه عالمياً والذي يضم مشاهير وشخصيات معاصرة ! قصدنا فيلا معلوف في جعيتا... والتقينا الأشقاء الثلاثة، وبعد جولة في المتحف المؤلف من ثلاث طبقات، شغلت تماثيل الشمع اثنتين منها، بدا المكان كأنّه ارتدى حلة تعود بنا الى القرن الماضي، من حيث الديكورات والأثاث والستائر واللوحات، وهي جميعها من تصميم بيار معلوف. وكانت جلسة مطولة مع الأخوة معلوف. ما الذي يمّيز متحفكم عن بقية المتاحف في لبنان؟ - الواقع ان متحفنا فريد من نوعه ليس فقط في لبنان بل على مستوى العالم ككل ففي متحفي Grevin في فرنسا أو Madame Tussot في لندن، وهما أهم متحفين للشخصيات العالمية لا توجد تماثيل متحركة وناطقة. ولعل هذا ما يميز متحفنا عن غيره من متاحف العالم ومتاحف لبنان. من أي مواد صنعت الشخصيات... هل هي من الشمع؟ - على خلاف المتاحف التي تضم شخصيات فإنها عادة تكون من الشمع أو الفيبرغلاس الممزوج بالشمع. لكن في متحفنا استخدمنا مادة جديدة لن نكشف عنها إضافة الى مادة "السيليكون" والأهم أن القالب مختلف عن قوالب الشخصيات في المتاحف الأخرى فهو مصنوع من الحديد المغلّف بالمواد الخاصة التي استخدمناها. كيف تتحرك الشخصيات؟ - الشخصيات مبرمجة على الكومبيوتر، ونفخر أن كلّ هذا يتم بجهد شخصي بيار معلوف إذ يمكن للشخصية التحرك أو الكلام عند وقوف الزائر أمامها بواسطة إشارة ضوئية تتلقاها... ويمكننا تعديل كل ذلك متى شئنا، أي زيادة الكلام والحركة وتغييرهما. داخل الشخصية يتحرك ميكانيكياً من اليدين والرجلين وحتى العينين وهي "شغلة" مترابطة ومعقدة ومستوحاة من "الروبوت" اي من نظام الرجل الآلي... فالمسألة فيها هندسة وفن في آن حتى ان عيني التمثال تتحركان وتبدو داخلهما الشرايين وليست كما هي الحال في المتاحف الأخرى أي من الزجاج. لماذا ركزتم على المعاصرين؟ - من السهل العمل على الشخصيات التاريخية أو القديمة، والسبب ببساطة ان الناس لا تعرف شكلها الحقيقي وبالتالي فإن الحكم عليها لا يكون صحيحاً ودقيقاً، اما في اختيار الشخصيات المعاصرة فإننا بذلك نقوم بجهد مضاعف لأن الناس تعرف الشخصيات جيداً وتشاهدها كلّ يوم عبر التلفزيون أو غيره وبالتالي فالحكم سيكون أسرع. على أي أساس تختار الشخصية؟ - شخصيات المتحف من المشاهير اللبنانيين والعرب والأجانب، وعلى هذا الأساس لا تحفّظ لنا عن أي شخصية شرط ان تكون مشهورة ومعروفة، والمهم اننا نبقى في تعديل دائم في أشكال شخصيات المتحف حتى تنال الإعجاب المطلوب على رغم ان هذا الأمر غاية في الصعوبة والأمر ليس كما في متاحف الشمع حيث يقومون بتخفيف بعض الشمع أو زيادته للحصول على الشكل المطلوب. ونحن أيضاً نزيد عدد الشخصيات شهراً بعد شهر وقد وصل عددها الآن الى 25 شخصية، قمنا بإعداد طبقتين لشخصيات وفي شهر حزيران يونيو 2003 سنكون أنجزنا الطبقة الثالثة التي تضم مشاهير من مخترعين ومفكرين وأدباء عرب وعالميين. التمويل... ذاتي هل يتصل بكم؟ وبالتالي هل تنسقون مع المعنيين بكل شخصية؟ - عندما نقرر تجسيد شخصية مشهورة فإننا نتصل بها أو بالسفارة لنحصل على صورة رسمية ومقاييس صحيحة، وربما للحصول على ثياب الشخصية الحقيقية، ونعتمد المقاييس الصحيحة الى حد ما وفق ما تزودنا به السفارات التي يتعاون بعضها معنا فيعطينا الصور والتفاصيل... بينما لا نجد تعاوناً من سفارات أخرى. وطبعاً نقوم بتعديل ما يريدونه، فمثلاً عندما طلبنا صوراً للرئيس المصري محمد حسني مبارك زودنا القسم الثقافي في السفارة المصرية بصورة وبعد التنفيذ تبين أنها قديمة العهد، وها نحن نعمل على تعديل شكل الوجه ليتلاءم مع شكله الحالي. من أين تمولون متحفكم؟ هل تأخذون أي مبالغ من الشخصيات المجسّدة؟ -التمويل ذاتي وعلى نفقتنا الخاصة ولا نتلقى أي أموال من أي شخصية أو سفارة، وحصل مؤخراً ان قدم احد المسؤولين من بلد عربي خليجي وطلب ان يصار الى تجسيد شخصية الرئيس وعلى نفقتهم، ونحن بصدد انجاز ذلك طبعاً. هل تلقيتم دعماً من جهات رسمية؟ - لم نتلق أي دعم من الوزارات المختصة أي الثقافة أو السياحة، وحتى معنوياً لم نحصل الا على النذر اليسير للأسف مع اننا نطمح الى جعل هذا المتحف معلماً من المعالم السياحية في لبنان والمنطقة العربية. ماذا عن الترخيص لمتحفكم؟ - اجتمعنا مع الوزير غسان سلامة وتبين لنا انه لا وجود لقانون لتنظيم المتاحف في لبنان، ومجلس النواب يدرس هذا القانون، وقد علمنا منه ان المتاحف الخاصة لا تحتاج الى تراخيص. وما يهمنا حقاً هو خفض الرسوم على دخول التماثيل الى لبنان دعماً للسياحة.