واشنطن - "الحياة" - شن السيناتور الجمهوري من ولاية ميسيسيبي ترنت لوت حملة على البيت الابيض، متهماً اياه بتقويض حملته الانتخابية للبقاء في منصبه كزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، وممارسة الضغوط عليه لتقديم استقالته. وجاء ذلك في اعقاب ادلاء لوت بتصريحات اعتبرت عنصرية ومعادية للسود. وتصاعدت القضية عندما طالب السيناتور الجمهوري لينكولن د. شافي علناً بتنحي لوت، ما دفع الاخير الى شن حملة على البيت الابيض، واعتبر ان المسؤولين فيه يروجون تعليقات مسيئة له. وقال لوت للصحافيين: "هناك بعض التسريبات التي لم يكن لها وقع ايجابي على الاطلاق". وكان لوت في السنتين الماضيتين، عارض الرئيس جورج بوش وخصوصاً فكرة اللجوء الى القوة لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. ونفى الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر ان يكون بوش يسعى الى تقويض مساعي لوت للبقاء في منصبه. ولكن مسؤولي البيت الابيض أعلنوا ان لوت اصبح حجر عثرة في طريق الحزب الجمهوري ولا بد من ابداله. واذا نجح لوت في البقاء فسيصعب على بوش تمرير جدول اعماله في مجلس الشيوخ لان لوت لن يغفر توبيخه له في 12 كانون الاول ديسمبر الماضي. وفيما لم يعلق بوش على الموضوع، اعلن اخوه حاكم فلوريدا جيب بوش ووزير الخارجية كولن باول ان قضية لوت "تضر بالحزب" لا سيما وانه يحاول التقرب من الاقليات. وقال باول الذي رفض طلباً سابقاً للوت باصدار بيان يدافع عنه، انه "يأسف لمشاعر" لوت الداعمة للحملة الانتخابية الرئاسية العنصرية التي قادها السيناتور ستروم ثورموند عام 1948، وذكر بها لوت في 5 كانون الاول الماضي، عندما قال: "لو انتخب ثورموند رئيساً لكانت حال البلاد افضل بكثير". ورد باول: "لم يكن في حملة 1948 المؤيدة للفصل العنصري ما يمكن ان يتقبله الاميركيون". واعلن الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ان تلميحات لوت في شأن ثورموند ليست سوى تعبير صريح عن سياسة الجمهوريين في قمع الناخبين السود والتقرب من الناخبين البيض على اساس عنصري. وقال: "لقد احرجهم بالاعلان في واشنطن عما يفعلونه يومياً في بقية الولايات".