بدأت "الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" ايغاد اتصالات مع القوى السودانية لاشراكها في عملية السلام التي ترعاها، وأوفدت مبعوثاً إلى الخرطوم ركز على عقد لقاءات مع المعارضة. وينتظر أن يصل وفد آخر من الهيئة في وقت لاحق للمهمة ذاتها. وأجرى مبعوث "ايغاد" نكولاس هابسوم محادثات مع زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي وثلاثة من رموز المعارضة الآخرين، ركزت على تطورات مساعي السلام وكيفية اشراك المعارضة في عملية السلام. وقال المبعوث إنه يريد استطلاع مواقف الأحزاب في هذا الشأن. وأعلن المهدي في مؤتمر صحافي عقده في منزله أمس طرح مشروع باسم "التعاهد الوطني"، يهدف إلى توحيد مواقف القوى السياسية المختلفة في شأن السلام والتحول الديموقراطي. ودعا القوى السياسية إلى الالتفاف حول المشروع وتقديم اقتراحات في شأنه للتوصل إلى صيغة وفاقية، محذراً من أن التغيير قادم في البلاد عبر الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في مفاوضات السلام المقبلة في بلدة مشاكوس الكينية. وتابع: "نحن في مرحلة نكون أو لا نكون". واتهم المهدي بعض القوى بأنها "تسعى إلى عرقلة السلام وترفض التغيير المقبل". وقال إن مشروعه يرمي إلى "سودنة اتفاق السلام المرتقب واعطائه البعد الشعبي"، واقترح تشكيل برلمان شعبي يعرض عليه الاتفاق، وتشكيل لجنة قومية لإعادة صوغ دستور جديد للبلاد، واجراء انتخابات وفق قانون وآلية مراقبة محايدة وفترة زمنية تعطي الأحزاب فرصة مراجعة أوضاعها الداخلية. واقترح أن تقسم العاصمة الخرطوم إلى مناطق إدارية، وأن تكون هناك وحدة إدارية تحكم وفق قوانين محايدة، كما ينص الدستور الاتحادي، وهو الطرح الذي تحفظ عليه ممثل حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي وجماعة "الاخوان المسلمين" الذين ناقش معهم مشروعه في منزله قبل يومين في لقاء موسع لم يتخلف عنه سوى الحزب الحاكم. وبدا المهدي واثقاً من أن حزبه سيكون له تأثير في الساحة السياسية وعلى طرفي النزاع والوسطاء. ورأى أنه في حال توحيد القوى كافة، فلا حاجة للمشاركة في طاولة التفاوض، لأنها ستكون أداة ضغط على محادثات السلام. ويخوض المهدي اليوم معركة جديدة لكسب جولة مهمة في مواجهة المنشقين عنه الذين يقودهم ابن عمه مساعد الرئيس مبارك الفاضل المهدي، حيث يعقد مؤتمراً لهيئة شؤون طائفة الأنصار التي يستند عليها حزبه. ويعقد المهدي في مزرعته في شمال الخرطوم مؤتمراً يشارك فيه نحو 6 آلاف عضو يمثلون ولايات البلاد. ويهدف المؤتمر إلى اختيار هيئة ترعى شؤون الطائفة واختيار إمام للأنصار وهو المنصب الذي ظل شاغراً منذ وفاة عمه الهادي المهدي قبل نحو 30 عاماً، وينافسه عليه حالياً عمه وزير الداخلية السابق أحمد المهدي الذي صارت مواقفه أقرب إلى المنشقين.