يقوم زعيم "الجبهة الوطنية الفرنسية" اليمين المتطرف جان ماري لوبن وزوجته جاني من 20 الى 23 كانون الاول ديسمبر الجاري بزيارة الى لبنان الذي يعرفه "من خلال عيون القلب" ويكنّ له ولشعبه "صداقة ومودة"، كما قال ل"الحياة". ومن المرتقب ان يلتقي لوبن خلال الزيارة التي تأتي بدعوة من "المؤسسة من اجل الفرنكوفونية" التي يترأسها المحامي اللبناني الاصل ايلي حاتم، البطريرك الماروني نصر الله صفير، وقيادة "حزب الله" والرئيس اميل لحود ونبيه بري اضافة الى الرئيس السابق امين الجميل ورئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون. وكان لوبن نجح في فرض نفسه في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة التي نافس فيها الرئيس جاك شيراك بعدما تسبب بهزيمة ساحقة لرئيس الحكومة الاشتراكي السابق ليونيل جوسبان، عبر حملة انتخابية ركزها على التدهور الامني والمعيشي للفرنسيين، محمّلاً مسؤولية هذا التدهور للمهاجرين عموماً وللعرب تحديداً. وعن دوافع زيارته للبنان وهو ليس من الاشخاص الكثيري التنقّل خصوصاً الى الدول العربية، قال لوبن: "عندما يتسنى لي بعض الوقت للقيام بما أرغب به منذ مدة طويلة، استغل الفرصة لتحقيقه". اضافة الى انه سبق ان زار العراق وايضاً المغرب وانه "عندما يكون حضوري مرغوباً به أبلغ بذلك واذا لا فلا أفرض نفسي على أحد". وذكر انه زار بيروت قبل اكثر من 40 سنة وان هذه الزيارة "لا تمكنني من القول انني تعرّفت الى لبنان، لكنني اعرفه من خلال عيون القلب التي غالباً ما تكون أصدق وأوعى من العيون". فعلى رغم قناعته الراسخة بأن حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها فرنسا يقضي بترحيل افراد الجالية العربية الى دولهم الاصلية فإنه ميّز باستمرار بين هؤلاء وبين اللبنانيين الذين يعتبرهم شعباً يحظى بديناميكية وحيوية خاصة. وكانت الانتخابات الرئاسية الفرنسية اظهرت ان جزءاً ملحوظاً من الجالية اللبنانية الفرنسية وتحديداً الاوساط التي ترفض الخلط بينها وبين الوجود العربي في فرنسا، ادلت بأصواتها لمصلحة لوبن. واعتبر لوبن ان مثل هذا التصرف طبيعي "لأنني عبّرت باستمرار عن صداقتي الودية حيال لبنان، ومن الطبيعي ان يبادلني اللبنانيون هذه الصداقة". وقال انه لا يطالب بوقف هجرة اللبنانيين الى فرنسا "نتيجة التعاطف المميز الذين أكنّه للبنانيين غير الفرنسيين مقارنة مع سواهم من اجانب". ورأى ان للبنان "علاقات تاريخية وثقافية وعاطفية مع فرنسا". وعندما يقال له إن للجزائر ايضاً مثل هذه العلاقات يجيب: "نعم بالطبع لكن الفرق هو ان اجواء العلاقات الفرنسية الجزائرية ليست دائماً مبنية على التفهّم والذكاء". وذكر انه سيزور بلدة قانا في جنوبلبنان، لأنها تعرضت لمجزرة اسرائيلية ولأنها البلدة التي تحدث عنها الانجيل. وسيؤكد خلال زيارته لبيروت معارضته الحرب على العراق والهيمنة الاميركية. لكن "المؤسسة من اجل الفرانكوفونية اشارت الى ان لوبن سيستغل وجوده في لبنان لإعادة تأكيد رفضه للتدخل العسكري الاميركي في العراق، والتعبير عن سخطه حيال "الهيمنة الاميركية الصهيونية" على العالم، التي يدفها ثمنها الشعب الفلسطيني من حملة الابادة التي يتعرض لها في ظل الصمت الاميركي والاوروبي والعربي. اضافت ان لوبن سيتناول ايضاً الدور الذي يتوجب على فرنسا ان تلعبه في المنطقة حيث ينبغي ان ندعم الدول العربية بدلاً من ان تُستغل جاليتها الموجودة في فرنسا لأغراض انتخابية.