قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي شابا فلسطينيا أثناء اعتقاله من منزله في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة نابلس في عملية اعدام "بدم بارد" هي الثانية من نوعها خلال اقل من ثمان واربعين ساعة، في الوقت الذي عاد فيه مشهد المواجهات بين الشبان الفلسطينيين راشقي الحجارة وقوات الاحتلال بقوة الى شوارع مدينة رام الله في اشتباكات هي الاعنف منذ اعادة احتلال المدينة قبل تسعة شهور. خلافا لمخططات الجيش الاسرائيلي الهادفة الى تحويل وجوده العسكري المكثف في المدن الفلسطينية المصحوب بعمليات الاعتقال الى "مشهد اعتيادي" يتعايش معه المواطنون الفلسطينيون، شهدت شوارع مدينة رام الله امس مواجهات حامية بين الشبان الفلسطينيين وقوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي اقتحمت وسط رام الله بهدف اعتقال مطلوبين لديها في مشهد اعاد للذاكرة الايام الاولى من الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في العام 1987. وبدأت الاشتباكات بالحجارة من الجانب الفلسطيني والرصاص والقنابل الصوتية من الجانب الاسرائيلي عندما اقتحمت الدوريات الاسرائيلية باعداد كبيرة وسط المدينة الذي كان يعج بالمارة في ساعات الظهر وحاصرت مبنى "عمارة الميدان" الذي يضم عددا من مكاتب التنظيمات الفلسطينية ومقر وزارة الحكم المحلي التابعة للسلطة الفلسطينية. وجاءت العملية في اطار محاولة لاعتقال فلسطينيين في المبنى قال شهود عيان ل"الحياة" انهم تمكنوا من الفرار. واعتقلت قوات الاحتلال موظفين في وزارة الحكم المحلي هما المهندس نعيم النوباني وسائق سيارة هومحمد خليفة. واثناء عملية دهم المبنى وتفتيشه، تحولت "ساحة الساعة" في مدينة رام الله الى ساحة حرب حقيقية هاجم فيها الشبان الجنود الاسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة فيما رد الجنود الذين كانوا يقومون بتغطية عملية الاعتقال باطلاق النار والقنابل الصوتية ما أدى الى إصابة أربعة شبان على الاقل. وقال شهود عيان ل"الحياة" ان الجنود وافراد "القوات الخاصة" الذين شاركوا في عملية الاعتقال زجوا بالموظفين الذين كانوا في المبنى المكون من اربعة طوابق في مكان واحد ووجهوا اليهم الاهانات. ويقع في المبنى المذكور مقر الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومكتب تابع ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي حاولت غير مرة اعتقال احد قادة الجبهة الديموقراطية قيس عبدالكريم ابو ليلى في الشهور الاخيرة الا انها فشلت في ذلك. وفرض الجنود الاسرائيليون نظام حظر التجول على المواطنين في المدينة واجبروا المحلات التجارية على اغلاق ابوابها. وفي مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، قال شهود عيان فلسطينيون ان قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي قتلت أسامة بدرة من ناشطي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني اثناء محاولة اعتقاله من منزله. واكد احد الجيران ان الجنود الاسرائيليين اقتحموا منزل بدرة واجروا تفتيشا دقيقا فيه وعندما انتقلوا الى الطابق الثاني من المنزل اطلقوا ثلاث رصاصات باتجاه بدرة الذي كان يهم بالنزول ما أدى الى استشهاده على الفور. واعاق الجنود نقل الشهيد الى المستشفى وفرضوا حظر التجول على المنطقة المحيطة بالمكان. واعتقل خلال عملية الدهم اربعة فلسطينيين آخرين قالت مصادر اسرائيلية ان احدهم من كوادر حركة "فتح". واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قتل اسامة بدرة "جزءا من التصعيد العسكري الاسرائيلي في اطار ما يسمونه الدفاع الهجومي الذي يدمر ويقتل وينسف كل نواحي الحياة الفلسطينية". وتساءل عرفات في رده على اسئلة الصحافيين امام مقره في مدينة رام الله: "لماذا العالم صامت على هذه الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين في الاراضي المقدسة؟". وافادت مصادر طبية فلسطينية ان فتى في السادسة عشرة اصيب اصابة خطيرة بشظايا، واصيب شابان اخران امس بالرصاص حين اطلقت دبابة النار بالرشاشات الثقيلة على مجموعة كانت تقذفها بالحجارة في مخيم بلاطة. من جهة اخرى قالت مصادر امنية فلسطينية ان سبعة طلبة فلسطينيين اعتقلوا في جنين. واوضحت ان الشبان وهم في العشرين من عمرهم ناشطون في عدة منظمات فلسطينية. واعلن الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيا اعتقل وبحوزته خمس بنادق "كلاشنيكوف" وذخيرة في قرية عجه جنوب جنين. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الرجل كان يملك اسلحة لانه يعمل في نقطة تفتيش فلسطينية. اصابة 5 فلسطينيين في القطاع وفي جنوب قطاع غزة، اف ب، افاد مصدر امني وشهود عيان فلسطينيون ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا بعد ظهر امس برصاص الجيش الاسرائيلي عندما اطلق "جنود الاحتلال النار فجأة وبدون اي مبررات باتجاه سيارات المواطنين المارة بين حاجزي ابو هولي في دير البلح والمطاحن مدخل خان يونس واصابوا سيارتين فيهما ركاب بشكل مباشر". وفي رفح اصيب فلسطينيان احدهما طفل 12 عاما ورجل هو عيادة ابو عرار 48 عاما عندما اطلق الجنود الاسرائيليون النار تجاه منطقة بوابة صلاح الدين برفح جنوب قطاع غزة حسب ما افاد مصدر امني فلسطيني.