بغداد - أ ف ب - أعلن الرئيس صدام حسين مساء امس ان بغداد "ستنظر" في أي قرار لمجلس الأمن "لا يعطي غطاء للنيات الأميركية السيئة" و"يحترم سيادة العراق وأمنه واستقلاله"، على رغم انه لا يرى داعياً له. ونقل التلفزيون العراقي عن صدام قوله خلال استقباله الزعيم اليميني النمسوي يورغ هايدر الذي يزور بغداد: "إذا صدر أي قرار يحترم ميثاق الاممالمتحدة والقانون الدولي وسيادة العراق وأمنه واستقلاله، ولا يعطي غطاء لنيات اميركا السيئة، سننظر اليه في اطار النظرة التي قد تجعلنا نتعامل معه على رغم اننا نرى ان ليس هناك ما يدعو مجلس الأمن الى اتخاذ أي قرار جديد". وزاد ان "الأميركيين يختلقون دائماً وبين كل مرحلة ومرحلة اسباباً وذرائع جديدة لمحاولة الكذب على الرأي العام الاميركي والعالمي. ففي الفترة الماضية كانوا يقولون ان العراق انتج خلال السنوات الأربع التي غاب فيها المفتشون أسلحة كيماوية وجرثومية، وسينتج أسلحة نووية. نعرف اننا لم ننتج شيئاً من هذا، ولو انتجنا شيئاً لقلنا ذلك". ونبه الى ان "أميركا هي التي سحبت المفتشين من العراق، وعلى رغم ذلك واحتراماً لرأي ومصالح اصدقائنا واشقائنا العرب، قلنا ليتفضل المفتشون للتأكد من ان العراق لم ينتج أسلحة دمار شامل في غيابهم". وكان العراق قبل في 16 ايلول سبتمبر عودة غير مشروطة لمفتشي الأسلحة، ورأى صدام ان "الهدف الاساس لأميركا هو خلق ذريعة ومحاولة غش الرأي العام لضرب مؤسساتنا العلمية والتقنية، وتدميرها كما فعلت عام 1991 بالنيابة عن الكيان الصهيوني، بسبب موقف العراق المبدئي الصحيح ازاء القضية الفلسطينية". واعتبر ان "السبب الآخر الذي يجعل اميركا تعرقل عودة المفتشين الى العراق هو انها لا تريد كشف كذبها وكذب بريطانيا بسرعة، بهدف الضغط على مجلس الأمن ... لإصدار قرارات ليست في سياق الأممالمتحدة والقانون الدولي". وختم بأن "أميركا في الوقت الذي كانت تطالب بأن يتجاوب العراق مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وان يتفق مع هانس بليكس رئيس لجنة التفتيش على عودة المفتشين، واعلان العراق موافقته على ذلك، عادت لتقول ان على مجلس الأمن ان يصدر قرارات جديدة، اميركا ترى الآن الى أي حد سيصمد الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن أمام ضغطها". واكد هايدر دعمه وتضامنه ومساندته الجهود الدولية الرافضة للعدوان، والمطالبة بإنهاء معاناة شعب العراق.