الرياض - "الحياة" - فيما بدأت لجان اميركية غير رسمية اطلاق الاتهامات على مواطنين سعوديين بتهمة تمويل الارهاب، يعكف محامون سعوديون على التنسيق مع محامين اميركيين لرفع قضايا تطالب الحكومة الاميركية بتعويضات لمواطيين سعوديين تضرروا من احداث 11 أيلول سبتمبر. وقال المحامي السعودي كاتب الشمري، الذي يقود عملية التنسيق، ان هناك مواطنين سعوديين تضرروا من القوانين الاميركية التي استحدثت بعد احداث 11 أيلول، مشيراً إلى طلاب اعتقلوا لمجرد انهم يحملون الجنسية السعودية وآخرين عادوا إلى بلادهم على أمل بأن تمر العاصفة ولم يتمكنوا من العودة لاتمام دراساتهم أو علاجهم، لافتاً إلى ان جميع هؤلاء يحتاجون إلى تعويض معنوي ومادي، وقال انه حصل على توكيلات من بعض السعوديين المتضررين. وأشار الشمري إلى انه يعكف على دراسة الملفات واعداد الصيغ المناسبة لتوكيل محامين اميركيين للترافع امام المحاكم الاميركية والمطالبة بتعويض المتضررين سواء كانوا طلاباً أم مرضى أو غيرهم من الذين تضرروا من الاجراءات ب"العشوائية". ولفت المحامي السعودي إلى انه ينسق مع بعض مؤسسات المجتمع المدني في اميركا وان هناك من يشجعه لإقامة الدعاوى، فالقوانين الاميركية تكفل الحريات. وقال إنه اجرى مشاورات مبدئية مع بعض المؤسسات القانونية في اميركا لدرس الطريقة المثلى في اقامة الدعوى. وزاد انه تلقى دعوات من مؤسسات مدنية لزيارة الولاياتالمتحدة واجراء مقابلات مع محامين اميركيين ووضع اللمسات الاخيرة على الدعوى. إلى ذلك، حذر الشمري من خطورة عقد محاكم عسكرية لبعض المعتقلين في غوانتانامو وابدى اعتراضه على شرعية وقانونية هذه المحاكم، باعتبارها ضد الاتفاقات والقوانين الخاصة بمعاملة ومحاكمة الاسرى والمعتقلين. ولفت إلى ان مثل هذه المحاكمات سيكون سابقة خطيرة من شأنها ان تشكل "نواة لعقد محاكم استثنائية ولأسباب وهمية"، مشيراً إلى ان "مثل هذه المحاكم يبدو في الأساس لإيهام الرأي العام الاميركي والدولي بتحقيق العدالة فيما تنوي الأجهزة الاميركية توريط متهمين أبرياء من خلال محاكمات لا تتوافر فيها شروط اتفاق جنيف الخاص بالأسرى". وطعن الشمري بقانونية شهادة المتهمين، وقال: "شهادة متهم على متهم آخر لا تجوز … والمحكمة لا تأخذ بها خشية اندفاع المتهمين للادلاء بشهادات تحت الاكراه أو طمعاً بمكافأة". وكان المحامي العام لوزارة الدفاع الاميركية وليام هانز أشار الى ان فريق عمل متخصص بدأ يضع اللمسات الاخيرة على قرار بدء المحاكمات العسكرية لعدد من معتقلي غوانتانامو، مشيراً إلى أنها المحاكم ستكون خارج الولاياتالمتحدة وسيمنع الاعلاميون من حضورها، وان المحاكمات ستعتمد على ادلاء المعتقلين بشهاداتهم، عبر التلفزيون، ضد أصدقائهم.