لعل ما يشكو منه المطرب زين العمر اليوم في علاقة المخرج سيمون اسمر بنجوم الغناء اللبنانيين، هو نفسه ما كان يتنعم به زين قبل سنوات عندما تبناه اسمر وعمل على تظهير صورته التي لم تكن عُرفت او ذاقت طعم الشهرة على رغم "الاغنيتين" اللتين يقول زين انه دخل بهما على سيمون اسمر "كدليل" على انه جاء مغنياً شهيراً ولم يكن في حاجة الى دعمه ومساندته التلفزيونية والادارية المعروفة. يعترض زين العمر على اسلوب سيمون اسمر في التعامل مع المطربين، ولكن من دون ان يسميه. ويتحدث قياماً وقعوداً عنه من دون ان يلفظ اسمه... ثم لا ينسى دعوة زملائه المغنين الى رفض هذا الواقع وتسمية الاشياء بأسمائها؟! نبرة صارخة وعالية في كلام زين العمر وهو يعلن رفضه طريقة سيمون اسمر التي تأتي بموهبة جديدة وتركز عليها في شكل كامل وتفرضها على الجمهور. فقد غاب عن ذهن زين العمر ان سيمون اسمر اتى به ايضاً كموهبة جديدة وركز عليها في شكل كامل، وفرضها على الجمهور، حتى كادت اغنية "كزدرنا" تتحول الى نشيد يومي وأسبوعي في برامج سيمون اسمر. ونال اسمر جراء هذه الطريقة "الاجبارية" من النقاد ومن زملاء زين العمر المطربين انتقادات واسعة تشكك في مقدرة زين على ان يكون مطرباً حقيقياً او صوتاً يستحق ذلك الاهتمام الذي يمنحه اياه اسمر كلما صاح الديك او نزل الليل. وكان ذلك في بداية التسعينات. وعندما يقرر زين العمر شكر المخرجين الذين تعامل معهم، يذكرهم فرداً فرداً، ويعيد ذكر بعضهم مراراً، فلا يذكر سيمون اسمر الا بعدما يذكره به المذيع نيشان ديرهاروت يونيان خريج "استوديو الفن" ايضاً، فيوافق زين العمر على ذكر اسمر ولكن مع اشارات صوتية تشي بعكس الكلام الايجابي الذي يقال! كأن المطرب زين العمر كان في حاجة الى مقابلة تلفزيونية يصب فيها غضبه على المخرج الذي رعاه فترة ثم اختلفا فبات زين يرعى نفسه، فكانت المقابلة في برنامج "الليلة بالليل" على شاشة NTV هي لمنبر اخرج فيه زين كل ما عنده من الملاحظات "الهجائية" ضد اسمر، وبلهجة فاحت منها رائحة احاسيس من يعاني تجاهل الآخرين مع افكار مَنْ يريد الثأر، وبين تلك الاحاسيس والأفكار الارتجالية مرت حلقة متوترة من برنامج "الليلة بالليل" وسط محاولات المذيع نيشان وضيفة البرنامج المذيعة هيام أبو شديد تلطيف الاجواء "القتالية" ببعض النسائم الكلامية الباردة. طبعاً، من حق كل فنان تعامل مع المخرج سيمون اسمر ان يقول رأيه الصريح في هذا المخرج الذي ملأ الشاشة وشغل الفنانين ردحاً من السنوات وحوله انتقادات لاذعة كما له مديح جميل في آراء الجمهور الذي يتابعه، لكن ليس من حق من استفاد من بئر سيمون اسمر ان يرمي فيه احجاراً عبر تقريع وتشنيع "قاعدة" معينة يعتمدها اسمر لتسويق مواهب هواته ونجومه، وبواسطة تلك "القاعدة" اشتهر هذا الفنان او ذاك ممن ينتقدونها اليوم، مثلما يفعل زين العمر. واذا كان من الضرورة بمكان انتقاد تلك "القاعدة" لأنها ذات طابع ديكتاتوري يقمع المشاهدين بأشخاص قد لا يستحقون ان يكونوا ضيوفاً دائمين على الشاشة الصغيرة، فالغريب بل العجيب ان يكون المنتقد نفسه هو من مواليد تلك "القاعدة" التي يتبرأ منها معتقداً ان الناس من دون ذاكرة، ناسباً لنفسه انه من مواليد "اغنيتين" اطاحتهما تماماً اغنية "كزدرنا" التي صممها سيمون على قياس صوت زين العمر ومظهره... وكان يعتبرها زين حينذاك "قابلته القانونية" الصحيحة في الغناء، حتى اذا تغيرت الظروف والمصالح بينه وبين سيمون اسمر انقلبت المقاييس وضاع الميزان. من دون ادنى شك يمكن القول ان من زيَّن لزين العمر مهاجمة المخرج سيمون اسمر بهذه الفوقية ومن هذا الباب التلفزيوني تحديداً قد ألحق بالفنان ضرراً من حيث يدري او من حيث لا يدري. يمكن انتقاد سيمون اسمر المخرج المثير للجدل سلباً وايجاباً، من منطلقات عدّة... لكن على اللبيب ان يعرف ماذا يختار حتى لا يكون كلامه "خبط عشواء" في منطق مفقود.