كييف، بكين، واشنطن - رويترز - أبدت الولاياتالمتحدة وبريطانيا مخاوف من أن تكون اوكرانيا باعت إلى بغداد نظام رصد بالرادار من خلال جهة ثالثة. وقال سفيرا البلدين في اوكرانيا إنهما قلقان من مبيعات كييف العسكرية الى الصين. ولكن بكين أكدت أنها لا تملك معلومات عن نظم الرادار، وأنها تطبق العقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة على العراق بصرامة. وقال السفيران في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في كييف امس، ان الشكوك المتصاعدة في وصول نظم الرادار "كولتشوجا" الى أيدي العراق تسيء إلى العلاقات بين بلديهما وكييف. وقال السفير الاميركي كارلوس باسكوال: "يمكننا القول انه ليس بالإمكان استبعاد احتمال ان يكون انتقال المعدات العسكرية جرى عبر جهة ثالثة وهذا مبعث القلق". وقال السفيران ان المفتشين الدوليين الذين سيبدأون مهماتهم في العراق سيبحثون عن الرادارات. وإذا وصل نظام الرصد الراداري الذي يرصد الاشياء من دون ارسال اشارة الى السلطات العراقية، فإن ذلك من شأنه ان يعقد أي عمل عسكري قد تشنه الولاياتالمتحدة على بغداد، ويهدد الطيارين الاميركيين والبريطانيين الذين ينفذون طلعات جوية يومية فوق شمال العراق وجنوبه منذ 1991. وقال خبراء ارسلوا الى اوكرانيا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا انهم لم يجدوا دليلاً يدعم نفي اوكرانيا انها باعت ذلك النظام إلى العراق. وشكلت مهمة الخبراء ضغطاً على الرئيس ليونيد كوتشما الذي تتهمه واشنطن بأنه وافق على صفقة البيع. وتطالب واشنطن بتفسير ذلك النقص في الادلة. وقال باسكوال إن "من بين الاشياء التي تود الولاياتالمتحدة فعلها هو ان تضرب مثلاً واضحاً على ان نقل اسلحة للعراق لن يتم التسامح معه وان ذلك سيكون له ثمن". وفي بكين، نفت الصين امس ان تكون نقلت انظمة رادار من صنع اوكراني الى العراق او انها فكرت في ذلك. وجاء هذا التوضيح الصيني اثر نشر تقرير اميركي - بريطاني يتهم اوكرانيا بعدم تقديم ادلة كافية لتحديد ما اذا كانت اربعة انظمة رادار موجهة أساساً إلى الصين، سلمت الى بغداد في نهاية المطاف. وقال كونغ كوان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحافي إن "الصين لم تنقل أي نظام رادار الى العراق. لقد طبقت الصين بدقة قرارات مجلس الامن". وأوضح ان "علاقات الصين مع اوكرانيا بما فيها العلاقات في المجال العسكري، تتطابق مع الممارسات الدولية". وقال انه لا يعرف ما اذا كانت واشنطن طلبت المزيد من المعلومات من بكين عن مكان وجود انظمة الرادار حالياً. ونشرت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين تقريراً أعده خبراء أميركيون وبريطانيون عن احتمال بيع اوكرانيا اجهزة رادار عسكرية للعراق، يؤكد ان الملف لا يزال مفتوحاً بسبب عدم تعاون السلطات الاوكرانية بشكل كاف. ووزع نص التقرير على الصحافيين بعدما نشرت الخطوط العريضة لاستنتاجات المهمة التي استمرت من 13 إلى 20 تشرين الاول اكتوبر في الأسابيع الاخيرة. وقال معدو التقرير إن "الاستنتاج الرئيسي لهذه المهمة هو ان الحكومة الاوكرانية لم توفر للفريق ادلة كافية تسمح بالقول ان أجهزة الرادار لم تسلم الى العراق وبالتالي فإن ملف بيع هذه الرادارات لا يزال مفتوحاً". وأكد التقرير ان اوكرانيا أبلغت بالكامل عن 72 فقط من 76 من نظم رصد الرادارات التي تقول انها انتجتها مما يصعب معرفة ما اذا كان أي منها وصل الى العراق. ودعت حكومة اوكرانيا الخبراء الاميركيين والبريطانيين بعد ان قالت الولاياتالمتحدة انها تحققت من صحة تسجيل للرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما وهو يوافق على البيع في حديث له مع فاليري ماليف المدير العام للشركة الحكومية لتصدير السلاح. ونقل التقرير الذي اصدرته وزارة الخارجية الاميركية عن مسؤولين اوكرانيين قولهم ان نظم رصد الردارات الاربعة المتبقية ذهبت الى الصين لكن الخبراء لم يجدوا وثائق تثبت ذلك.