باريس - رويترز - حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية امس من ان نشوب حرب جديدة في منطقة الخليج قد يكون وبالاً على الاقتصاد الدولي مقارنة بالحرب السابقة التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق عام 1991. ولاحظت ان ارتفاع أسعار النفط الخام قد يؤدي الى انخفاض الانتاج وارتفاع التضخم. وافاد تقرير للمنظمة انه "اذا حدثت صدمة في أسعار النفط فستأتي في مرحلة مختلفة كل الاختلاف من الدورة الاقتصادية اي خلال انتعاش ضعيف لا في نهاية فترة ازدهار". وقدرت المنظمة ان ارتفاع سعر النفط بمقدار 10 دولارات للبرميل لمدة عام سيؤدي الى خفض الناتج ربع نقطة مئوية في العالم الصناعي مع ارتفاع التضخم نصف نقطة. وفي الحرب السابقة في الخليج 1991 ارتفع سعر النفط الى 40 دولاراً للبرميل لكنه سرعان ما تراجع عند بدء القتال. وسددت فاتورة تكاليف الحرب دول من حلفاء الولاياتالمتحدة مثل الكويت والسعودية في ما اعتبر دعماً مالياً قالت المنظمة انه رفع الناتج المحلي الاجمالي في الولاياتالمتحدة بنسبة واحد في المئة. الاسواق واعلنت المنظمة ان نزيف اسواق الاسهم وضعف الثقة في الاعمال قد يعطلان الانتعاش الذي طال انتظاره في الاقتصاد الدولي حتى مرحلة متقدمة من السنة المقبلة. وحضت البنوك المركزية في الدول الرئيسية على الابقاء على اسعار الفائدة منخفضة في الاجل القصير وان تدفعها الى مزيد من الانخفاض في منطقة اليورو التي تضم 12 دولة لدعم النمو لان الانتعاش الاقتصادي الذي رصد في الربيع الماضي تراجع في عام 2002 وتبدد. وقالت المنظمة، التي تمثل الدول الاعضاء فيها وعددها 30 دولة اغلب ثروات العالم، في تقريرها نصف السنوي "ان الانتعاش الدولي بطيء وغير منتظم" غير انها توقعت تحسناً ونمواً بمعدل 1.5 في المئة السنة الجارية و2.2 في المئة عام 2003 وبمعدل ثلاثة في المئة سنة 2004. وبالنسبة للاقتصاد الاميركي توقعت المنظمة نمواً بمعدل 2.3 في المئة سنة 2002 وبمعدل 2.6 في المئة سنة 2003 وبمعدل 3.6 في المئة سنة 2004. وفي منطقة اليورو قدرت النمو بمعدل 0.8 و1.8 و2.7 في المئة على التوالي. وفي اليابان توقعت المنظمة انكماشا بنسبة 0.7 في المئة السنة الجارية يليه نمو بسيط بنسبة 0.8 و0.9 في المئة سنتي 2003 و2004. وقالت المنظمة انها لا تتوقع ان يبدأ الاقتصاد الدولي في النمو بالاستفادة من كل طاقاته الا سنة 2004. وان المؤشرات المستقبلية تظهر ان الانتعاش القوي قد لا يتحقق الا بمعدل بطيء. واكدت تقارير محددة عن توقعات مديري المشتريات دلائل على انخفاضات في قطاع صناعة السيارات الاميركية وكساد في قطاع الصناعات التحويلية في منطقة اليورو. وظهرت دلائل على الانتعاش في وقت سابق من السنة في الولاياتالمتحدة وعلى نمو قوي نسبياً في اوروبا لكن هذه الاقتصادات تعرضت بعد ذلك لصعوبات. وقالت المنظمة، مشيرة الى الانخفاضات التي دفعت بورصات الاسهم الى ادنى مستوياتها منذ منتصف التسعينات في الولاياتالمتحدة واوروبا والى ادنى مستوياتها منذ اوائل الثمانينات في اليابان، ان فضائح الشركات مثل الفضائح المحاسبية التي اطاحت بشركة "انرون" الاميركية للطاقة اضرت بشدة بثقة المستثمرين. وقال جون فيليب كوتيس كبير الاقتصاديين في المنظمة في تقرير ان آفاق الربح افضل الآن لكن المستثمرين والأسر سيحتاجون الى وقت للتغلب على آثار الانخفاضات السابقة.