قال مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية مارك غروسمان أمس ان العراق يملك أسلحة دمار شامل. لكنه شدد على أن "خيار الحرب" يمكن تفاديه إذا استجاب الرئيس صدام حسين كامل متطلبات قرار مجلس الأمن الرقم 1441. واستغرب في لقاء مع صحافيين، في اتصال عبر الأقمار الاصطناعية بين واشنطن والسفارة الأميركية في لندن، كيف "تؤوي دمشق ارهابيين وتقول انها تدعم السلام". وعن سياسة "تغيير النظام" في بغداد، قال غروسمان ان سياسة الادارات الأميركية المتعاقبة هي "ان العراق أفضل من دون صدام حسين". وأوضح ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان العراق يجب أن يستجيب قرارات الأممالمتحدة وآخرها القرار 1441 الذي "يعبّر عن موقف الأسرة الدولية كلها وليس فقط الولاياتالمتحدة". وأضاف ان السياسة الاميركية تعتبر ان "صدام يجب أن يتغيّر في مجالات عدة، ويجب أن يتغير خصوصاً في معاملته لجيرانه وشعبه. وإذا استجاب كذلك قرار مجلس الأمن الأخير وجرّد نفسه فعلاً من أسلحة الدمار التي يملكها فسيكون عندها قد تغير بالفعل لا بالقول". لكنه أضاف ان واشنطن "تعتبر أن الشعب العراقي سيكون أفضل إذا لم يكن صدام في السلطة". وزاد ان "الهدف ليس شن حرب على العراق بل نزع اسلحته". وشدد على أن "العراق يجب أن يخرج في المستقبل ديموقراطياً متعدد الاثنيات وموحداً في أراضيه، وان يعيش في سلام مع جيرانه، وأن يكون خالياً من أسلحة الدمار الشامل". وقال ان النظام الجديد الذي سيحل محل نظام صدام في حال قلبه لن يكون "من صنع أميركا بل الشعب العراقي نفسه". وعلّق على الانقسامات التي تعاني منها المعارضة العراقية وعدم قدرتها على تقديم بديل مقنع لنظام صدام فقال: "رسالتنا الى المعارضة العراقية هي ان عليها أن تتوحد. ولمسنا ذلك من خلال الاجتماعات التي عقدها موفدونا مع أقطاب المعارضة في لندن في الأيام الماضية. واعتقد أنهم اتفقوا على عقد المؤتمر المقبل للمعارضة في لندن في الأسابيع المقبلة". وعن الأسباب التي يمكن أن تتعلل بها واشنطن لاعتبار ان العراق قام ب"خرق مادي" للقرار، وهل بينها اطلاق النار على الطائرات الأميركية والبريطانية فوق منطقتي الحظر الجوي شمال العراق وجنوبه، قال غروسمان ان قرار مجلس الأمن الأخير ينص على أن العراق "يجب ألا يقوم بعمل عدائي ... وعلى هذا الأساس اعتبر ان اطلاق النار على الطائرات في منطقتي الحظر الجوي يعتبر خرقاً مادياً للقرار من جانب العراق". وعن العلاقة مع سورية التي تتهمها الولاياتالمتحدة ب"دعم الارهاب" على رغم تصويتها أخيراً مع قرار مجلس الأمن الرقم 1441، قال غروسمان ان "العلاقة مع سورية معقدة. اننا نقدر ما فعل السوريون في مجال مكافحة الارهاب، لكن دعم دمشق الارهاب في مجالات أخرى يقلقنا. فالجهاد الاسلامي التي تبنت عملية الخليل موجودة في سورية، فكيف يمكن سورية ان تقول انها تدعم السلام اذا كانت تؤوي ارهابيين على أرضها"؟