سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أميركا وبريطانيا تشكّكان بنيّات العراق وعتاد يتدفق على تركيا واسرائيل تعد ل "طوارئ". بليكس والبرادعي يقودان المفتشين الاثنين و"نكسة" جديدة لمؤتمر المعارضة العراقية
قبل يومين من موعد انتهاء مهلة حددها مجلس الامن، اعلن العراق امس قبوله من دون تحفظ القرار 1441 الذي يطالبه بنزع اسلحته وعودة المفتشين، وسلّم رده الايجابي الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في رسالة تضمنت تعهداً بالتعامل مع القرار "على رغم ما تضمنه من سوء"، واكدت ان العراق "جاهز لاستقبال المفتشين وفق المواعيد المقررة". واستقبل البيت الابيض بحذر القرار العراقي، معلناً ان على بغداد ان تقرن القول ب"الفعل"، ومؤكداً انه لم يكن امامها خيار آخر وقال الناطق باسمه: "سمعنا هذا الكلام من الرئيس صدام حسين ونظامه، وينبغي الآن ان نرى افعالاً منه". راجع ص 2 و 3 ورحب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بقرار بغداد معتبراً اياه "خطوة اولى" نحو تسوية الازمة، لكنه دعا الى ابقاء "التيقظ" لأن "نيات العراق متقلّبة"، فيما اشاد نظيره الروسي ايغور ايفانوف بموافقة العراق معتبراً انها "تفتح الطريق لحل سياسي". كما لقيت الخطوة ترحيب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي شدد على اهمية اداء المفتشين دورهم "بحياد مهني". وبعد اذاعة القرار العراقي تراجعت اسعار النفط الى ادنى مستوياتها منذ خمسة شهور، فيما اعلن في فيينا ان هانس بليكس رئيس لجنة التفتيش انموفيك ومحمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتوجهان الاثنين الى بغداد، على رأس فريق اول من المفتشين. واوضحت ناطقة باسم الوكالة ان عمليات التفتيش ستجري "بعد نحو اسبوع او عشرة ايام". وفي سياق تحضيرات لحرب محتملة على العراق، اعطت وزارة الدفاع الاسرائيلية تعليمات باعتماد ملا جئ ضخمة والاستعداد لحال "طوارئ"، فيما كشف مصدر تركي مأذون له ان معدات عسكرية تتدفق على مطار أضنة ومصدرها "اقوى حلفاء اميركا في المنطقة". وفسّر مراقبون هذه الاشارة بأنها تعني اسرائيل. وسلّم مندوب العراق لدى الاممالمتحدة محمد الدوري رسالة بغداد التي وقعها وزير الخارجية ناجي صبري الى رئيس مكتب الامين العام إقبال رضا، علماً ان أنان كان في واشنطن. وقال صبري ان بغداد سترسل رسالة ثانية تتضمن "ملاحظاتها على الاجراءات والتدابير التي يتضمنها القرار وتتعارض مع القانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة ومع قرارات سابقة". واكد ان "لا شروط ولا تحفظات" في الرسالة، بل اشارات الى "كل الظلم" الذي لحق بالعراق بسبب "الهيمنة الاميركية على الاممالمتحدة". ووصف الرسالة بأنها "سلمية"، وقال "لا اعتقد ان هناك طريقاً اوضح للسلم". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش هدد امس قبيل اعلان القرار العراقي بأن الولاياتالمتحدة ودولاً اخرى ستنزع اسلحة العراق اذا لم يمتثل صدام للقرار 1441. وفي خطوة غير معتادة، عين الجنرال جيم ولكنسون، وهو مساعد خاص لبوش نائب لمدير الاتصالات في البيت الابيض، ليكون مديراً للاتصالات في القيادة المركزية للجيش الاميركي. وجاء تعيينه في وقت يعكف البنتاغون على وضع خطط طارئة للحرب على العراق. وقبل اعلان بغداد قبولها القرار 1441 اعلن وزير الخارجية السوي فاروق الشرع في بيروت ان دمشق لن تنضم الى تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة "خارج المرجعية الدولية"، مشدداً على ان مجلس الامن هو "المرجعية الوحيدة المخوّلة بت مسألة السلام والحرب وليس اميركا او غيرها". كما بدا ان موسكو تعتمد مع بغداد سياسة "العصا والجزرة"، وقال نائب وزير الخارجية يوري فيدوتوف ل"الحياة" أن قرار مجلس الأمن "لن يتغير"، داعياً العراق إلى قبوله و"تغليب العقل"، وملمحاً إلى أنه في حال انتهاك بنوده، فإن "كل الاجراءات المنصوص عليها" في ميثاق الأممالمتحدة يمكن أن تطبق. تدفق اسلحة الى ذلك انهى وفد وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي اي برئاسة مساعد مديرها جون مكلافلين امس محادثات في انقرة مع مسؤولين في الاستخبارات التركية ووزارة الخارجية وقيادة الاركان، تناولت تنسيق الجهود في شمال العراق في حال بدء عمل عسكري ضد بغداد. واُثيرت تكهنات حول احتمال توجه الوفد الى شمال العراق، خصوصاً بعدما انتقل الى أضنة حيث توجد قاعدة "انجيرليك" جنوبتركيا. كما كشف مصدر تركي مأذون له رفض ذكر اسمه ان معدات عسكرية تُحشد في مطار أضنة، آتية من دولة في الشرق الاوسط وصفها بأنها "اقوى حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة". وكان اغلاق السلطات المطار اثار علامات استفهام كبيرة اخيراً، علماً انه أكبر مطار في جنوب البلاد. على صعيد آخر قررت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموسّع للمعارضة العراقية تأجيل انعقاده لاسبوعين، لأسباب وصفتها بأنها "فنية" تتعلق بتأمين تأشيرات دخول لعدد من المندوبين، خصوصاً الآتين من بلدان عربية. واكد مصدر في اللجنة ل"الحياة" ان الاجراءات الاخرى لعقد المؤتمر مؤمنة بما فيها "حجز القاعة وضمان الحماية الامنية". وكان مفترضاً عقد المؤتمر في بروكسيل في 22 الشهر الجاري.