سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فدوى البرغوثي ل"الحياة": ما جرى في الجلسة يؤكد أن إسرائيل تحاول محاكمة الانتفاضة بشخص مروان . محاكمة البرغوثي : متطرفون يهود يغزون المحكمة ويضربون أحد محاميه ويتوعدون الآخرين بالقتل
انفضت الجلسة الثالثة لمحاكمة أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مروان البرغوثي على وقع فوضى ومشادات كلامية وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدي، ما أدى إلى طرح أحد محامي الدفاع أرضاً وركله بالأرجل من جانب إسرائيليين من اليمين المتطرف. ووصف محام يهودي، يدافع عن البرغوثي، المناضل الفلسطيني امس بأنه "موسى الفلسطيني". خلال جلسة المحاكمة التي استمرت ساعتين ونصف ساعة، ووسط صراخ وشتائم، حولت قاعة المحكمة إلى ساحة حرب كلامية بين المشاركين من الفلسطينيين والعرب المساندين للبرغوثي - وهم قلة - وبين عدد كبير من غلاة اليمين الإسرائيلي وأفراد عائلات قتلى إسرائيليين، تمكن محامي الدفاع جواد بولص من تقديم مرافعة "تمهيدية" هي الأولى شملت في الأساس التشديد على "عدم قانونية وشرعية" المحاكمة ككل استناداً إلى القوانين الدولية من جهة، وإلى البند الرابع الخاص بالشؤون القضائية الوارد في اتفاقات أوسلو الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقال المحامي بولص ل"الحياة" فور انتهاء الجلسة، إن "القانون الدولي يلزم إسرائيل - الدولة المحتلة - بالتعامل مع كل الفلسطينيين الواقعين تحت سيطرتها وفقاً لشرائعه القضائية، وثانياً ان الاعتداء العسكري الإسرائيلي على مناطق أ الخاضعة للسلطة الفلسطينية وفقاً لاتفاقات أوسلو واختطاف البرغوثي من أراضيها يعتبران مخالفة جسيمة لهذه الاتفاقات". وأضاف بولص ان ادعاءات الدفاع المستندة إلى أن هذه المحاكمة هي "محاكمة سياسية غير قانونية" ستقدم كتابة إلى المحكمة خلال ثلاثة أسابيع على أن تعقد الجلسة التالية للمحكمة في الحادي عشر من الشهر المقبل. وأشار إلى أن مروان البرغوثي "انسان فلسطيني دعا إلى مقاومة الاحتلال، وهذا أمر مشروع ومعروف لدى شعوب العالم ولا يحق لإسرائيل الدولة المحتلة أن تختطفه وتحاكمه في محاكمها". وكان البرغوثي اُخرِجَ ثلاث مرات من قاعة المحكمة لمنعه من الادلاء بأي تصريح تارة، وبسبب العنف من جانب الإسرائيليين الذين حضروا الجلسة تارة أخرى. وقال البرغوثي فور دخوله القاعة: "أنا اقاوم من أجل الحرية والاستقلال، والانتفاضة ستنتصر على الاحتلال". وهاجم عدد من الإسرائيليين أحد أعضاء هيئة الدفاع عن البرغوثي خضر شقيرات وطرحوه أرضاً ثم انهالوا عليه ركلاً وضرباً قبل أن يخرجه أفراد الشرطة من قاعة المحكمة ولم يسمحوا له بالعودة إليها. أما المحامي بولص فقد اضطرت الشرطة إلى اخراجه من باب خلفي في المحكمة بعد أن تلقى تهديدات بالقتل ونعت بأنه "قاتل". ووصف بولص ما حدث بأنه "ينذر بمخاطر تهدد المحامين الفلسطينيين الذين يمارسون المحاماة في المحاكم الإسرائيلية". وأضاف ل"الحياة": "ما جرى اليوم في قاعة المحكمة أمر مستهجن ويناقض ما ادعته الحكومة الإسرائيلية باجراء محاكمة نزيهة للبرغوثي". وزاد: "حال التخبط والفوضى التي سادت لم نشهد لها مثيلاً". ولم تكن الحال خارج المحكمة أفضل مما كانت عليه داخلها، إذ تعارك أيضاً عدد من عناصر "معسكر اليسار" الإسرائيلي وبعض الفلسطينيين مع الإسرائيليين خلل تظاهرتين متضادتين هناك. وللمرة الثالثة على التوالي، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية المحامية فدوى البرغوثي، زوجة مروان، من الوصول إلى المحكمة والمشاركة في جلستها بصفتها محامية رئيسة في هيئة الدفاع. وقالت فدوى ل"الحياة" إن "ما جرى في الجلسة يؤكد أن إسرائيل تحاول محاكمة الانتفاضة الفلسطينية بشخص مروان من خلال اهانته". وأضافت: "وقعت مهزلة حقيقية، وواضح لدى العالم الآن بعد أن سجلت عدسات الكاميرا كيف يتم الاعتداء بالضرب على محام في قاعة محكمة من دون أن يجلب ذلك ردة فعل من القضاة، إن إسرائيل تريد أن تبقي مروان خلف القضبان مدى الحياة لترسل رسالة إلى كل المعتقلين والمناضلين وإلى الشعب الفلسطيني بأكمله، سواء شاركنا في المرافعات أم لا. إسرائيل اتخذت قراراً حتى فوق قوانينها وقضائها". وشهدت مدينتا رام الله وغزة تظاهرات حاشدة تأييداً للبرغوثي وللتعبير عن رفضهم لمحاكمته. وامتلأت الشوارع بصور مروان وهو مكبل الأيدي رافعاً يده بقوه، كما وزع بيان أصدره من داخل المعتقل بمناسبة دخول الانتفاضة الفلسطينية عامها الثالث بكثافة في الشوارع. واصطدم المتظاهرون مع دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تجوب شوارع رام اللهالمحتلة وطاردوا بعضها بالحجارة. وكان نحو 2500 فلسطيني أوقدوا المشاعل في بيت لحم مساء أول من أمس وهتفوا لمروان "القائد". وكانت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي تعقبت البرغوثي في أوائل نيسان ابريل الماضي خلال الاجتياح الأول لرام الله واعتقلته، وأعلنت أنها ستقدمه إلى المحاكمة بتهمة التحريض والدعوة إلى قتل الإسرائيليين وتشجيع العمليات العسكرية ضد المستوطنين والجنود. محام يهودي ل"موسى الفلسطيني" ووجد البرغوثي محامياً يهودياً لم يتطوع فحسب للدفاع عنه بل تجرأ على وصفه بأنه "موسى الفلسطيني". ويؤكد المحامي المتدين شماي ليبوفيتس 32 عاماً الذي لا تفارقه القلنسوة انه انضم الى فريق محامي مروان البرغوثي. ولشرح موقفه يذكر بما قاله جده المثقف الاسرائيلي الشهير يشاهياهو ليبوفيتس ان "السيطرة التي تمارس على آلاف الاشخاص الذين يعيشون من دون حقوق في ظل نظام احتلال ستجعل من اسرائيل دولة فصل عنصري وستؤدي الى ادامة الارهاب". ويقول ليبوفيتس: "وللأسف تبين ان هذا كله صحيح". وقبيل بدء جلسة المحكمة في تل ابيب امس قال انه لا يتوقع محاكمة نزيهة "لأن القاضي يمثل سلطات الاحتلال ولديه مصلحة في مواصلة احتلال اسرائيل للمناطق الفلسطينية". واضاف لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان المحكمة لا تملك الصلاحية لمقاضاة شخص منتخب من جمهور في سلطة أجنبية. الجامعة: محاكمة غير مشروعة وفي القاهرة، دان الناطق الرسمي باسم الامين العام للجامعة العربية المستشار هشام يوسف محاكمة سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية، وقال إن "هذه محاكمة غير قانونية وتعبر عن استمرار غطرسة الاحتلال العسكري الاسرائيلي". وأضاف الناطق ان "من يجب محاكمتهم هم جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين يمارسون جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الواقع تحت الاحتلال والذين يخرقون كل القواعد والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال".