هل الراحة هي الحافز الاكبر في اتجاه شركات الكومبيوتر نحو انتاج المزيد والمزيد من الأجهزة اللاسلكية؟ هذا ما توحي به الاعلانات المتعددة التي ارفقت بها شركة "لوجي تيك" السويسرية مجموعة منتوجاتها اللاسلكية الجديدة. يظهر في الاعلان زوجان يتقاسمان سريراً ولوحة مفاتيح يديران بها الكومبيوتر. هما في منتهى الراحة التي ترافقها حميمية لا تخطئها العين. وعلى نحوها الاعلان المشابه الذي يظهر زوجين يتقاسمان الكومبيوتر من بعد، بواسطة لوحة مفاتيح مشابهة، وقد جلسا الى أريكة عريضة، كمثل جلوسهما أثناء التفرج على التلفزيون. كأنما للقول ان العمل على الكومبيوتر هو في مثل لذة الترفيه التلفيزيوني وراحته. واطلقت الشركة اسم "كومفورت ديو" على هذا المنتج. ويعمل عن بعد مسافة ثلاثة امتار عن الكومبيوتر، بغض النظر عن الاتجاه. ويمكن استخدامه حتى لو وضع خلف الحاسوب. وعملت الشركة على تشفير موجاته. ويمكن استعماله من أكثر من مستخدم واحد في الوقت نفسه. ويلزم لذلك استخدام هوية الكترونية آمنة. ولا تتداخل موجات المستخدمية بعضها بعضاً بفضل اسلوب متطور في تشفير الموجات. وصدر في انواع تتوافق مع نظام التشغيل "ويندوز". وستطرح الشركة منتوجات متوافقة مع نظام "ابل" المعروف باسم "ماك اوس"، في وقت لاحق من السنة الحالية. عصا اللعب والفأرة لاسلكيان وبالطبع ليس الحديث عن الكومبيوتر نفسه. فقد بات خبراً قديماً القول ان شركات الكومبيوتر هي في خضم موجة عاتية من انتاج الاجهزة اللاسلكية. فمنذ فترة، تراهن صناعة المعلوماتية والاتصالات على الاجهزة التي تدمج مواصفات الكومبيوتر الكفي وجهاز الهاتف الخلوي، اي ما يعرف باسم "المساعد الرقمي الشخصي" او PDA. وكل هذا بات معروفاً تماماً. ويتمثل الجديد في اتجاه شركات الكومبيوتر الى انتاج اجزاء للكومبيوتر تعمل بطريقة اللاسلكي. وفي مثال واضح، اطلقت شركة "لوجي تيك" السويسرية عصا لعب وفأرة "ماوس" لاسلكيين. وبعبارة اخرى، فان كل ادوات ادخال المعلومات الى الكومبيوتر، وكذلك ادوات التحكم بمحتوياته، باتت كلها لاسلكية. وبيع منها ما يزيد على 27 مليون قطعة في العالم، خلال السنوات القليلة الماضية. ولعل الشباب يهتم بعصا اللعب اللاسلكية اكثر من اي شيء آخر. وهي اداة الالعاب الالكترونية التي تستهويهم بشدة. وتتميز بتصميم يدمج مقود اللعب مع عصاه في جهاز واحد. ويبدو شديد الشبه بمقود سيارات السبور وسباقات الفورمولا وما اليها. وتسمى "فريدوم 4،2". وسعرها 80 دولاراً. ويحمل الماوس اللاسلكي اسم "ام اكس"، وهو مشتق من اسم المحرك الضوئي الذي يديره. ويتمتع بقدرة على التمييز تصل الى 7،4 ميغابيكسيل، ما يؤهله للتجاوب مع ادق حركة في اليد واكثرها سرعة. ويتوافر في ثلاث انواع يتراوح سعرها بين اربعين وثمانين دولاراً. كيف ستنعكس هذه الامور على علاقة المستخدم مع الكومبيوتر؟ الارجح انها تعزز صورة الحاسوب كأداة للترفيه، خصوصاً الترفيه المشترك. وربما زاد الامر في المنافسة بينه وبين ادوات الترفيه الاخرى مثل التلفزيون. والحال ان جهاز التلفزة امتلك فعلاً اداة للاتصال عن بعد، هو "الريموت كونترول" الشهير. ولا يخلو استعماله من بعض المنازعة العائلية. ويتعبر امتلاكه رمزاً للامساك بزمام الامر في المشاهدة العائلية المشتركة. أحمد مغربي [email protected]