بيروت - "الحياة" - يتصاعد الاستقطاب في لبنان في ظل الهجوم العنيف الذي شنته القوى السياسية الموالية للحكم وسورية خلال اليومين الماضيين ضد دعوة "لقاء قرنة شهوان" المعارض الى التظاهر الخميس المقبل احتجاجاً على تأكيد محكمة المطبوعات اقفال محطة "ام تي في" التلفزيونية المعارضة، ومطالبته الجامعات والمدارس بشرح "الترابط المصيري بين الحرية والديموقراطية من جهة والسيادة والاستقلال من جهة اخرى".راجع ص 8 وهدد عدد من رموز الموالاة، ابرزهم النائب ميشال المر، شقيق النائب المعارض غبريال المر صاحب محطة "ام تي في"، اضافة الى "اللقاء الوطني الإسلامي" بالنزول الى الشارع في مقابل دعوة المعارضة المسيحية الى التظاهر. واتهم الموالون المعارضة بالسعي الى "بث السموم الطائفية" في الجامعات والمدارس من خلال دعوتها الى شرح الترابط بين الاستقلال تصادف ذكراه في 22 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل والحرية والديموقراطية. وكان هذا الموضوع فحوى رسالة نقلها احد نواب "لقاء قرنة شهوان" صلاح حنين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبتكليف منه، الى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، تمنى فيها رئيس البرلمان على الأخير ان يتدخل لوقف الدعوة الى ندوات في المؤسسات التربوية. وقالت مصادر بري ل"الحياة" ان رئيس المجلس اعتبر ان "دعوة المعارضة هذه خطيرة وتفتح الباب على ان تقوم قوى اخرى بخطوات مقابلة، مما يؤدي الى إثارة الأجواء الطالبية والجامعية". واستمع صفير الى الرسالة باهتمام. إلا ان عضو "قرنة شهوان" النائب بطرس حرب قال إن شرح الترابط بين الحرية والاستقلال لا يستهدف فرض ذلك على المدارس كما لا يستهدف سورية بل يرمي الى التأكيد على ثوابت نص عليها اتفاق الطائف. وفي وقت عقت لجنة منبثقة من "لقاء قرنة شهوان" اجتماعاً لتحديد مكان انطلاق تظاهرة الخميس والتقدم بطلب ترخيص لها اليوم من وزارة الداخلية، رجحت مصادر رسمية ان ترفض الوزارة التي يتولى حقيبتها الوزير الياس المر نجل ميشال المر، الترخيص. وكان ميشال المر قال امس، انه "بعد موقفنا تهديده بالتظاهر في مقابل تظاهرة المعارضة ربما تعتبر وزارة الداخلية ان التظاهر خطر يفترض تجنبه". وفي المقابل سأل عدد من اركان المعارضة عن كيفية اصرار السلطة على إقفال "ام تي في" من دون ان تتوقع رد فعل من المعارضة، واتهم هؤلاء السلطة بالمبادرة الى تصعيد الموقف. إلا ان مصدراً وزارياً ابلغ "الحياة" ان دعوة المعارضة الى التظاهر ادت الى وقف مبادرة سياسية كان اركان "اللقاء التشاوري النيابي"، الذي يضم اركان الموالاة من النواب المسيحيين يسعون الى التحضير لها من اجل العودة الى الحوار مع المعارضة. وذكرت مصادر قريبة من "التشاوري" ان التصعيد السياسي سيحول دون استكمال هذه المبادرة. وينتظر ان يتصاعد الجدل السياسي خلال الأيام المقبلة، في وقت يتوجه رئيس الحكومة رفيق الحريري اليوم الى عدد من الدول الخليجية في اطار التحضير لمؤتمر باريس - 2 الذي سيحدد سبل مساعدة لبنان على مواجهة ازمة الدين العام.