ارتبط حسم الزمالك المصري مباراة القمة العربية الافريقية لمصلحته على حساب الترجي التونسي 1-صفر في ختام الدور ربع نهائي لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم بثلاثة عوامل اولها التفوق الفني الذي فرضه وجود الفنان حازم امام في صفوفه، علماً انه صنع هدف الفوز الذي سجله مدحت عبدالهادي في الدقيقة 19 بعدما منح فريقه افضلية السيطرة على وسط الملعب وأفقد لاعبي الترجي تركيزهم. وتجسد العامل الثاني في الروح القتالية العالية لدى لاعبي الزمالك، في حين سيطرت اللامبالاة على اداء غالبية لاعبي الترجي واكتملت بتقصير لاعبي الوسط والهجوم في انجاز واجباتهم الدفاعية، على رغم انهم خاضوا المباراة بفرصة الفوز فقط. اما العامل الثالث فارتبط بمؤازرة 85 الف متفرج الزمالك وفروا بهتافاتهم وصراخهم الضغوط الكبيرة على المنافسين والحكام. وعموماً، ضرب الزمالك عصافير عدة بحجر واحد في المباراة، وألحق بالترجي هزيمته الاولى في تاريخ مشاركاته الافريقية على ارض مصر، وحفظ للفرق المصرية شباكها نظيفة في مواجهة الترجي الذي لم ينجح مطلقاً في احراز اي هدف في 5 مباريات. وابقى الزمالك تواجد الاندية المصرية في الادوار النهائية للمسابقات الافريقية هذا الموسم بعد خروج غزل المحلة من كأس الكؤوس والمصري البورسعيدي من كأس الاتحاد الافريقي والاهلي من دوري الابطال. وألقى مدرب الترجي السويسري دي كستال مسؤولية خسارة فريقه على حكم المباراة البنيني كوديغا كوفي، وأكد أنه لم يوفر الحماية الكاملة للاعبيه ما أدى الى اصابة الثلاثي طارق ثابت وراضي الجعايدي وخالد بدرة، "علماً ان الاولين عجزا عن اكمال المباراة، ما اضطرني الى اجراء تغييرين غير مطلوبين في الدفاع. كما لم يحتسب الحكم سلسلة من الاخطاء الواضحة على لاعبي الزمالك، ما اجهض نصف الهجمات التونسية قبل اكتمالها". في المقابل، ابدى مدرب الزمالك البرازيلي كارلوس كابرال دهشته من الغضب التونسي على الحكم الذي وصفه بنموذج الحكم الشجاع والكفي. وحرص الدكتور كمال درويش، رئيس الزمالك، على الاعلان عن صرف مكافآت قياسية للاعبين بعد الفوز مباشرة، ووعد بمضاعفة المكافآت في المراحل التالية. واذ عجز الترجي عن تحقيق حلم التتويج في دوري ابطال افريقيا للعام الرابع على التوالي تكرست نكسة الاندية التونسية عموماً في عدم بلوغ اي منها الأدوار النهائية للمسابقات القارية للمرة الأولى منذ عام 1994 بعدما عرفت طوال عقد التسعينات احلى الانتصارات والتتويجات. وتعددت تقويمات الهزيمة امام الزمالك، الا انها صبت كلها بشكل رئيسي في الخيارات التكتيكية للمدرب السويسري دي كستال استناداً الى اسلوبه الجديد المعتمد خطة انتشار 3-5-2، في حين انه دأب على خطة 4-4-2، التي حرمت في الوقت ذاته المجازفات الهجومية بقيادة العاجي كانديا تراوري والحشد الدفاعي في مواجهة المتألق حازم امام. وخيم سكون رهيب على محلة باب سويقة، المعقل التاريخي لعميد الأندية التونسية، بعدما اشتعلت حماسة قبل ساعات من موعد المباراة التي بثها التلفزيون التونسي مباشرة على القناة الارضية بعدما دفع مبلغ 150 ألف دولار. وشهدت المقاهي اكتظاظاً مشهوداً وارتفعت الأسعار في شكل جنوني حيث بلغ سعر قارورة المياه المعدنية 5،1 دينار والنرجيلة 5 دنانير. ولكن كل شيء يهون من اجل الترجي عنوان عزة وشرف التوانسة في المحافل العربية والإفريقية، ولكن الى اي حد، اذ غادر بعضهم "مقهى الأقواس" في محلة المنار الفاخرة بعد طرد مدحت عبدالهادي في الدقيقة 19، في حين لازمت رابطة الأوفياء مكانها الى اللحظات الأخيرة بأعصاب مشدودة، شابهت نظيرتها لدى لاعبي الترجي على ارض أستاد القاهرة، قبل ان تتحسر على غياب المدرب الداهية يوسف الزواوي، رجل المهمات الصعبة، في حين تذكر آخرون أن الترجي عاجز عن التنفس في غياب صانع ألعاب من قيمة اسكندر السويح او ماهر الكنزاري. وعموماً، تسللت الى أزقة محلة باب الخضراء الشعبية، عرين احباء الترجي منذ عام 1919. بحثت عن عم قدور شيخ جماهير الدم والذهب فقال: "لا تحزن فهذه الهزيمة لم تكن مفاجئة، فمنذ ان اصبحنا "نركض" وحيدين في سباق البطولة المحلية منذ خمسة مواسم ... منذ قلنا نعم لسقوط اندية الافريقي والنجمة الحمراء والصفاقسي، بات كل شيء جائزاً بعدما تدنت قدرتنا التنافسية، وتأخرنا في الاستحقاقات الخارجية. لقد دق ناقوس الخطر ولنبحث عن اصل الداء لنعالجه...". تركت عم قدور عائداً للمنزل وأغنية عبدالوهاب "من غير ليه" تنبعث من المقهى المجاور. وللأسف واكب احتفال تأهل الزمالك مأساة وفاة 3 اشخاص واصابة 18 آخرين بجروج جراء سقوطهم من الحافلة التي كانت تقلهم على جسر 6 اكتوبر.