بحث وفد اقتصادي مصري في واشنطن أمس مع مسؤولين أميركيين في جهود القاهرة لمكافحة غسل الأموال، ووقف أي تمويل أو تحويلات مالية لجهة يُشتبه في تورطها في الارهاب. قال مصدر رسمي ل"الحياة" إن مصر تبدي تعاوناً مع الجهات المعنية في واشنطن لمكافحة غسل الأموال. مشيراً الى أن هذا التعاون احتل مكاناً متقدماً منذ احداث ايلول سبتمبر 2001 للحد نهائياً من تمويل جماعات ارهابية بعدما اضيف غسل الاموال الى تمويل الارهاب. وكانت واشنطن حذرت مصر من التباطؤ في اقرار قانون مكافحة غسل الاموال واعتبرت ذلك عائقاً أمام تقارب اقتصادي في قطاعات عدة خصوصاً اتفاق منطقة التجارة الحرة، كما أن الإدارة الاميركية رهنت منح جزء من برنامج "التحويلات النقدية" وهو بقيمة 2،1 بليون دولار، بإسراع مصر في تطبيق قانون حقوق الملكية الفكرية ومكافحة غسل الأموال. وتسعى القاهرة الى تفادي أي خلاف في هذا الشأن. وتشهد مصر جدلاً حاداً بعد إدراجها العام الماضي ضمن قائمة الدول غير المتعاونة في مجال مكافحة غسل الأموال. ورأت جهات معنية ان عدم صدور القانون في الوقت المناسب يهدد علاقة المصارف المصرية مع الاجنبية و"ينبغي أن لا تأخذنا النعرة بأنه مستورد" وهو غير موجه الى تجار وعملاء يودعون حصيلة أعمالهم في المصارف. علماً أن القانون لم ينجز حتى الان بصورته الكاملة. وذكر "ان مصر تكافح منذ اعوام وتسعى حالياً وبكل الوسائل الى رفع البلاد من القائمة السلبية لمكافحة غسل الأموال". من جهة ثانية بدأ وفد اقتصادي مصري محادثات في واشنطن مع مسؤولين في البنك الدولي. وبحث الوفد، الذي يضم وزيري التجارة الخارجية والمال ومحافظ المركزي، في قضايا اقتصادية عدة، كما التقى مساعد وزير الخزانة الاميركي راندال كواريس ومسؤولين آخرين تمهيداً لعقد مجلس الاعمال الاميركي - المصري اجتماعه الاول بعد ان يُعاد تأسيسه غداً الخميس بمشاركة 13 عضواً من كل جانب لبحث التعاون الاستثماري.. ويزور رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون القاهرة في 11 تشرين الاول اكتوبر الجاري ولمدة ثلاثة أيام يلتقي خلالها الرئيس حسني مبارك ورئيس الحكومة عاطف عبيد وممثلي الجهات المانحة ورجال الاعمال. وسيفتتح أول مركز اقليمي لتمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة تابع لمؤسسة التمويل الدولية، كما يفتتح مشروع تدريب الخريجين المصريين الشباب لتأهيلهم وفقا لحاجات سوق العمل المقام بالتعاون بين البنك وعدد من المنظمات غير الحكومية ورجال الاعمال المصريين وتشارك فيه ليز تشيني ابنة ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي. وسيُقدم مركز تمويل المشاريع الصغيرة قروضاً ذات فائدة منخفضة للغاية للشباب المصري عبر المصارف العاملة في مصر لتأسيس مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تُسهم في ايجاد المزيد من فرص العمل وزيادة الانتاج. وعن مطالب صندوق النقد والبنك الدوليين من مصر في شأن الاسراع بتنفيذ برنامج التخصيص وما إذا كان ذلك مرتبطاً بتمرير اتفاقات القروض مع مصر، قال مصدر رسمي "إن الصندوق والبنك يتفهمان تماماً الظروف التي اثرت سلباً في برنامج التخصيص وأدت الى تباطؤه، كما يلمسان إصرار الحكومة المصرية على المضي في تنفيذ برامج الاصلاح الاقتصادي والهيكلي ومن ثم فإن تعطيل اتفاقات القروض أمر غير متوقع بالنظر الى الظروف الاقتصادية الدولية التي اثرت في معظم اقتصادات العالم".