قال مسؤول أردني رفيع المستوى ل"الحياة" ان قائد القوات الأميركية المتمركزة في الخليج الجنرال تومي فرانكس وصل الى عمان أمس وأجرى محادثات مع "مسؤولين وعسكريين حول التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدةوالأردن، والأوضاع السائدة في المنطقة، خصوصاً المسألة العراقية". وأكد ان "المسؤولين أبلغوا فرانكس موقف الأردن الداعي الى حل الأزمة العراقية بالوسائل الديبلوماسية، ودعوا الى امتثال بغداد التام لقرارات مجلس الأمن ونزع أسلحتها، وبناء قاعدة حوار متينة مع المجتمع الدولي تؤسس لرفع العقوبات". وأضاف المسؤول ان مناقشات فرانكس في عمان لم "تتطرق الى أي سيناريوات للمسألة العراقية، ولا الى أي قضايا تتعلق بدور أردني في هذا السياق"، بل "على العكس تماماً عبّر الجنرال الأميركي عن تفهم بلاده لظروف الأردن الخاصة، وجدد ما قاله مسؤولون أميركيون منذ شهور ان واشنطن لن تطلب من عمان المشاركة في أي عمل عسكري ضد العراق". وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" في خبر مقتضب ان الملك عبدالله الثاني استقبل فرانكس في اطار الزيارة التي يقوم بها للمعرض الدولي لمعدات العمليات الخاصة "سوفكس 2002" الذي افتتح في العاصمة الاردنية الاثنين الماضي. وكانت صحف اسرائيلية اشارت في الأيام الماضية الى أن فرانكس "سيزور مناطق قريبة من الحدود الشرقية بين الأردنوالعراق" الا أن مسؤولين أردنيين نفوا ذلك بشدة، وأشاروا الى انه "سيتفقد وحدات أميركية تشارك في مناورات دورية بين البلدين في أماكن بعيدة كلياً عن الأجزاء الصحراوية الأردنية المتاخمة للعراق". وتأتي زيارة الجنرال الأميركي بعد أيام من انطلاق مناورات "النصر المبكر" في جنوب المملكة التي تشارك فيها وحدات خاصة من الولاياتالمتحدةوالأردن والكويت وسلطنة عمان، وتستمر حتى 29 الجاري، وسط معارضة واسعة من الأحزاب الأردنية التي أعربت عن قلقها من "التوقيت" فيما شددت الحكومة على أن "المناورات جزء من برنامج تدريبي متفق عليه مسبقاً بين تلك الدول، ولا علاقة لها بالتطورات التي تشهدها المنطقة". يذكر أن واشنطن تقدم للأردن مساعدة عسكرية سنوية تصل الى 150 مليون دولار، وترتبط معها باتفاق، تجري بموجبه مناورات في الأراضي الأردنية.