بدأت الجماعات الاسلامية مرافعتها المبكرة للدفاع عن نفسها، بادانتها لحادث بالي، وتأكيد رفض الاسلام لمثل هذه الاعمال الاجرامية، محذرة في الوقت نفسه الحكومة من الانسياق وراء الادعاءات الاميركية والاسترالية بوقوف تنظيمات اسلامية وراء الحادث. وأكد "زعيم الاصوليين" في اندونيسيا الشيخ ابو بكر باعشير الذي تطالب اميركا واستراليا باعتقاله، ادانته لحادث بالي. وقال في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" امس: "نحن لا نؤمن بقتل المدنيين لأن ديننا يحرم علينا ذلك، ونحن الاشد تمسكاً بتعاليم ديننا ولا يمكن ان نخالفها". وأضاف باعشير: "لا استبعد ان تكون لاميركا يد في الحادث حتى تجد مبرراً قوياً لتفعل في اندونيسيا ما فعلته في افغانستان، وتثبت قواعدها العسكرية فيها". ونفى الزعيم الاندونيسي أي صلة له بتنظيم "القاعدة". وقال انه ورفاقه "ندعو الناس للعودة الى دينهم، وتطبيق الشريعة الاسلامية، ولا نشاط او علاقات لنا خارج الحدود الاندونيسية، وسبق وان حققت السلطات الاندونيسية معي في هذه التهمة واطلقت سراحي بعدما ثبتت براءتي، وليس هناك ما يسمى بالجماعة الاسلامية بالمفهوم التنظيمي، الا في عقول الاميركيين والاستراليين والسنغافوريين". الى ذلك، رفض رئيس حزب العدالة الاسلامية المعتدل هدايت نور واحد في اتصال هاتفي مع "الحياة" ما اعلنه وزير الدفاع الاندونيسي عن وجود مؤشرات الى تورط تنظيم "القاعدة" في الحادث، مؤكداً عدم وجود أي دليل على هذا الادعاء. وأكد هدايت ان الحكومة لم تتخذ بعد اي اجراءات ضد أي من الجماعات الاسلامية، لكنه توقع ان تلجأ الى التضييق على هذه الجماعات بسبب الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولاياتالمتحدة عليها. وحول دلالة استهداف الاجانب بالدرجة الاولى في الحادث وفي مكان سياحي ترفيهي، وامكان تورط جهة اسلامية فيه، قال: "أي عمل ارهابي منظم ومخطط له يلجأ الى التمويه، واختيار هدف يبعد الشبهة عنه ويلصقها بطرف آخر، من اجل تحقيق اهداف اكبر، وأضاف: "شهد اثنان من ضباط الاستخبارات المتقاعدين، هما مناولن وبرينغين، وهما مسيحيان، بأن قوة الانفجار ودقة التخطيط له، لا يمكن الا ان يكونا من عمل الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي ويعززان اعتقادهما بان السفارة الاميركية هددت قبل يوم واحد من الحادث بانه اذا لم تلق الشرطة القبض على من القوا قنبلة يدوية على احد مقارها قبل ايام، فان الولاياتالمتحدة ستغلق سفارتها في اندونيسيا. وكانت الاحزاب الاسلامية دانت مجتمعة ليل الاحد - الاثنين الحادث واعتبرته عملاً ارهابياً، لا يقوم به انسان يؤمن بدين، وحذرت في الوقت نفسه الحكومة من التسرع في اتخاذ اجراءات ضد أي جهة، قبل ان تثبت التحقيقات تورط هذه الجهة بادلة قطعية، والا فان الحكومة تمارس ارهاب الدولة ضد المجتمع من اجل ارضاء قوى خارجية.