دبي - "الحياة" - أطلقت دبي مشروعاً تكنولوجياً جديداً ينضم الى سلسلة المشاريع التقنية التي التزمت الإمارة بتنفيذها في إطار خطتها الاستراتيجية "لقيادة المنطقة نحو الاقتصاد الرقمي الجديد"، حيث أعلنت إنشاء "واحة دبي للسيليكون" في المنطقة الحرة في مطار دبي الدولي. ذكرت سلطة المنطقة الحرة في مطار دبي الدولي، المشرِفة على المشروع الجديد، انه سيضم أول مصنع لأشباه الموصلات في العالم العربي، يتم الآن استكمال الدراسات الخاصة به، بالتعاون مع شركتي "انتل" الاميركية و"كومينكيت" الألمانية ومقاطعة بريدنغبيرغ الألمانية. وقال المدير العام لسلطة المنطقة الحرة في مطار دبي، الدكتور محمد الزرعوني، في مؤتمر صحافي في دبي أمس، ان المصنع الذي تقدر كلفته الاستثمارية بنحو 1.7 بليون دولار، سيتم بناؤه في العامين 2006-2007 ، بعد أن يتم انجاز بناء المصنع المماثل في ألمانيا التابع للشركاء إضافة الى حكومة دبي، التي تمثلها المنطقة الحرة في مطار دبي. وأشار الى ان مشروع "واحة دبي للسيليكون" "مُصمَّم ليكون مركزاً عالمياً لكبريات شركات صناعة أشباه الموصلات"، وانه "يتكامل" مع جهود الإمارة لتنويع بنية اقتصاد دبي وتحويله من اقتصاد قائم على تقديم الخدمات الى "اقتصاد يقوم على قاعدة إنتاجية عريضة". وقال: "تقوم رؤيتنا للمشروع الجديد على جعل واحة دبي للسيليكون، المركز العالمي الرائد للإبتكار والتقنيات المتطورة وحماية الملكية الفكرية لصناعة السيليكون، حيث انها ستمثل البيئة الأكثر تكاملا والأعلى جودة لاستقطاب رواد صناعة أشباه الموصلات في كافة مراحلها، للإبداع والعمل فيها". الأولى من نوعها وستكون "واحة دبي للسيليكون"، المنطقة الصناعية الأولى من نوعها في العالم المتخصصة في شكل حصري في صناعة أشباه الموصلات. ويتوقع تبعاً لذلك، ان تستقطب عدداً كبيراً من الشركات العاملة في كل مراحل هذه الصناعة الدقيقة والمتطورة. وستوفر الواحة، التي ستمتد على مساحة 6.5 مليون قدم مربع، قطع أراض "متكاملة المرافق" للراغبين في إقامة مبان مصممة حسب الطلب، بالإضافة الى مبان مسبقة البناء ومجهزة بالكهرباء والماء والاتصالات الالكترونية اللازمة، وكل خدمات الدعم الاخرى. واعتبر المسؤول الاماراتي ان التسهيلات "غير المسبوقة" التي سيتم توفيرها في الواحة ستكون "من أبرز العوامل التي ستساهم في جعلها مركزاً عالمياً مفضلاً لكبريات شركات صناعة أشباه الموصلات، حيث ان الواحة ستوفر لها كل حاجاتها، الى جانب تسهيلات فريدة تشمل الشركات الحاضنة للمشاريع الجديدة التي تحتاج الى تمويل، وشركات التشبيك والتوريد والوساطة التجارية والاستثمار والاستشارات". وستوفر الواحة أيضاً "فرصاً ممتازة" للتسويق واستكشاف الفرص التجارية الجديدة، فيما ستستهدف البوابة الشبكية لأشباه الموصلات، التي ستقام في المنطقة الحرة في المطار، "توفير التواصل عبرها بين أبرز اللاعبين في هذا المجال، وترسيخ مكانة دبي كمركز استقطاب لصناعة أشباه الموصلات، وتوفير مصدر دخل للواحة منذ اليوم الأول لبدء تشغيلها". وستضم الواحة مركزاً لحضانة مشاريع السيليكون، فيما تعهدت إدارتها بتوفير الرعاية اللازمة للمشاريع الجديدة في مجالات الموجات العريضة والتطبيقات اللاسلكية، من تطوير وتسويق حقوق الملكية الفكرية، والمساعدة في تأسيس شركات كبيرة على المستوى الإقليمي "تتصدر ساحة التكنولوجيا العالمية في هذه المجالات". وسيتعاون المركز مع عدد من المراكز العالمية المرموقة للأبحاث والتطوير والمعاهد الدراسية في العالم "لتحقيق أهدافه على الوجه الأمثل". ومن المقرر ان تضم الواحة أيضاً معهداً تقنياً يساهم في تدريب المواهب والكفاءات الوطنية الواعدة. وسيوفر المعهد برامج دراسية وتدريبية متنوعة تركز مبدئياً على الاتصالات وتصميم الأنظمة، بما يسمح بتطوير مهارات الكفاءات المحلية وفي سائر دول مجلس التعاون الخليجي، وإرساء أسس "البنية التحتية المعرفية اللازمة".