كسبت السعودية أمس ذهبيتها الخامسة في ألعاب القوى ضمن دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة المقامة حالياً في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، ويبدو ان رهان مسؤولي الاتحاد على ان الفيصل في البروز وتقويم مستوى التقدم المنشود هو الآسياد، كان في محله، وفي كل مرة يؤكد ان ذهباً آخر في الطريق الى أعناق الأبطال الواعدين المؤهلين لانجازات عالمية لافتة في السنوات القريبة. ولعل ما ميّز الذهبية السعودية الخامسة امس أنها أكملت ثنائية المسافات الطويلة، بفضل بطل واحد هو مخلّد العتيبي، الذي جمع "المجد من طرفيه" فأضاف لقب ال5 آلاف الى ال10 آلاف، اثر سباق "جنوني" المعايير والتبدلات فاجأ خصوصاً القطري عبدالله خميس. واكتفت قطر امس ببرونزيتين في "أم الألعاب" التي تعوّل الكثير على نتائجها، وكان البحريني عبدالحق زكريا على قدر الآمال المعقودة عليه، ضمن فضية ال5 آلاف متر. حمل سباق ال5 آلاف متر ضمن دورة الألعاب الآسيوية المقامة حالياً في بوسان عن جدارة لقب الانقلابات السريعة، حيث أطاح الكوري الجنوبي شو كيون هيونغ بمخطط قافلة المقدمة وفرض إيقاعه مرتين "فبعثر" المتنافسين وقدّم الذهب للسعودي مخلّد العتيبي 22 عاماً والفضة للبحريني المغربي الأصل عبدالحق زكريا، وأطاح بآمال القطري عبدالله خميس بطل سباق ال3 آلاف متر موانع اول من أمس، الذي لم يجد نفسه الا في المركز الثالث، علماً انه حقق منذ شهرين "ثنائية" الموانع وال5 آلاف متر في بطولة آسيا التي أقيمت في كولومبو. بدوره تمكّن العتيبي الذي يعتبره رئيس الاتحاد السعودي الأمير نواف بن محمد مشروع بطل أولمبي، من حصد ثنائية مميزة في "الآسياد"، هي الأولى من نوعها لأبطال القوى ولنجوم المملكة، اذ جمع ذهبيتي ال5 وال10 آلاف، واستفاد بالتأكيد من يومي راحة ما بين السباقين. سجل العتيبي زمناً مقداره 48،41،13 دقيقة، في مقابل 82،43،13 دقيقة للبحريني زكريا و42،44،13 دقيقة للقطري خميس. ومنذ بداية السباق ظهر جلياً ان "المجموعة" السعودية - القطرية - البحرينية تتربص بالآخرين لتنفذ الى المقدمة وتشكل كوكبة منفصلة، غير ان الكوري شو كيون هيونغ "طار" في ال800م الاخيرة على دفعتين، "مخربطاً" تكتيك القطريين خميس واحمد نصير الذي اعتمد عليه مواطنه ليفرض الايقاع المناسب، لكنه حمل السباق على كاهله 3 آلاف متر فقط و"اعتذر". وازاء هذه التطورات، استغل العتيبي تميزه في السرعة التصاعدية النهائية وتجاوز زكريا وخميس وقطف الفوز، وكشف ل"الحياة" ان مبادرة العداء الكوري كانت في محلها، وكان يجب ان يقوم بها في منتصف المسافة لرفع وتيرة السرعة، كنت انتظر أي تحرّك من اي جهة أتى لأقول كلمتي، وهذا من فضل ربي". واثنى زكريا على خطوة العداء الكوري، لأنني أفضل الايقاع السريع وعموماً فإن سباق ال5 آلاف متر هو اختصاصي الأول، وكنت أطمح بالذهبية لأضيفها على برونزية ال10 آلاف متر، لكن سرعتي النهائية خانتني وهي نقطة ضعف علي تجاوزها في الموسم المقبل". وأقرّ خميس بأن التعب أدركه "الخطة التي وضعناها لم تنجح لأن الكوري أخذ السباق على عاتقه في توقيت خاطئ بالنسبة لي خصوصاً، اذ لا أزال أحمل تراكمات الانهاك من سباق الموانع على رغم سهولته". وعزا خميس تراخيه في الامتار الاخيرة حين تجاوزه العتيبي الى اقراره بعدم جدوى بذل جهد أكبر "انا كنت أطمح باحراز الذهبية ولما وجدت أنها ستكون من نصيب العتيبي لم تعد تهمني الفضية أو البرونزية". عموماً اشتكى كثر من التوزيع الفوضوي لأوقات النهائيات في ألعاب القوى، ومنهم المشرف الفني في المنتخب السعودي البطل الأولمبي الأميركي جون سميث "لم أصادف في حياتي سباقاً نهائياً لمسافة 200م في فترة قبل الظهر، لكن هذا حصل في الآسياد!". وكان الضحية الأولى لهذا التوزيع بطل سباق ال400م الكويتي فوزي الشمري الدهش الذي حلّ رابعاً 73،20ث، بينما أحرز اللقب الياباني شهنجو سيرنسوغو المرشح الاول للفوز 38،20ث. وأقرّ الشمري انه تأثر كثيراً بالجهد الكبير الذي بذله أول من أمس "خضت نهائي ال400م وتصفيتين في ال200م، وفي أقل من 24 ساعة شاركت في السباق النهائي، هذا لا يجوز البتة". وأكد الدهش انه سيتفرّغ لسباقات ال400م في الموسم المقبل، وحلّ السعودي حامد البيشي، ابن عم حمد ثاني ال400م، سابعاً 10.21ث، والعُماني عبدالله الدلهمي ثامناً 25،21ث. وضاعت حظوظ القطريين في بلوغ نهائي سباق البدل اربع مرات 400م بعد خطأ في تمرير العصا بين خميس عبدالله وفرج الشهواني في المرحلة الاخيرة، وكان الفريق متقدماً منافسيه جميعهم، بينما تأهل الفريق السعودي الذي ضمّ حبيب يحيى ومبارك عطا وخليفه الصقر وجمال الصفار. وأحرز القطري حسن موسى برونزية المسابقة العسكرية جامعاً 7683 نقطة، في حين عاد لقب "أقوى رجل في آسيا" الى الصيني كيل هايفنغ 41،8 نقطة. وبفارق المحاولات فقط اكتفى البحريني سالم سالم بالمركز الرابع في الوثب العالي 19،2م، بينما حلّ الصيني كوي كيا والكوري الجنوبي كيم تاي هوي في المركزين الثاني والثالث، ونال الذهب الكوري الجنوبي لي جين تايك 33،2م. وجاء السعودي عمر مسرحي سادساً 15،2م، واللبناني جان كلود رباط في المركز الثامن 10،2م علماً ان رقمه الشخصي 25،2م، والكويتي خليل الخليل في المركز ال14 5.،2م. وأشعل الفائز تايك استاد بوسان حماسة الذي ارتدى الواناً زاهية اذ توزعت على مدرجاته مجموعات من طلاب المدارس شجعت المشاركين وحملت اعلام بلدانهم، وكان لتايك نصيب الاسد من المؤازرة وأحاط عشرات من الطلاب بوالديه، اللذين نزلا الملعب لتحيته بعد انتهاء المنافسة. وكان امس تألق الصينيات ضامراً على المضمار، فقط خطفت الهنديات ثلاث ذهبيات من أمامهن، وحصدت الرابعة العداءة السريلانكية دماثياثي كوبالا في ال400م. وحصد اليمني أحمد اكرم عبدالله برونزية وزن دون 54 كلغ في اولى ايام مسابقة التايكواندو في آسياد بوساد، إثر خسارته امام التايواني موين تشو صفر-5، فمنح بلاده اول ميدالية لها في تاريخ مشاركتها في الدورات الآسيوية. وأدخل الاردني اياد الصيفي بلاده على جدول ترتيب الميداليات بحلوله ثالثاً في وزن دون 72 كلغ إثر خسارته في نصف النهائي امام الكوري الجنوبي جاي شين لي 1-5. وكان الاردن حصل على ثلاث فضيات وبرونزية في بانكوك 1998. وعموماً ما تسهل القرعة حصد لاعبي الألعاب القتالية على الميداليات من خلال تأهلهم المباشر الى الادوار التالية او خوضهم مباريات تمهيدية سهلة. وأعفي الصيفي من خوض الدور الاول، وفاز على الاوزبكستاني تيمور نور اللاييف في الثاني، وعلى البحريني علي البناء في ربع النهائي. وتخوض ايران حاملة اللقب واليابان نهائي كرة القدم بعد غدٍ إثر فوز الاولى على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح 5-3 بعد التعادل في الوقتين الاصلي والاضافي من دون اهداف في مباراة مثيرة وعنيفة وغنية بالفرص الضائعة. في حين بلغت اليابان نهائي الآسياد للمرة الاولى على حساب تايلاند 3-صفر التي كررت الفشل الذي حققته على ارضها في الدورة السابقة وضمن الدور ذاته. وأهدر لاعبوها فرصاً بالجملة وعانت من طرد لاعبين لها في ربع النهائي فتأثر عرضها في الشوط الثاني. هوامش تثير القرارات التحكيمية المتخذة في عدد من المباريات وخصوصاً تلك التي يكون الكوريون الجنوبيون طرفاً فيها اعتراضات عدة، وتذكّر بما حصل من "تجاوزات" في دورة سيول الآسيوية عام 1986، والمحاولات التي سعى اصحاب الارض الى "صوغها" في الدورة الأولمبية عام 1988. ويدرك الكوريون الجنوبيون انهم لن يستطيعوا الاقتراب من الصينيين في الترتيب العام للميداليات والذي يحلّقون به فوق السحاب، بينما يقتنع الكوريون ببقائهم على "علو منخفض" شرط الاستمرار في التقدم على اليابانيين، ويريدون تأمين ذلك بكل السبل المتاحة، ومنها "التشويش" على المتبارين علّهم يفقدون التركيز ويخسرون في مصلحة مواطنيهم، اما ما حصل مع نجم البادمنتون الاندونيسي توفيق هدايات الذي تعرّض للشتائم من اداريين كوريين خلال احدى مباريات الدور النهائي للفردي، والتي توقفت وقتاً طويلاً بعدما احتج الجانب الاندونيسي على هذه الممارسات. قدمت الفرقة الموسيقية التراثية المرافقة لمجموعة المشجعين الكوريين الشمالية عروضاً استقطبت آلاف عدة.