لم تكن لورين إبنة السّابعة عشرة من عمرها لتحتلّ أغلفة كبريات مجلّات الموضة في الولايات المتّحدة الأميركيّة لو لم يجاور إسمها إسم عائلة بوش، فهي إبنة "نيل" الشقيق الأصغر للرئيس الأميركي جورج بوش، والمنافسة القويّة لإبنتيه جينّا وباربرا اللتين تطلق عليهما الصّحافة لقب "التّوأم الرّهيب" بعد أن اعتقلتا في العام الفائت لتناولهما كميات كبيرة من الكحول. المراهقة الأميركيّة الشّقراء تحتلّ هذه السّنة روزنامة وكالة "بيريللي" الشهيرة لعرض الأزياء التي اختارتها وجهاً معروفاً لتوجيه تحيّة الى أميركا بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر على رغم أن أعوام خبرتها في العرض لم تتجاوز الثلاثة بينما الحدّ الأدنى للوصول الى هذا الموقع هو ثمانية أعوام ، كما أنّها تصدّرت أغلفة مجلات "فوغ" و "تاتلر" الشّهيرتين. منذ نعومة أظافرها وتحديداً في سنّ الرابعة توجّهت لورين صوب الفنون وراحت تتابع دروساً في الباليه، وفي السّنة عينها إنتخب جدّها الرّئيس ال41 للولايات المتّحدة الأميركيّة. وتعتبر لورين اليوم الوجه المشعّ لعائلة بوش "إنها الفرد الأكثر إثارة في العائلة الأشدّ سلطة في أميركا" كما كتبت مجلّة فوغ. لم تكتف لورين بالشّهرة التي أعطتها إياها عائلتها، بل إنّ جمالها وجاذبيّتها جعلا الأمير وليام إبن الأمير تشارلز والأميرة ديانا يرتبط معها بعلاقة صداقة عميقة. في إحدى العطل العائلية على متن الباخرة المسمّاة "باخرة الحبّ"، في العام الفائت التي يملكها الثري اليوناني جون لاتسيس إكتشفت لورين أن الأمير على متنها، فتركت له صورتها مع كلمة صغيرة، فاتصل بها ثمّ راحا يتبادلان رسائل الحبّ والإعجاب التي شكّلت لقيا ثمينة في ما بعد للصحافة البريطانيّة! تعتبر لورين أنّ عرض الأزياء هو مجرّد هواية تمارسها ولا تلتصق مباشرة بحياتها المستقبلية التي ترفض في الوقت عينه الإفصاح عن خططها، "ليس عرض الأزياء أولويّة بالنسبة اليّ، وإن وجدت أنه يأخذ قسطاً كبيراً من وقتي فسوف أتركه لأنني إذا تركت مجرّد هواية تسيطر على حياتي فسأكون إنسانة غير طبيعيّة". وعلى رغم اعتبارها عرض الأزياء هواية، فإن لورين تتقنها، وهي وقّعت عقداً أخيراً مع وكالة "إيليت" في نيويورك التي انطلقت منها عارضات عالميّات منهنّ نعومي كامبل وكريتي تورلينغ، وهي اليوم فخورة بروزنامة "بيريللي" التي ظهرت على صفحاتها أهمّ الممثلات الأميركيات مثل بريتاني مورفي، مينا سوفاري وجوليا ستيايلز. أخيراً إنتخبت لورين ملكة لجمال كانون الثاني، كما أنها عرضت للمصمم البريطاني الشهير طومي هيلفيغر بينما كان عمّها قبل أسبوع يتناقش بقضايا وطنية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وترفض لورين الرد على الشائعات التي طاولتها في الصحافة عن علاقات لها مع شخصيات هوليووديّة، متّبعة نصيحة جدّتها باربرا التي طالما امتنعت عن الدخول في جدل مع الصحافيين طوال ولاية زوجها. أمّا حلمها الحالي فيكمن في الدّخول الى كلية إدارة الأعمال تحقيقاً لرغبة جدّها التي تقول أنّه فخور بها جدّاً. على غرار والدتها شارون، تهتمّ لورين بالأعمال الخيريّة، وهي قدّمت أخيراً عرضاً للأزياء يعود ريعه لمساعدة بعض الطالبات الفقيرات، ولدى سؤالها عن القضايا التي تهمّها تجيب من دون تردّد: "الحيوانات والأطفال"!. ولدت لورين في دنفر، كولورادو عام 1984، إنتقلت عائلتها الى هيوستن بعد إفلاس شركة البناء التي كان يديرها والدها وتأسيسه شركة كومبيوتر. في سنّ مبكرة دخلت لورين الى البيت الأبيض وبات التعايش مع السّلطة أمراً طبيعياً بالنسبة إليها، واعتادت تحضير امتحاناتها أثناء رحلة بحرية مع أحد المشاهير. لكنّ السؤال المطروح هل ستتمكّن لورين من التخرّج من جامعة يال التي خرّجت معظم أفراد عائلة بوش؟ الواقع أن لورين تعترف صراحة بأن الدراسة ليست إلا خطوة على طريق تحقيق حلمها الكبير وهو التّمثيل في هوليوود. الى ذلك الحين، تسعى لورين لأن تعيش حياة عاديّة في تكساس، وفي المدرسة تمتنع عن التبجّح بصلة القربى التي تربطها بالرّئيس الأميركي، حتى أن إحدى معلّماتها لم تكتشف الأمر إلا بالصدفة. الحقيقة أن لورين تريد أن تكون معروفة بإنجازاتها هي لا بإسم عائلتها وترغب في العيش كمراهقة طبيعية أمّا نجاحها فرهن بالمستقبل.