حصلت "الحياة" على صورة حديثة للقيادي البارز في "جماعة الجهاد" المحامي ثروت صلاح شحاتة الذي ترشحه أوساط الأصوليين المصريين لخلافة الزعيم الحالي للجماعة الدكتور أيمن الظواهري، في اطار جهود يبذلها بعض قادة "الجهاد" لإعادة هيكلة التنظيم، بعد الهزيمة التي مني بها مع "الأفغان العرب" في افغانستان. وأكدت مصادر أصولية خارج مصر أن شحاتة لا يقيم في افغانستان منذ فترة، بعدما كان غادرها احتجاجاً على توقيع الظواهري في شباط فبراير 1998 على البيان التأسيسي ل "الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" مع أسامة بن لادن، من دون أن يفاتحه الظواهري في هذا الأمر، على رغم أنه كان الرجل الثاني في التنظيم. ورفضت المصادر التي تحدثت إلى "الحياة" في القاهرة تحديد مكان شحاتة حالياً، علماً بأنه مطلوب في مصر حيث صدر عليه حكمان غيابيان بالإعدام، الأول العام 1994 في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي والثاني العام 1999 في قضية "العائدون من البانيا". كما ورد اسمه في كل لوائح المطلوبين للولايات المتحدة التي صدرت إثر احداث أيلول سبتمبر الماضي. وارسلت المصادر صورة شحاتة الى "الحياة" عبر شبكة الانترنت، وأكدت انه يسعى حالياً إلى اعادة هيكلة الجماعة بالتعاون مع آخرين من قادتها كانوا عارضوا أيضاً التحالف مع تنظيم "القاعدة"، لكنهم ما زالوا يكنون للظواهري قدراً من الاحترام ويفضلون ألا يعلنوا رسمياً استبعاده من إمارة "الجماعة" قبل الاطمئنان إلى مصيره. ويشتهر شحاتة بين أوساط الأصوليين الراديكاليين المصريين باسم "أبو السمع". وهو من مواليد العام 1960 في مدينة الزقازيق محافظة الشرقية وبدأ التزامه الديني عام 1978، عند التحاقه بكلية الحقوق في جامعة الزقازيق حيث بدأ يواظب على حضور دروس دينية داخل مسجد الكلية، والتقى وقتها اصوليين بارزين مثل المحامي نبوي ابراهيم اتهم بعدها واعتقل العام 1993 بعد مرافعته في قضية تنظيم "طلائع الفتح" امام محكمة عسكرية. كما التقى جمال لاشين اتهم العام 1987 في قضية إحياء تنظيم الجهاد، ثم اسامة السيد قاسم محكوم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، وعلي فراج قضى عشر سنين في قضية اغتيال السادات وهو الآن أحد مؤسسي حزب الاصلاح. وقبض على شحاتة في 21/10/1981، في منزله بمدينة الزقازيق، واتهم بالانضمام الى تنظيم "الجهاد" والتدرب على استخدام السلاح، وقضت محكمة أمن الدولة العليا في 30/9/1984 بمعاقبته بالاشغال الشاقة ثلاث سنوات كان قد أمضاها اثناء محاكمته فأفرج عنه. ثم اتهم مجدداً بإحياء التنظيم العام 1987 وتم حفظ القضية فأطلق. وفي العام 1991 شعر بأن أجهزة الأمن تراقبه فاختفى الى أن غادر مصر الى إحدى الدول العربية ومنها توجه الى افغانستان حيث التحق بالظواهري وصار من أقرب معاونيه وشارك في تأسيس معسكر لجماعة "الجهاد".