ودّع المستشار السياسي في "القوات اللبنانية" المحظورة توفيق الهندي، الموقوف بتهمة "الاتصال بالعدو الاسرائىلي"، أمس والدته يولاند توفيق رزوق، بعدما وافق النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم على مشاركته في مأتم تشييعها وفق شرطين: عدم الإدلاء بتصاريح، او اطلاق أي شعارات. وأحضر الهندي من مكان توقيفه في سجن رومية في مواكبة أمنية، الى كنيسة "سيدة البشارة" في المتحف حيث حضر قداس الجناز، غير مكبل، لكن عناصر من قوى الأمن الداخلي ظلوا محيطين به. وتحوّل حضوره الى مناسبة مؤثرة للعائلة، فبكت زوجته كلود ابو ناضر فيما أحاط به ولداه في شكل متواصل، وبعض اصدقائه، وألقى النظرة الأخيرة على والدته المسجاة في الكنيسة. وحضر الجناز عدد من السياسيين من أركان المعارضة المسيحية، أبرزهم رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، والنواب بطرس حرب ونسيب لحود ومنصور غانم البون وفارس سعيد وأنطوان غانم، والوزراء السابقون فؤاد بطرس ونديم سالم وجوزف الهاشم وادمون رزق، اضافة الى عقيلة قائد "القوات اللبنانية" السيدة ستريدا سمير جعجع، وممثل البطريرك الماروني نصرالله صفير المطران رولان ابو جودة. وسجلت مشاركة ديبلوماسيين من السفارتين الفرنسية والأميركية. ونوه صفير، في رسالة ألقاها نيابة عنه أمين سره المونسنيور يوسف طوق، بالفقيدة "التي علمت اولادها الاخلاص للوطن، وتميز أحدهم ولدنا الدكتور توفيق، الاستاذ الجامعي والمستشار السياسي لرئيس أحد الأحزاب اللبنانية السابقة". وشكر ل"السلطات المختصة سماحها له بالخروج من سجنه لتوديع هذه الأم الحنون، فبرهنت هذه المرة ان العدالة في لبنان، ان كان لها يد، فلها قلب". وشكر المدبر البطريركي للسريان الكاثوليك المطران أنطوان بيلون، لرئىس الجمهورية اميل لحود، ولعضوم ولقيادة الأمن الداخلي "حسن تعاونهم"، معتبراً ان "هذا يشجعنا على ان نكرر التماس الافراج عن الهندي". ثم تلقى الهندي التعازي في صالون الكنيسة، قبل ان يتوجه الى مدافن العائلة حيث ووُريت والدته وأعيد بعد ذلك الى رومية.