عملياً انتهت شهور العسل - ان صحت التسمية - ما بين السلطة الفلسطينية وحكومة شارون العسكرية، منذ عمليات العفولة وحيفا والقدس التي تبنتها منظمتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وهذا يعني ان اسرائيل ارادت مبرراً دولياً لاستكمال حربها على السلطة والشعب الفلسطيني وقواه الوطنية. فكانت الحرب على الإرهاب، كما اسمتها اسرائيل وصورتها الإدارة الأميركية. عملياً أخذت اسرائيل فرصتها، فاجتاحت رام الله حتى وصلت الى بعد امتار من مقر الرئاسة الفلسطينية، ومُنع عرفات من المغادرة. والرئيس بوش سحب جنرال، زيني، الى عمان والقاهرة فواشنطن، بعد نقل رسالة الى السلطة الفلسطينية ان الرئيس الأميركي ملّ. وجاء عيد الفطر بأيامه الثلاثة مضرجاً بدماء الشعب الفلسطيني. وخطب ابو عمار موجهاً رسالة التحذير والوعيد "لحماس" و"الجهاد الإسلامي"، وضمناً لكل من يطلق النار على إسرائيل. وألقى مسؤولية حصاره في رام الله على المقاومة الإسلامية. فالصورة القادمة قد تبدو قاتمة، هل نجح شارون وزيني في تصدير ازمة اسرائيل الى السلطة الفلسطينية والمقاومة الشعبية بقواها الوطنية والإسلامية؟ هل شبح المعارك الفلسطينية - الفلسطينية سيطل؟ لا أعتقد ذلك. فالشعب الفلسطيني، والقوى والفصائل في منظمة التحرير، تعي جيداً خطة شارون ومحاولاته المستمرة لإجهاض الانتفاضة الفلسطينية. وكان على عرفات ان يواجه هذه الضغوطات، ومُنع شارون من تصدير ازمته الى السلطة الفلسطينية، بسلسلة اجراءات على الأرض مع القوى الرئيسة في منظمة التحرير، الى جانب "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لخلق جدار صلب صعب اختراقه، جدار الوحدة الوطنية المسلح ببرنامج نضالي يخدم التكتيكُ فيه استراتيجية الأهداف الفلسطينية. وكان واجباً على "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وعي اهداف الهجمة الأميركية والإسرائيلية في ظل الحرب الأميركية على "طالبان" والتأييد الدولي لهذه الحرب. فمن هذا التجاور للتكتيك والاستراتيجيا يكون الصف الفلسطيني، بانتفاضته وقواه المقاومة الوطنية والإسلامية، الى جانب السلطة الفلسطينية، في طريقه الصحيح والواضح المعالم لمنع شارون من استثمار الهجمة الأميركية على الإرهاب بحجة الإرهاب الأصولي الفلسطيني بالتسمية الأميركية، ويفتح ثغرات في الجدار الديبلوماسي لاستعادة التأييد الأوروبي، مرة اخرى، بعد ان فقدته الانتفاضة والسلطة والقوى الفلسطينية المقاومة بعد عمليات العفولة وحيفا والقدس. احمد الحاج صحافي فلسطيني