بريسبن استراليا، كانبيرا، لوس انجليس - أ ف ب، رويترز - تعرض مسجد في مدينة بريسبن الاسترالية لحريق متعمد أدى إلى تدميره، فيما قال مسؤولون في الجامعات الأميركية إن عشرات من الطلاب من منطقة الشرق الأوسط يفكرون في العودة إلى بلدانهم، في ظل تأجيج المشاعر المعادية لهم منذ الهجمات على نيويورك وواشنطن. وأعلنت السلطات الاسترالية أمس أن حريقاً متعمداً دمر مسجداً في بريسبن في شمال شرقي استراليا. وأوضح ناطق باسم الشرطة ان المسجد الكائن في ضاحية كورابي أضرمت فيه النار صباح السبت وأن شهوداً رأوا مجموعة من الشبان يفرون منه. وهذا ثاني اعتداء على مسجد في بريسبن منذ الاعتداءات في الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر الجاري. ودعت السلطات الاسترالية السكان إلى الهدوء في بلد يعيش فيه بين 300 و600 ألف مسلم بحسب التقديرات. وطالب مسلمو ولاية كوينزلاند عاصمتها بريسبن بتعزيز اجراءات الحماية الأمنية. وطالبت الجالية المسلمة بتسيير دوريات شرطة منتظمة حول المباني والمدارس الإسلامية. وقال رئيس وزراء الولاية بيتر بيتي: "علينا ابداء حس بالتسامح وعدم القبول بمثل هذا العنف". وكانت استراليا، التي أبدت استعدادها للوقوف إلى جانب القوات الأميركية في أي ضربة محتملة بعد اعتداءات 11 أيلول، مسرحاً لحوادث ضد أقليتها المسلمة منذ ذلك الحين. وأبدى رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد انزعاجه للهجوم، وقال: "يجب أن لا نسمح لمشاعر الغضب الطبيعية تجاه التطرف الإسلامي أن تمتد إلى المسلمين بصفة عامة. مئات المسلمين لقوا حتفهم في مركز التجارة العالمي، وهذا ما يجب أن يتذكره الناس". الجامعات الأميركية وفي لوس انجليس، قال مسؤولون في الجامعات الأميركية إن عشرات من الطلاب من الشرق الأوسط يفكرون في العودة إلى بلدانهم بعدما أدت هجمات نيويورك وواشنطن إلى تأجيج المشاعر المعادية لهم. وتعرض خمسة طلاب على الأقل من الشرق الأوسط لاعتداءات في الجامعات الأميركية، في حين تلقى طلاب آخرون تهديدات. وحض وزير التعليم الأميركي رود بيج المعلمين على العمل على ضمان سلامة الطلاب العرب، ودعا عمداء الكليات إلى التسامح داخل الجامعات. وسارعت الشرطة الجامعية إلى تعزيز الأمن، وطلبت الجماعات الإسلامية من الطلاب عدم الظهور بشكل كبير. وذكر المدير التنفيذي لمكتب الخدمات الدولية في جامعة جنوب كاليفورنيا، ديكسون جونسون، ان طالبة أندونيسية محجبة تعرضت لاعتداء من طالب وقف أمام سيارتها على إشارة الضوء الأخضر واتح يهزها بعنف وبغضب ويصرخ في وجهها. وقالت طالبة مولودة في باكستان في الجامعة الدولية في فلوريدا في ميامي إنها تلقت تهديدات لفظية، على رغم أنها أميركية وعاشت في الولاياتالمتحدة معظم حياتها تقريباً. وأضافت: "يفعلون ذلك عندما يرونك في متجر بقالة فهم ينظرون إليك شزراً ويتطلعون إليك بشكل عجيب وشاذ. لم أتورط في ذلك، وأنا اعيش هنا منذ كنت صغيرة، لسنا كلنا إرهابيين". وقالت ناطقة باسم جامعة نورث كارولاينا إن مازن أحمد الكاسع، وهو طالب لبناني 19 سنة سيترك الجامعة بعدما صرخ شابان في وجهه: "عد إلى بلادك يا ارهابي"، قبل أن يلويا ذراعه ويضرباه ويكسرا نظارته الأحد الماضي. ورتب الكاسع خططاً عاجلة للعودة إلى لبنان. وقالت المتحدثة إنه وعد بالعودة "عندما يحددون من الذي فعلها، وعندما يتوقف الأميركيون عن اتهام جميع المسلمين". وقالت الشرطة إن طالباً سعودياً في كلية مدينة سانتا باربره في كاليفورنيا تعرض لهجوم من رجلين اثناء سيره قرب منزله، وضرب المعتديان رأسه في سقف سيارتهما وجرحاه بسكين.