يبدأ الرئيس المصري حسني مبارك بعد غد الاحد جولة اوروبية تشمل فرنساوالمانياوايطاليا، وتستمر ثلاثة أيام. وأوضحت مصادر ديبلوماسية في القاهرة أن محادثات مبارك مع قادة هذه الدول تتناول أبعاد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولاياتالمتحدة وتأثيرها في الشرق الاوسط والأوضاع في الاراضي العربية المحتلة. وستبدأ جولة الرئيس المصري بزيارة لفرنسا، وكان تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس جاك شيراك، وعرضا المستجدات بعد زيارة الأخير واشنطن. ويتوقف مبارك الثلثاء في المانيا بضع ساعات، يلتقي خلالها المستشار غيرهارد شرودر، ثم يتوجه في اليوم ذاته الى ايطاليا حيث يجتمع مع رئيس الحكومة سلفيو برلسكوني. وفي برلين قال سفير مصر محمد العرابي ان مبادرة مبارك لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، ستكون على رأس المواضيع خلال المحادثات مع شرودر. شيراك والملك عبدالله الى ذلك، أ ف ب، أعلن مصدر رسمي أردني أن الرئيس شيراك اطلع أمس الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي، على نتائج محادثاته في واشنطن مع الرئيس بوش، اثر اعتداءات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وذكر المصدر ان الاتصال الذي أجراه شيراك "يعبر عن رغبة فرنسا في التنسيق مع الأردن كبلد معتدل، اتخذ موقفاً عقلانياً من الأزمة"، كما "يعبر عن المستوى الذي وصل إليه التشاور بين البلدين". في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الدول العربية لم تتفق بعد على عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية طلبته دول أعضاء في الجامعة، بينها السودان. ونفى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر وجود اقتراح محدد بعقد اجتماع لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي. وقال موسى إن لجنة المتابعة والتحرك العربية ستعقد في سورية اجتماعاً على مستوى وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء، خلال تشرين الأول اكتوبر المقبل، موضحاً أن هذا الاجتماع سيركز على الوضع في الشرق الأوسط في ضوء الأحداث الحالية. ورداً على سؤال عن احتمالات عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمتابعة التطورات، قال موسى إن "الوزراء على اتصال دائم، وهناك دول ترى أن هناك فرصة لعقد اجتماع قريب، وتجري مشاورات حول هذه الإمكانية والمواعيد المقترحة، إذا ما اتفق في صورة نهائية على عقده". وذكر أنه أجرى أمس اتصالات بعدد من وزراء الخارجية العرب. وتابع: "حتى الآن لا يوجد طرح أميركي محدد أمام الدول العربية، يتناول طبيعة التحرك الأميركي في المرحلة المقبلة". وشدد على عدم وجود أي اتهام أميركي لأي دولة عربية بالتورط بتفجيرات نيويوركوواشنطن. وأكد وزير خارجية جزر القمر رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة محمد الأمين صيف، الذي التقى موسى أمس، ان السودان ودولاً أخرى عربية طلبت عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية لدرس المستجدات في سياق تداعيات الهجمات الانتحارية في نيويوركوواشنطن. في طوكيو دعا رئيس الوزراء جونيتشرو كويزومي قادة السعودية ومصر وقطر وايران الى الانضمام الى مساعي مكافحة الارهاب، في اعقاب الهجمات الانتحارية في الولاياتالمتحدة. وجاءت الدعوة في رسائل وجهها كويزومي الى الرئيس حسني مبارك، وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الايراني محمد خاتمي، اكد فيها انه تشجع جداً بمواقفهم التي دانت تلك الهجمات بقوة. وشدد كويزومي على ان منع المزيد من الهجمات الارهابية يحتم على المجتمع الدولي "ان يتحد في ادانة الهجوم على نيويوركوواشنطن". كما اعرب عن امله بمواصلة التعاون الفعّال مع هؤلاء القادة في مكافحة الارهاب، مشدداً على عدم الربط بين ما حصل في 11 ايلول سبتمبر والمعتقدات والمجتمعات الاسلامية. وعن سبب اختيار تلك الدولة دون غيرها قال الناطق باسم كويزومي في تصريح الى "الحياة" ان مواقفها "دلّت بوضوح الى وقوفها ضد الارهاب وادانته" مشدداً على "مركزها القيادي في العالم الاسلامي".