شهدت آسيا بوادر تشير الى ان الاضرار التي لحقت بشركات الطيران الآسيوية نتيجة الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي ليست بالفداحة المتصورة من قبل. وقال وزير النقل الاميركي نورمان مينيتا عقب اجتماع مع مديري شركات الطيران انه يأمل تقديم برنامج المساعدة لشركات الطيران الاميركية للكونغرس الاسبوع المقبل. سنغافورة، شيكاغو - رويترز - أصدرت اربع شركات طيران آسيوية بيانات تفيد بوجود طلب مستقر نسبياً بعد اسبوع من الهجمات على عكس التراجع الملحوظ في عمليات الحجز الذي شهدته شركات الطيران الاميركية. وارتفعت معظم اسعار اسهم شركات الطيران في آسيا واوروبا فيما قالت شركات طيران آسيوية ان الازمة ادت الى تأجيل الرحلات وليس الغائها. وقال متحدث باسم شركة "تشاينا ايرلاينز" في تايوان: "معظم الركاب اجلوا رحلاتهم المقررة بعد هجمات الولاياتالمتحدة ولكن لم يلغوها. نتوقع ان تحجز رحلات الركاب بالكامل تقريباً حتى منتصف تشرين الاول اكتوبر وهو الموعد الذي يتراجع فيه موسم السفريات". وذكرت شركة طيران تايوانية اخرى هي "ايفا ايرلاينز" ان جميع رحلاتها الى الولاياتالمتحدة تسير بشكل طبيعي وحجزت بالكامل تقريباً. وفي هونغ كونغ قالت "كاثاي باسيفيك ايروايز" اكبر شركات الطيران في الجزيرة انها لم تشهد انخفاضاً كبيراً في عدد المسافرين الى الولاياتالمتحدة. وقالت "اير نيوزيلاند" التى تعاني بالفعل من انهيار شركة "انسيت استراليا" التابعة لها في الاسبوع الماضي ان ارباحها ستتأثر مستقبلاً من جراء الهجمات. الا ان متحدثة باسم الشركة قالت ان الرحلات المحلية تبدو طيبة والحجوزات للرحلات الدولية يمكن مقارنتها بمثيلاتها في الوقت نفسه من العام الماضي. وجاءت بيانات الشركات الاربع عقب بيان على نفس الدرجة من التفاؤل من شركة طيران سنغافورة قالت فيه ان الحجوزات على رحلاتها لم تتأثر في ما يبدو بالهجمات. واستردت اسهم شركات الطيران الاميركية والدولية بعض الخسائر التي منيت بها أول من أمس فيما اجتمع مديرو شركات الطيران مع مسؤولين حكوميين اميركيين بحثاً عن مساعدات مالية في اعقاب التراجع المدمر للرحلات الجوية والخسائر الضخمة للصناعة. غير ان قادة الكونغرس والمسؤولين الاميركيين ابلغوا شركات الطيران الاميركية ان برنامج المساعدة الشامل لن يتضمن طلب شركات الطيران منحها اعفاءات ضريبية مؤقته بقيمة 7.8 بليون دولار. وعقب اجتماع مع مديري شركات الطيران قال السناتور دون نيكلز: "تخلوا عن هذا المطلب اذ رفضه الكونغرس والادارة معاً. انه غير مطروح الآن". وطلبت شركات الطيران الاميركية مساعدات حكومية قدرها 24 بليون دولار تشمل ضمانات قروض بقيمة 11.2 بليون دولار واعفاءات ضريبية قيمتها 7.8 بليون دولار ومساعدات نقدية مباشرة بخمسة بلايين دولار. وفقدت شركات الطيران الاميركية الست الكبرى ما يصل الى 6.66 بليون دولار من القيمة السوقية لاسهمها يوم الاثنين في اول ايام عمل البورصة بعد توقف اثر الهجمات الارهابية في نيويورك وواشنطن. واغلق مؤشر "ستاندرد ان بورز" لاسهم شركات الطيران أول من أمس مرتفعاً 13.85 نقطة، أي بزيادة نحو اربعة في المئة عند 375.60 نقطة ليعوض جزءاً من الخسائر التي مني بها يوم الاثنين حين هوى اكثر من 30 في المئة. وقال محللو بورصة نيويورك وول ستريت ان الهبوط كان مبالغاً فيه. وقال ميشيل لينينبرغ محلل قطاع الطيران في مؤسسة "ميريل لينش": "انها الاسهم تنتعش مرة اخرى. كان تراجعها مبالغاً فيه". وفي اعقاب اجتماعه مع مديري شركات الطيران أول من أمس قال نورمان مينيتا وزير النقل الاميركي انه يأمل الانتهاء من برنامج المساعدة في اوائل الاسبوع المقبل لتقديمه الى الكونغرس. وتابع مينيتا ان الادارة تلقت معلومات مالية "ضرورية" وغيرها من الصناعة تعينها على المضي قدماً نحو اقتراح برنامج مساعدة. وأضاف: "الرئيس بوش وادارته ملتزمان بالعمل بشكل وثيق مع جميع العاملين في صناعة الطيران والكونغرس للحفاظ على قوة صناعة الطيران في البلاد". وقال: "الصناعة كانت تعاني من مصاعب مالية حتى قبل هذه الاحداث الارهابية المفزعة". وأدت الهجمات الى وقف رحلات الطيران لمدة يومين واضطرت شركات الطيران لتطبيق اجراءات امنية جديدة وتقليص الايرادات فضلاً عن ان كثيرين اصبحوا ببساطة يخشون ركوب الطائرات. وافاد تقرير وزعته صناعة الطيران في الكونغرس انه ينتظر ان تبدأ شركات الطيران التجارية الاميركية في التقدم بطلبات اعلان افلاسها خلال ايام ما لم تحصل علي مساعدة وشيكة. وتابع التقرير ان شركات اخرى ستواجه نفس الازمة خلال 90 يوماً ما لم تحصل على مساعدة اتحادية. وقال بعض شركات الطيران الاميركية ان الهجمات ادت الى تراجع الطلب على الرحلات الجوية لدرجة ان الرحلات المحلية لا يشغلها سوى نصف الركاب او اقل. وتوقع اتحاد الطيران الجوي انكماش الرحلات الجوية بنسبة بين 25 و65 في المئة في الاسابيع والاشهر المقبلة فيما يلغي الركاب الخائفون رحلاتهم او يؤجلونها. وقالت وكالة "اوربيتز" للسفريات ومقرها شيكاغو: "الرحلات الجوية في الولاياتالمتحدة انخفضت بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المئة يوم أول من أمس، اذ قامت الشركات بتشغيل نحو خمسة آلاف رحلة في منتصف اليوم مقابل 4800 يوم الاثنين و 2600 رحلة يوم الجمعة". واوردت محطة تلفزيون "سي. ان. ان" ان مجموعة "يو. أي .ال" التي تنتمي اليها شركة طيران "يونايتد ايرلاينز" ستستغني عن 20 الف عامل او نحو 20 في المئة من العاملين لديها غير ان مسؤولي الشركات واتحاد العاملين في قطاع الطيران لم يؤكدا هذا النبأ. وفي سياتل قالت شركة "بوينغ" انها قد تستغني عن ما بين 20 الفاً و30 الف عامل في وحدة الطيران التجارية في نهاية سنة 2002 تحسباً لانخفاض حاد في طلبات الشراء. وخفضت "بوينغ" اكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم توقعاتها بشأن طلبات شراء الطائرات واضافت ان التراجع قد يستمر في سنة 2003 نتيجة لخفض شركات الطيران الاميركية طاقتها التشغيلية اثر الهجمات الارهابية. وقالت "بوينغ" ان الخفض الحاد لتوقعات البيع يتماشى مع خفض شركات الطيران طاقة التشغيل بنسبة 20 في المئة وتقديراتها لحركة الطيران العالمية. وفي اوروبا ظهرت بوادر استقرار اسعار اسهم شركات الطيران بعدما تحركت حكومات اوروبية لانقاذ شركات طيرانها التى اضيرت من الازمة. وقالت شركة الخطوط الملكية الهولندية كي. ال ام انها ستتكبد خسائر اكبر مما كانت تتوقع. وأضافت في بيان: "لا يمكن في الوقت الحالي التكهن بالآثار على المدى البعيد للاحداث في الولاياتالمتحدة او مدى استمرار هذه العواقب". وفي سويسرا اثارت الحكومة احتمال تقديم مساعدة رسمية لشركة طيرانها بينما ساندت الحكومة الفرنسية الفكرة. وحذت شركة الطيران البريطانية حذو منافساتها وقالت انها ستخفض عدد رحلاتها والعاملين لديها وطلبت معونة من الدولة. وقال رود ادينغتون المدير التنفيذي ل"بريتيش ايرويز" للصحافيين بعد اجتماع مع المسؤولين الاميركيين: "نحن مدركون بأن شركات الطيران في جميع انحاء العالم ستحصل على دعم وهي شركات طيران تنافس شركاتنا سواء بشكل منفرد او جماعي. نريد ان ننافس على قدم المساواة".