سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متشددون في أندونيسيا يدقون طبول الحرب ... وعمران خان يحذر من عواقب الضربة . اصوليو باكستان يتضامنون مع "طالبان" والبدء باجلاء رعايا غربيين عن إسلام آباد
} التزمت الاحزاب الاصولية في باكستان بالدعوة الأفغانية الى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة في حال توجيه ضربة الى افغانستان، مهددة الحكومة الباكستانية بالارتداد عليها اذا قدمت تسهيلات للاميركيين. وانتشرت الدعوة الى الجهاد بين الاحزاب الاصولية في دول آسيوية عدة اهمها اندونيسيا. وفي مواجهة ذلك، طلبت السفارات الغربية في باكستان من رعاياها الجلاء عن البلاد، فيما بدأت تدرس تدابير مماثلة في انحاء آسيا. إسلام آباد، جاكرتا، سيدني - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اصدرت السلطات الدينية العليا في باكستان امس، فتوى تدعو الى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها في حال الهجوم على افغانستان. وجاء في بيان وزعته ان "مجلس علماء باكستان دعا الى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها اذا هاجموا افغانستان. فهجومهم هذا سيكون نفسه عملاً ارهابياً". وأشار البيان الى ان الاحزاب الاصولية ستنظم تظاهرات في انحاء البلاد كافة غداً الجمعة، اضافة الى مؤتمرات تحت شعار "الموت لأميركا". وحذر ملا سميع الحق رئيس مجلس الدفاع الباكستاني- الافغاني الذي يضم 35 منظمة اسلامية باكستانية موالية ل"طالبان" الرئيس برويز مشرف من مساندة الحملة الاميركية ضد الحركة و"ضيفها" اسامة بن لادن. وقال سميع الحق في مؤتمر صحافي في روالبندي: "اذا اعلن العلماء الافغان الجهاد ضد العدوان الاميركي واستخدم العدوان ايضاً الاراضي الباكستانية عندها سيساند علماء العالم الاسلامي كله وباكستان الدعوة الى الجهاد". اندونيسيا وتعهدت جماعات اصولية في اندونيسيا امس، التجاوب مع الدعوة الى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة اذا انتقمت واشنطن من افغانستان. وحضت هذه الجماعات الرئيسة ميغاواتي سوكارنوبوتري التي تزور الولاياتالمتحدة على عدم الخضوع لضغوط واشنطن في مجال مكافحة الارهاب الدولي. وقال خليل رضوان المسؤول في منظمة تضم مدارس اسلامية محلية: "اذا هاجمت اميركا افغانستان فهي تهاجم بذلك الاسلام وسوف ندق طبول الجهاد". والمنظمة التي يمثلها رضوان واحدة من ثماني منظمات اسلامية عقدت مؤتمراً في العاصمة الاندونيسية اخيراً بمشاركة "جبهة المدافعين الاسلاميين" التي هددت علناً بمهاجمة السفارة الاميركية اذا مضت واشنطن قدماً وهاجمت افغانستان. كما هددت الجبهة المذكورة بالسعي الى طرد المواطنين الاميركيين من اندونيسيا، اذا وقع هجوم على افغانستان، علماً ان موقف جاكرتا كان متعاطفاً ومتضامناً مع اشنطن في معركتها ضد الارهاب، ولو رأى ديبلوماسيون انه كان اقل من المستوى المطلوب اميركياً. الرعايا الغربيين وأفادت مصادر ديبلوماسية ان السفارات الغربية في باكستان اصدرت تعليمات برحيل العائلات والموظفين الذين لا يعتبر وجودهم ضرورياً من هذا البلد. وأشارت المصادر نفسها الى ان المدرسة البريطانية اغلقت ابوابها بينما تواصل المدرستان الفرنسية والاميركية عملها. واضافت ان معظم الشركات الخاصة نصحت ايضاً عائلات موظفيها الاجانب بمغادرة باكستان. ويتوقع ان تنقل رحلة خاصة لشركة الطيران البريطانية "بريتيش ايرويز" اول الراغبين في المغادرة. وأشار ديبلوماسي اوروبي الى وجود راغبين خصوصاً من النساء والاطفال. وكتبت السفارة البريطانية، وتبعتها معظم الممثليات الديبلوماسية، لرعاياها آلاف عدة في سائر انحاء باكستان لتوضح انه "في ضوء الوضع الامني" ينبغي على البريطانيين النظر في امكان مغادرة هذا البلد. ونصحت في شدة الاشخاص الموجودين في اقاليم الشمال والشمال الغربي القريبة من افغانستان بالمغادرة على الفور. وأخذت استراليا وكندا المبادرة نفسها. كذلك طلبت الخارجية الفرنسية عبر موقعها على شبكة انترنت بعنوان "نصيحة الى المسافرين" من رعاياها عدم السفر الى باكستان. كما نصحت الرعايا الفرنسيين المقيمين في المناطق الحدودية مع افغانستان وبالوشيستان والمناطق الحدودية في الشمال الغربي والشمال بمغادرة هذه المناطق بلا تأخير. وأوصت، بقوة، الرعايا الفرنسيين بتفادي التجمعات اسواق ومحيط المساجد والمحطات لاسيما في المدن الكبرى روالبيندي ولاهور وكراتشي وبيشاور وكويتا. وقال احد الديبلوماسيين في باكستان: "من المهم ان يتحرك الراغبون في المغادرة الآن بهدوء قبل الاضطرار الى مواجهة حال طوارئ". وأفاد ديبلوماسي اوروبي ان شعوراً بالانزعاج انتاب الكثير من الاجانب الذين يخشون انتقام السكان بعد مبادرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف بتقديم "الدعم الكامل" للحرب على الارهاب التي ترغب الولاياتالمتحدة شنها. وفي الوقت نفسه، قال عمران خان لاعب الكريكيت الباكستاني الذي تحول الى السياسة، انه ما لم يظهر دليل على صلة مباشرة لأسامة بن لادن بالهجمات الاخيرة على اميركا فان الشعب الباكستاني لن يؤيد اي هجمات ضد افغانستان المجاورة. وقال عبر تلفزيوني نيوزيلندا واستراليا ان الشعب الباكستاني يعارض ايضاً اي حرب على حدود بلاده بعد تعرضه لآثار الحرب بين الاتحاد السوفياتي السابق وأفغانستان. وأوضح ان الجميع مقتنع بوجوب معاقبة المسؤولين عن الهجمات وانه بمجرد العثور على دليل فان اي اجراء يتخذ في هذا الصدد سيكون مبرراً. وأضاف انه في حال العثور على دليل على تورط ابن لادن فان هذا الدليل يجب ان يقدم الى الشعب الباكستاني ولا يكفي مجرد بثه عبر القنوات الفضائية من واشنطن بل يجب اذاعته عبر تلفزيون باكستان ايضاً.