ضمن نشاطات بلدية مدريد الكثيرة وبخاصة المتعلّقة بالشباب، قُدمت اخيراً في محطة المترو المدريدية برينسبي بيو الأمير بيو الواقعة على خطي 6 و10، مسرحيات عدة على منصة جُهزت خصيصاً في احدى باحات المحطة بهدف امتاع مستخدمي المترو، ولتأكيد أن المترو ليس وسطاً مخصصاً للتنقل فقط، بل هو مكان يمكن استغلاله لأعمال مفيدة ولا سيما في مجال الفن. شاركت في تقديم المسرحيات ثلاث فرق شابة من مدريد كانت قد نجحت في مهرجان المسرح الشاب الذي نظمته نقابة الفنون في شهر حزيران يونيو الفائت. ومن هذه الأعمال التي حضرتُها مسرحية "فراغات" التي كتبها خوليان كينتانيا لشركة بوس - بومس وأخرجها كارلوس ألاردو ومَثّلَ فيها لويس مورينو وروث دياز. ونالت المسرحية إعجاب الحضور وتصفيقهم، خصوصاً أنها مسرحية واقعية تدور عن الخلافات التي تحدث بين الشبان والشابات في مرحلة الخطوبة والزواج في اسبانيا. وعلى رغم الضجيج الذي سببه أحياناً مرور القطارات من تحت المنصة أو الى جوارها، إلا أن تقديم المسرحيات على منصات تُجهز في باحات المترو يُعتبر خطوة مهمة ومحببة بالنسبة الى المدريديين الذين استجابوا لدعوة البلدية وحضروا هذه المسرحيات، سواء بالجلوس على السلالم المتحركة المجاورة أو على الأرض، أو وقوفاً لمدة تزيد على نصف ساعة. وليس هذا غريباً على المدريديين خصوصاً والاسبان عموماً لأنهم معروفون بحب الفن والطرب والحياة السريعة والآنية ويقبلون على المبادرات الجديدة، ولهذا كان حضورهم دعماً للمخطط الذي تنجزه الجهات المختصة في قطاع النقل. ومن المتوقع أن يتكرر تقديم المسرحيات في المترو، وهذا الذي حدث لأول مرة في اسبانيا، بأعمال جديدة أو قد تكون قصيرة الى حد ما وتُقدم على السلالم المتحركة أو قصيرة جداً وتُقدم ضمن عربات المترو خلال الانتقال من محطة الى أخرى.