واشنطن - أ ف ب، رويترز - قتل 266 شخصاً كانوا على متن الطائرات الأربع التي تحطمت أول من أمس في الولاياتالمتحدة، اثنتان منها صدمتا برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك والثالثة مقر وزارة الدفاع قرب واشنطن والرابعة تحطمت بين نيويوركوواشنطن غرب بنسلفانيا. وأكد وزير العدل الأميركي جون اشكروفت أن الطائرات التجارية الأربع اختطفت خلال رحلات داخلية. وتملك شركة "أميركان ايرلاينز" اثتنين منها، وشركة "يونايتد ايرلاينز" الاخريين. وبحسب صحيفة "بوسطن هيرالد" كشفت القوى الأمنية في ماساتشوستس شرق هوية خمسة رجال على الأقل من الشرق الاوسط يشتبه في تورطهم في الاعتداءات. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة إلى التحقيق ان اثنين من هؤلاء الاشخاص، هما شقيقان يحملان جوازي سفر من الامارات العربية المتحدة، وان أحدهما طيار محترف. وأضافت ان اثنين اخرين على الأقل من المشتبه بهم استقلا من اوريغون غرب طائرة متوجهة الى مطار لوغان الدولي في بوسطن الذي اقلعت منه اثنتان من الطائرات التي خطفت قبل ان تتحطم. وقالت إن الرجلين كانا في كندا قبل ان يتوجها الى بورتلاند اوريغون. وأوضحت "أنه بعد اقلاع الطائرة بدأ قراصنة الجو بقتل الطاقم على متنها لاخراج الطيار من قمرة القيادة وتولي السيطرة على الطائرة، لكنها لم تحدد على متن أي طائرة جرت هذه الاحداث، مشيرة إلى أن المشتبه بهم لم يكونوا مسلحين، لكنهم لجأوا الى السلاح الأبيض. وضبط رجال الشرطة سيارة مستأجرة تحتوي على كتيبات لتعليم قيادة الطائرات باللغة العربية. وأكدت باربره اولسون التي كانت على متن إحدى هذه الطائرات، في مكالمتين مع زوجها المحامي العام تيد اولسون قبل أن تتحطم الطائرة، ان الخاطفين لا يحملون أسلحة نارية. واتصلت أولسون، وهي معلقة في شبكة "سي ان ان" التلفزيونية، بزوجها لابلاغه خطف الطائرة التي يعتقد بأنها كانت متجهة من واشنطن إلى لوس انجليس. وقالت له إن الخاطفين مسلحون بسكاكين وآلات حادة، وأنهم ساقوا ركاب الطائرة وطاقمها، بمن فيهم قائدها، إلى مؤخرة الطائرة. وقال مارك بينغهام 31 عاماً الذي كان على متن الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا، في اتصال مع والدته بواسطة الهاتف النقال قبل تحطم الطائرة، إن "ثلاثة رجال تولوا السيطرة على الطائرة ويقولون إن معهم قنبلة". وقال مارك لوالدته: "انني أحبك كثيراً، كثيراً في حال لن آراك مجدداً". وروت الوالدة لشبكة التلفزة المحلية في سان فرانسيسكو: "كان هناك الكثير من الأصوات والضجة التي سمعت خلال الاتصال الهاتفي، لكنني لم أتمكن من التفريق بينها". وقالت إنها شككت بالوضع في بادئ الأمر، لكن ابنها عاود الاتصال بها، وقال لها: "صحيح، لقد خطفنا فعلاً". وروت: "قلت له انني أصدقه، وقلت له انني أحبه" ثم انقطع الاتصال. ونشرت صحيفة "بوسطن هيرالد" ان خاطفي الطائرة التي اقلعت من بوسطن قتلوا مضيفات لاجبار الطيار على الخروج من مقصورة القيادة والسيطرة على الطائرة. وقالت: "شرعوا يقتلون المضيفات في مؤخرة الطائرة للالهاء. وعندما خرج قائد الطائرة للمساعدة، تمكنوا من الدخول إلى مقصورة القيادة"، مؤكدة أن الارهابيين لم يحملوا معهم أسلحة نارية، بل خبأوا في حقائب يد ومستلزمات الحلاقة أسلحة تشبه السكاكين قبضاتها بلاستيكية ونصالها شفرات حلاقة. وتعذر على المصدر أن يحدد ما إذا كانت هذه الأمور حدثت على رحلة "أميركان ايرلاينز" الرقم 11 أو "يونايتد ايرلاينز" الرقم 175، اللتين اقلعتا من بوسطن في اتجاه لوس انجليس. وقال خبراء في الارهاب ان الخاطفين استغلوا ضعف التدابير الأمنية على الرحلات الجوية الداخلية في الولاياتالمتحدة لاخضاع أطقم الطيران للسيطرة على الطائرات. وأعرب هؤلاء عن اعتقادهم بأن الخاطفين هاجموا أطقم الطائرات ثم سيطروا على قيادتها ووجهوها نحو أهدافهم. وقال طيار مخضرم: "أرى أنه لا يمكن تصديق أن أي طيار يقود عن عمد طائرته نحو هدف. ولو كان على رأسي مسدس مصوب ما فعلتها". وقال لاري جونسون، خبير مكافحة الارهاب الذي كان يعمل في وزارة الخارجية، إن الخاطفين استهدفوا الرحلات الجوية المحلية في كل هجماتهم، لأن التدابير الأمنية فيها أقل تشدداً، مشيراً إلى أنه لا يوجد على مثل هذه الرحلات حراس مسلحون، كما هو الحال في الرحلات الدولية، كما أن الأمتعة في الرحلات الداخلية لا تفحص بالدقة التي تحدث في الرحلات الدولية.