"الأمر ببساطة أن تتناول حبتين يومياً، لدرء خطر الإصابة بسكتة الدماغ وذبحة القلب والوفاة المفاجئة، عند المرضى الذين يعانون أمراض القلب وانسداد شراينه". بهذه العبارة شرح البروفسور ماركوس فلاثير، من المستشفى الملكي في مقاطعة برمبتون البريطانية، نتائج بحث واسع شمل 12 ألف مريض من 28 دولة في العالم. وبيّن البحث أن تناول حبة من الأسبرين مع حبة من عقار "كلوبيدورجيل" يومياً، يكفي لخفض الخطر على القلب والدماغ بنسبة تعدّت 25 في المئة. ويتوافر كلا المستحضرين في الأسواق العربية، ويعرف الدواء الثاني بإسم "بلافيكس"PLAVIX، وتصل كلفة هذا العلاج المزدوج إلى ستين دولاراً في الشهر. وتشاركت مجلتا "نيو إنغلند جورنال" و"لانسيت" في نشر البحث، الذي وصف بأنه أهم اختراق طبي في الصراع مع أمراض الشرايين الإكليلية التي تغذي القلب بالدم، خلال السنوات العشرين الفائتة. ويتمثل جديد الدراسة في تقصيها أثر مزيج دواءين معروفين، في وقاية حالات مختلفة من أمراض القلب، خصوصاً انسداد الشرايين الإكليلية. ويعد الأسبرين من أقدم الأدوية الموثوق بها، وتشمل استعمالاته المختلفة تسكين الصداع والآلام العابرة وخفض الحرارة وغيرها. وفي تاريخ هذا الدواء أنه رافق الإنسان إلى القمر، ولم تزود وكالة "ناسا" رواد مركبة الفضاء "أبوللو - 11"، سواه علاجاً. والمعروف عنه أنه يقدر على مقاومة تكوّن الجلطات الدم وتخثراته، وأنه يزيد في درجة سيولة الدم. ومنذ مدة طويلة، دأب أطباء القلب على نصح المرضى بتناول الأسبرين على سبيل الوقاية. أما دواء "بلافيكس" فيستخدم لعلاج تصلب الشرايين، والحفاظ على سيولة الدم، خصوصاً لدى كبار السن والمصابين بنشاف شرايين الدماغ. وفي المقابل، يجدر التنبيه إلى أن المزيج أدى إلى زيادة خطر حدوث نزيف داخلي، لكن ذلك لم يحدث زيادة في نسبة الوفيات ولا في معدل حوادث الدماغ، ولم يلزم الأمر اللجوء إلى تدخلات جراحية. وتقضي سكتات القلب والدماغ على عشرة آلاف شخص في بريطانيا، وتصل كلفة علاج ذبحات القلب فيها إلى عشرة بلايين جنيه استرليني سنوياً .