اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في ايران الدكتور حسن روحاني ان العلاقات الايرانية - الاماراتية تمر حالياً في مناخ ايجابي جداً. ورأى ان مذكرة التفاهم الموقعة مع امارة الشارقة في العام 1971 أساس جيد "لرفع سوء التفاهم" مع دولة الامارات. وتنص مذكرة التفاهم على ترتيبات عسكرية وادارية في جزيرة ابو موسى من دون ان يعترف كل طرف بمطالب الطرف الآخر. وأكد روحاني في حديث الى "الحياة" ان واشنطن شريك في الجرائم التي يرتكبها شارون، مشيراً الى ان خطورة الوضع في فلسطين ستعجل في عودة العلاقات بين طهران والقاهرة. وهنا نص الحديث: شهدت العلاقة بين ايرانوالامارات تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، ما هي الخطوات الضرورية لحل الخلاف بين البلدين حول الجزر؟ - اعتقد ان المناخ الذي ساد العلاقة الايرانية - الاماراتية خلال الشهرين الماضيين هو مناخ ايجابي جداً، عنوانه الاخوة والصداقة، وهو مناخ قادر على حل أي سوء تفاهم بين البلدين. ونحن نعتقد ان طريق الحل هو الحل السياسي والحوار، وان أفضل الطرق هو جلوس البلدين - في ظل أجواء الأخوة - لحل القضايا العالقة بين الجانبين. وبما ان هناك مذكرة تفاهم موقعة منذ العام 1971 بين ايران وإمارة الشارقة، فإن هذه المذكرة تعتبر اساساً جيداً لرفع سوء التفاهم. ما هي بالتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها بعد تبادل الزيارات بين مسؤولين اماراتيين وايرانيين. - هذه الزيارات جعلت المناخ بين البلدين مناخاً جيداً ورسمت آفاقاً من التفاؤل بالمستقبل، مما يمكن الطرفين من القيام بمباحثات بناءة، وينبغي تهيئة الأرضية المناسبة لهذه المباحثات والحوار لحل سوء التفاهم عبرها. كيف تقرأون مخاطر سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على المنطقة، وهل انها تتجه نحو الحرب؟ - ان سياسة شارون هي سياسة خطرة جداً، لأنها كانت ومنذ بدايتها سياسة قمع وسياسة القبضة الحديد واستخدام كل وسائل الحرب بما فيها طائرات "اف 16". والاستمرار في هذه السياسة يشكل خطراً على فلسطين وكل المنطقة. ونحن نعتقد ان الاممالمتحدة، والدول الكبرى في العالم لا تقوم بواجباتها في الضغط على شارون كي يشعر انه لا يتمتع بأي تأييد لسياسته المتبعة، وللأسف فإن حماية الولاياتالمتحدة لشارون هي العامل الأساسي لاستمراره في جرائمه، فالاميركيون دعموا ضمناً عمليات الاغتيال الحكومي التي ينفذها شارون. هل توجهون الاتهام الى الاميركيين بالمشاركة بما يقوم به شارون؟ - حتماً، إن الادارة الاميركية هي شريكة في هذه الجرائم، بدليل الدعم المالي والعسكري والأمني والاستخباراتي والاعلامي لاسرائيل، ودعمها في الاممالمتحدة. اتهامكم اميركا يدفعنا الى السؤال عن مستقبل العلاقة الايرانية - الاميركية خلال ولاية خاتمي الثانية؟ - اننا لا نرى أية مؤشرات ايجابية من جانب الاميركيين تجاه ايران خصوصاً مع تمديد الحظر الاقتصادي الذي وقع عليه الرئيس جورج بوش، اذ تحول المناخ بفعل ذلك الى مناخ غير صحيح. وعلى رغم هذه الخطوة فإن ايران لا تسعى الى زيادة التوتر مع الولاياتالمتحدة ونتمنى ان يتعاطى المسؤولون الاميركيون بعقلانية في شأن ايران والعلاقة معها. فإذا احترمت الادارة الاميركية حقوق الشعب الايراني وقبلت المطالب التي يكررها المسؤولون في الجمهورية الاسلامية فأعتقد ان أفقاً جديداً سينفتح. ما هي قناعاتكم النهائية في شأن العلاقة الايرانية - المصرية؟ - أنا متفائل بإمكان ان نصل الى تفاهم مع المصريين في فترة غير بعيدة في شأن نوع العلاقة بين الجانبين، واعتقد ان هناك ارادة اصيلة وكلية لدى كل طرف لإقامة العلاقات، لكن قد يكون هناك بعض القضايا التقنية بشأن كيفية عودة هذه العلاقات والظروف الواجب توافرها، وهذا يحتاج الى محادثات لحلها، وأنا متفائل بحل هذه الاشكاليات في مستقبل قريب. وبما ان لايران ومصر دوراً مهماً جداً في العالم الاسلامي، فإن ما يحصل في فلسطين يسهم في التعجيل في عودة العلاقات.