بيروت - "الحياة" واصلت الطائرات الحربية الاسرائيلية انتهاكها الأجواء اللبنانية، لليوم الثالث، عقب الغارة التي نفذتها على موقع سوري في البقاع الأحد الماضي. وخرقت أمس جدار الصوت فوق مدينة طرابلس بعد بيروت والجنوب أول من أمس، منذ اعلان الأممالمتحدة تعليق اسرائيل تحليق طائراتها في الأجواء اللبنانية. وأعلن مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان المقاومة الاسلامية استطاعت أن تثبت معادلة الرد على العدوان وتكرس معادلة جديدة هي ان أي عدوان صهيوني على أرض لبنان وسيادته، أياً يكن نوعه وهدفه، يستحق الرد من المقاومة". وقال في كلمة أمام وفد من فاعليات كفرشوبا في بلدة الخيام: "ان العدو فوجئ بسرعة رد المقاومة، وبحجم الخسارة التي ألحقت بالرادار الاستراتيجي الاسرائيلي الذي يصل مدى تغطيته الى العراق والأردن وسورية"، معتبراً "ان تدميرنا هذا الموقع يكشف حجم الفشل الذي لحق بمغامرة رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون الأخيرة". وأكد "ان وجود المقاومة على خط التماس في كفرشوبا ليس لتوفير الفرص التفاوضية بل من أجل تواصل العمليات لتحرير تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وزرع رايات لبنان والمقاومة عليها". واعتبر النائب فارس بويز، بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، ان من الضروري "ألا نقع في معركة لا نختارها نحن لا في موقعها أو توقيتها، ولا يمكننا إذا كان شارون يجرنا الى حرب ان نفتح ذراعينا ونعطيه كل الحجج لذلك، بل هناك سياسة على الدولة أن ترسمها وقد تقضي بتمرير الوقت الضائع أو المراهنة على عناصر تسرع في اهتراء شارون من الداخل أو من خلال الانتفاضة"، منبهاً الى "أن هناك معايير سياسية لا يمكن تجاهلها والاستمرار في سياسة تلقي الضربات وتجاهل ان اسرائيل تجر المنطقة الى حرب". ورأى المستشار السياسي لقائد القوات اللبنانية المحظورة الدكتور توفيق الهندي "ان الجميع في لبنان متفق على عروبة لبنان وضرورة تحرير مزارع شبعا واستعادة الجولان المحتل، لكن البعض يعتقد ان المقاومة المسلحة هي الطريقة الوحيدة لاسترجاع المزارع، بينما نحن كقوات لبنانية نرى أن الحل هو في العمل الديبلوماسي وبإرسال الجيش الى الجنوب ليس لحماية اسرائيل، بل لنزع فتيل الانفجارات وسحب حجج اسرائيل من القيام باعتداءاتها على لبنان وسورية". ودان السفير الايطالي في لبنان جيوسيبي كاسيني "أي خرق للخط الأزرق" رداً على سؤال عن الاعتداء الاسرائيلي على البقاع. وأعرب عن اعتقاده بعد لقائه وزير الخارجية محمود حمود "ان لا احد يريد الحرب، ولكن يجب ألا يفسح في المجال أمامه". ورشة لنزع الألغام على صعيد آخر، افتتحت أمس، ورشة العمل الاقليمية عن نزع الألغام في بيروت، حيث أوضح الوزير حمود في كلمة له ألقيت في الافتتاح ان لبنان يعاني مأساة الألغام التي زرعتها اسرائيل وخلفتها في أراضي الجنوب والبقاع الغربي وبلغ عددها مئة وثلاثين ألف لغم، ونعتبر هذا الواقع على رغم انسحاب اسرائيل من معظم المناطق الجنوبية احتلالاً اسرائيلياً مستمراً لأراضينا يمنع السكان من العودة اليها والسكن فيها واستثمارها في شكل طبيعي، وان استعمال الألغام من العدو الاسرائيلي كوسيلة حرب وبالطريقة التي لجأ اليها يتعارض مع المبادئ الواردة في الاتفاقات الدولية، إضافة الى أن عدم ازالة اسرائيل الألغام التي زرعتها وعدم تسليمها كل خرائط أماكنها هو خرق للقانون الدولي.