كانت اسواق المال تنتظر تصريحات رسمية في شأن السياسات المالية والنقدية وخصوصاً سعر صرف الين مقابل الدولار خلال لقاء القمة الاول بين رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي والرئيس الاميركي جورج بوش أول من أمس. لكن البيان الذي صدر عقب اللقاء لم يتطرق الى أسعار الصرف واكتفى بالاشارة الى جهود اليابان لتحرير اقتصادها. ومن المقرر نشر تقرير اليوم عن المبادرات الاميركية اليابانية لتحرير الاقتصاد. واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز - قال مسؤول ياباني كبير ان رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي والرئيس الاميركي جورج بوش لم يناقشا السياسات المالية او النقدية او المتعلقة باسواق الصرف الاجنبي خلال اجتماعهما أول من أمس في منتجع كامب ديفيد في ولاية ماريلاند. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "لم ترد اشارة الى السياسات النقدية أو المالية أو المتعلقة بأسواق الصرف الأجنبي". وثارت بعض التكهنات في الأسواق بأن الجانب الاميركي قد يسمح بخفض قيمة الين او المطالبة بمزيد من التيسيرات النقدية اليابانية كوسيلة لتخفيف الآثار الجانبية المؤلمة المتوقعة من سياسات كويزومي الاصلاحية. وسيفيد هبوط قيمة الين المصدرين اليابانيين. ويعتقد بعض المحللين وبعض الساسة اليابانيين ايضاً ان تخفيف السياسة النقدية او انتهاج بنك اليابان المركزي سياسة تستهدف التضخم سيساعد على حفز النشاط الاقتصادي. وتعترف طوكيو بان من المرجح ان تؤدي الاصلاحات الهيكلية التي يسعى اليها رئيس الوزراء ومن بينها وضع خطوط عريضة للقضاء على الديون المعدومة للبنوك لبعض الشركات واجراءات للانضباط المالي الى ابطاء النمو وارتفاع معدل البطالة. واصدر وزير المال الياباني ميساجورو شيوكاوا تحذيراً يوم الجمعة الماضي في شأن انخفاض الين في الفترة الاخيرة قائلاً انه لا يرغب في رؤية تحركات عنيفة في سعر العملة. وعلى رغم ان انخفاض الين يساعد المصدرين اليابانيين على زيادة قيمة مبيعاتهم الخارجية، الا ان السلطات النقدية اكدت انها لا تسعى الى خفض الين كوسيلة لدعم الاقتصاد المريض. وقال شيوكاوا ان "الانخفاض السريع في سعر الين يسبب مشكلة. اريد ان تتحرك العملة بشكل مستقر". ويشار الى ان الدولار اقترب من مستوى 125 يناً في اواخر الاسبوع الماضي قبل ان يتراجع الى نحو 124 يناً. وقال الممثل التجاري الاميركي روبرت زويليك ان اليابان حققت "تقدما مهماً" في اتجاه تحرير الاقتصاد من القيود، ما يساعد على الاسراع بعودتها الى الازدهار. وجاءت تصريحات زويليك ضمن بيان صدر أول من أمس بعد الاجتماع بين بوش وكويزومي. وقال زويليك ان "الاجراءات التي اتفق عليها في هذا التقرير تمثل تقدماً مهماً في جهود اليابان المستمرة للحد من الاجراءات الكثيرة التي تعرقل نموها الاقتصادي. النمو الاقتصادي الياباني مهم للنظام العالمي بوصفه ثاني اكبر اقتصاد في العالم. ومن خلال تحرير الاقتصاد يمكن لليابان ان تعود الي الازدهار بشكل اسرع في الوقت الذي تزيد فيه من حرية الوصول لاسواقها وهذا يعني فرصاً اكبر لقطاع الاعمال الاميركي وعماله لبيع منتجات وخدمات أميركية". وكشف كويزومي النقاب في الاسبوع الماضي عن اصلاحات اقتصادية لاعادة الاقتصاد الى النمو. وتشمل تلك الاصلاحات القضاء على الديون المصرفية المعدومة وتوفير 5.3 مليون فرص عمل جديدة من خلال تحرير الاقتصاد. ويقترب الاقتصاد الياباني الهش من رابع ركود له خلال عقد.