لندن - "الحياة"، أ ف ب - سينطلق بطل العالم ومتصدر الترتيب العام حالياً الالماني ميكايل شوماخر فيراري من المركز الاول في سباق جائزة بريطانيا الكبرى، المرحلة ال11من بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا واحد الفئة الاولى غداً الاحد، بعدما حقق اسرع وقت في التجارب الرسمية التي جرت على حلبة سيلفرستون. وهي المرة الثامنة هذا الموسم التي ينطلق فيها ميكايل شوماخر من المركز الاول والاربعون منذ بداية مسيرته في الفورمولا واحد، علماً انه سجل زمن 477،20،1 بمعدل سرعة وسطي بلغ 069،230 كلم/ساعة، متقدماً على سائقي ماكلارين مرسيدس الفنلندي ميكا هاكينن والاسكتلندي ديفيد كولتهارد، بينما حل زميله في فيراري البرازيلي روبنز باريتشيللو سادساً. وعموماً سيضع فوز شوماخر في حال تحقق اليوم اياه في مرتبة متساوية مع الفرنسي آلان بروست، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب في السباقات برصيد 51 لقباً. ولا شك في ان منافسات البطولة الحالية اعتبرت سهلة لشوماخر حتى الآن، اذ احرز ألقاب 6 سباقات من اصل 10، واضطر للخروج مرة واحدة فقط في ايمولا ليصبح في المقدمة بفارق 31 نقطة عن اقرب منافسيه الاسكتلندي كولثارد سائق فريق مكلارين مرسيدس. ومن غير المستبعد ان يفوز على حلبة سيلفرستون، اذ انه المرشح الأقوى امام اخيه الأصغر رالف سائق وليامس بي ام دبليو. ويقول شوماخر: "لقد فزت حتى الآن بأكبر عدد من السباقات هذا الموسم وسواء كنت افضل سائق او اقود افضل سيارة فإن الأهم بالنسبة لي هو تحقيق هذا الانجاز". وعلى رغم تفوق الالماني شوماخر، واقترابه من الفوز بلقب بطولة العالم للفورمولا واحد، للعام الثاني، لا يزال الاسكتلندي دايفيد كولثارد يأمل بالمنافسة على اللقب. وكان آخر فوز حققه كولثارد في جائزة النمسا الكبرى، اي قبل خمس جولات فباتت احلامه بالفوز باللقب بعيدة المنال نوعاً ما، خصوصاً مع مواجهة سيارته بعض المشكلات التقنية ومجانبة الحظ له في بعض السباقات كما حصل حين تأخر في الانطلاق في جائزة موناكو وانفجر محرك سيارته في كندا وتعرض لعقوبة تأخير مدتها 10 ثوان في فرنسا، ما زاد فارق تخلفه عن شوماخر الى درجة يصعب معها التعويض. من جهة اخرى، يحمل كولثارد ذكريات جميلة لسباق سيلفرستون فقد حقق فوزين متتالين فيه في العامين الماضيين، وهو قد يكون فألاً حسناً بالنسبة له لتحقيق فوز ثالث، ويقترب بالتالي من الرقم القياسي الذي سجله جيم كلارك الذي فاز بسباق بريطانيا للجائزة الكبرى 4 مرات. وبالانتقال الى سائق لاكي سترايك الكندي جاك فيلنوف، بطل العالم لموسم العام 1997، فيتطلع الى السباق بتفاؤل علماً انه كان حصد لقبه في عامي 1996 و1997 على التوالي... فيما يستعد الفرنسي اوليفييه بانيس لتغيير سوء الطالع الذي لاحقه في السباقين الأخيرين. والواقع ان هذه الحلبة هي الخاصة بتجارب الفريق، ما يعني بأن المفاجآت لن يكون لها اي دور خلال الحدث، والتوقعات كلها تعمل في صالح الفريق وأدائه على حلبته الخاصة. وقد امضى فريق "بريتش امريكان رايسينغ" الاسبوع الماضي كله بالتحضيرات الخاصة لجائزة بريطانيا الكبرى عبر اجرائه تجارب خاصة مؤثرة في ايطاليا على حلبتي موغاللو ومونزا. وقد عمل سائقو الفريق، فيلنوف وبانيس إضافة الى سائق التجارب الرسمي باتريك لوماري على اختبار التعديلات المناسبة للحلبة البريطانية، وكذلك على التطويرات الاخيرة لجهة الاطارات المقترحة من اجل السباق. واعرب السائقون عن ارتياحهم للانجازات، اذ قال بانيس: "لقد انهيت نحو 80 لفة وأنا سعيد جداً لجهة الاستعدادات، اذ اننا اختبرنا الكثير وبخاصة الاطارات الجديدة المقترحة وأجهزة الكبح". من جهته، اعتبر ريغ بوللوك، مدير الفريق، طموح الفوز على حلبة سيلفسترون طموح كل فريق بريطاني، وقال: "لقد أجرينا تحضيرات مهمة ليس لأن هذه الجائزة هي جائزة بلادنا الكبرى، انما الأمر متعلق بجهود الفريق كله من اجل هذا اليوم الكبير". اما المدير التقني للفريق، مالكوم اويستلر، فأثنى على التجارب التي انجزها الفريق في ايطاليا، مؤكداً أن الأمر برمته هو تطوير لما يجهد له الفريق بأكمله منذ بداية الموسم: "نحن نتوقع فعلاً ترجمة هذه التحضيرات، الى منافسة حقيقية على اعلى المستويات، وبما ان الامور غالباً ما كانت في صالحنا في سيلفرستون، فإننا متفائلون جداً حيال النتائج المرجوة من هذه الجائزة الكبرى". الحلبة وعموماً لا تعتبر حلبة سيلفرستون من الحلبات المفضلة لدى الكثير من السائقين فهي مسطحة، ومستقيمة ومنعطفاتها سريعة ما يترك شعوراً مزعجاً لدى بعضهم. ويتوقع اجراء تعديلات على الحلبة لجعلها اكثر ملاءمة لمتطلبات القيادة الحماسية. وسيتجاوز المتسابقون هذا العام الظروف الجوية التي اقيم فيها هذا السباق في شهر نيسان ابريل الماطر من العام الماضي لتكون المعركة محسومة بين الاطارات والمحركات. ومن المفترض ان تكون فرص الفرق التي قامت باداء جيد في فرنسا جيدة في بريطانيا ايضاً وعلى الفرق المتبقية مثل جوردان، ساوبر وجاكوار ان تتنافس على ما تبقى من نقاط بعيداً من الصدارة. وكما هو متوقع دائماً فإن منصة الفوز ستكون محصورة بين الفريق الاحمر والفضي وسيكون التنافس قوياً جداً سواء عند التجاوز او في فترات التوقف في المرأب كما كان واضحاً في سباق فرنسا للجائزة الكبرى قبل اسبوعين.