نوفل لو شاتو ايران - أ ف ب - "نوفل لو شاتو" الايرانية قرية صغيرة على مشارف مدينة قم 140 كلم جنوبطهران، عند ابواب الصحراء في الجنوب، اعلنت نفسها توأماً للضاحية الباريسية التي استقبلت الخميني منفياً، بعدما ابعدته بغداد طوال الأشهر الخمسة التي سبقت انتصار الثورة بين تشرين الاول/ اكتوبر 1978 وشباط/ فبراير 1979 حتى عودته الى ايران في شباط 1979. تنتظر ""نوفل لو شاتو" الاستحقاق الرئاسي غداً وهي حسمت امرها وستتوزع اصواتها بين الرئيس محمد خاتمي والمرشح المحافظ احمد توكلي. والقرية التي تتناثر مساكنها فوق ارض صحراوية قاسية، تسكنها قلة لا تتعدى الفي شخص، وفيها مقهى ومطعم يقصده اهل قم. وهي فخورة باسمها الذي تحمله الى جانب الاسم الفارسي "كهاك"، وذلك "اعترافاً بالجميل للضاحية التي استضافت الخميني وخرجت منها كلمة السر للثورة الاسلامية"، كما قال خسروي استاذ التاريخ الذي يعمل في قم. في المقهى الصغير حيث كان خسروي، قال الطالب رضا من دون تردد: "سأشارك للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية. في العام الماضي انتخبت النواب الاصلاحيين من جبهة المشاركة، وطبعاً سأنتخب خاتمي". واضاف رضا الذي يعمل والده في مزرعة للدواجن: "اهلي ايضاً سينتخبونه، لكن هناك كثيرين أعرفهم سينتخبون توكلي" المرشح المحافظ الأوفر حظاً لاحتلال المركز الثاني، مع المحافظ عبدالله جاسبي. لماذا خاتمي؟ يقول منوشهر وهو طالب في الثانوية: "لأنه يؤمن بالحرية ومعه سنكون افضل. تراجعت الديون خلال ولايته الاولى، على رغم انهم المحافظين يعرقلون كل ما يدعو اليه. خذ مثلاً حرية الصحافة، كم من الصحافيين في السجن وكم صحيفة عطلت". وتوقع ان تكون نسبة المقترعين لخاتمي "اكثر من 70 في المئة، لأن الجميع يعرفون من هو ومن هم اهله، وكم هو مثقف ونظيف اليد". غلام حسين، عامل بناء، قال انه لن يقترع، وأضاف مبتسماً: "انهم لا يسمحون للافغان بأن ينتخبوا". حسن جعفري، خباز القرية، قال: "انا لا اهتم كثيرا بالسياسة لكنني اذا صوتت سأنتخب توكلي" الذي يعتبر كثيرون في محافظة قم انه المرشح غير المعلن للسلطة، ويشيرون الى انه قريب الى آية الله علي خامنئي. ويتفق مع هذا الرأي خسروي، الذي يؤكد ان "مدينة قم مركز القرار الديني ذات النفوذ المعنوي الواسع، منقسمة بين مرشحين، خاتمي وتوكلي. قسم كبير من الحوزات الدينية ومن سكان قم سينتخبون من يوصي به مدرسو الحوزات، لكن العلماء منقسمون والمرجعيات الكبيرة درجت أخيراً على ألا تعطي رأياً". ويتابع خسروي الذي تابع لفترة دروساً دينية قبل ان يتحول الى التاريخ ان "المنحة الدراسية التي يتلقاها طلاب العلوم الدينية 35 دولاراً في الشهر لا تلزمهم نظرياً، لكنها ملزمة ادبياً، والجهة التي تقدم اكبر عدد من المنح معروفة للجميع، وكذلك مرشحها".